عودة تدفقات الأموال الساخنة.. كيف تؤثر على سعر صرف الجنيه مقابل الدولار؟

ويرى مصرفيون، أجرى ايجي برس مقابلات معهم، أن تجدد تدفق الأموال الساخنة (الاستثمار الأجنبي غير المباشر) إلى أذون وسندات الخزانة في مارس/آذار الماضي، يساعد في تخفيف الضغوط على الجنيه المصري أمام الدولار، وسط أزمة تراجع إيرادات قناة السويس المستمرة.
وأظهرت بيانات البنك المركزي ارتفاع سيولة أذون وسندات الخزانة المصرية. وجاء ذلك نتيجة زيادة اهتمام المستثمرين المحليين والأجانب بالجنيه المصري، عقب تزايد التكهنات حول خفض متوقع لأسعار الفائدة نتيجة تراجع التضخم.
وبحسب البنك المركزي، استقطبت مصر نحو 24 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة في الأشهر الثمانية الأولى من التحرير، ليصل الرصيد إلى أكثر من 37 مليار دولار بنهاية أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وتُعد الأموال الساخنة مصدرًا مهمًا للعملة الأجنبية بالنسبة لمصر، وتساهم بشكل كبير في قوة الجنيه المصري مقابل الدولار. لكنها أيضًا محفوفة بالمخاطر بسبب التدفق السريع للأموال وتأثيرها المحتمل على انخفاض قيمة الجنيه.
انخفاض الضغط
ويرى الخبير المصرفي محمد عبد العال أن تدفق الاستثمار الأجنبي غير المباشر سيساعد في الحفاظ على استقرار سعر صرف الجنيه المصري، في ظل استمرار الضغوط على إيرادات قناة السويس وعدم اليقين بشأن عودتها إلى مستوياتها الطبيعية.
وتعرضت إيرادات قناة السويس، المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية للبلاد، لانتكاسة العام الماضي، حيث انخفضت بنحو 60 بالمئة. وكان السبب في ذلك هو الاضطرابات في البحر الأحمر والهجمات التي شنها المتمردون الحوثيون على الملاحة العالمية، والتي أرادوا من خلالها الضغط على إسرائيل لإنهاء حربها ضد غزة.
وتوقع عبد العال أن يظل سعر صرف الجنيه عند مستوى 50.75 جنيه خلال النصف الأول من العام قبل أن ينخفض قليلا بنهاية العام.
وعقب قرار البنك المركزي بتعويم سعر الصرف في مارس/آذار الماضي، ارتفع سعر الدولار بنسبة 64% أمام الجنيه، ليغلق اليوم عند 50.69 جنيه، مقارنة بـ30.94 جنيه في 5 مارس/آذار 2024.
عامل بديل في ظل تراجع إيرادات قناة السويس
قالت سحر الدماطي نائب رئيس البنك الأهلي المصري السابق، إنه في ظل استمرار تراجع إيرادات قناة السويس، فإن الاستثمار الأجنبي يعد عاملاً بديلاً لزيادة حصيلة النقد الأجنبي والحفاظ على قوة الجنيه المصري أمام الدولار.
وأوضحت أن الاستثمار الأجنبي غير المباشر يساعد على خلق سعر صرف متوازن وخفض مخاطر انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار نتيجة زيادة الالتزامات الخارجية.
وبحسب البنك المركزي، يتعين على مصر سداد ديون خارجية تبلغ نحو 22 مليار دولار هذا العام.
وأكد الدماطي أن الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة لا تشكل أي مخاطر محتملة في حال انحرافها عن سعر الصرف، حيث يستخدم البنك المركزي هذه الأموال باحترافية وفي الوقت المناسب.