تأجيل محاكمة “اللبان” وآخرين في قضية نهب أموال مجلس الدولة

قررت الدائرة الخامسة بمحكمة جنايات الجيزة، اليوم السبت، تأجيل محاكمة جمال اللبات و5 أشخاص آخرين في قضية مصادرة 73 مليون جنيه من أموال مجلس الدولة، إلى جلسة 10 يونيو المقبل، لاستكمال إجراءات التصالح.
وكشفت النيابة العامة خلال تحقيقاتها في القضية التي حملت رقم 7560 لسنة 2023 جنايات الدقي، المقيدة برقم 900 لسنة 2023 محكمة جنوب الجيزة العامة، ورقم 46 لسنة 2023 جنايات أموال عامة عليا، المقيدة برقم 300 لسنة 2017 حصر أموال عامة عليا، أن المتهمين هم «ج.م»، و«ح.ع»، و«م.أ»، و«س.م»، و«ر.ع»، و«م.أ».
وذكرت النيابة أن المتهم الأول “ج.ع” استولى بغير وجه حق على مبلغ 73 مليونًا و293 ألفًا و243 جنيهًا من أموال إحدى الهيئات العامة وجهة عمله خلال الفترة من 2014 إلى 2017 بقسم شرطة الدقي بمحافظة الجيزة بصفته موظفًا عامًا ومديرًا لإدارة التخزين والمشتريات بمجلس الدولة. وكانت هذه خدعة، حيث اتفق مع المتهمين الثاني إلى السادس على استغلال شركات مملوكة لهم تعمل في مجال الإمدادات، وتأسيس شركات أخرى تعمل في نفس المجال بنفسه أو بواسطة آخرين يتبعونهم. وبموجب تخصصه المهني قام بإعداد المذكرات بشأن متطلبات مجلس الدولة المختلفة ومذكرات الاقتراح التي تقترح أن يتم الشراء عن طريق المناقصات المحدودة في غير الحالات المنصوص عليها في قانون المناقصات والمزايدات.
وأوضح المدعي العام في الملفات أنه في إطار كل عطاء مقيد، أرسل المتهم الأول دعوات لعدد من الشركات، بما في ذلك شركات المتهمين من الثاني إلى السادس، كما أعد محاضر للجان التقييم ذكر فيها القيمة التقديرية للبنود لكل عطاء، والتي كانت أعلى من القيمة السوقية لتلك البنود. بالإضافة إلى ذلك، قام بإعداد عروض مالية وفنية لشركات المدعى عليهم الآخرين، والتي مثلت أفضل العروض المقدمة وكانت متسقة مع القيمة التقديرية. وبعد عرض الوثائق على لجنتي التقييم الفني والمالي، تم ترسية العقد على الشركات المعنية.
وأضافت النيابة العامة أن المتهم قام شخصيا أو عن طريق متهمين آخرين بتسليم بعض المواد التي كانت موضوع المناقصة المحدودة وحصل على توقيعات أصحاب المحلات والتي تنص على خلاف الحقيقة على أن جميع المواد تم تسليمها. مستغلاً بذلك علاقته بأمين عام مجلس الدولة المتهم الذي توفي بفضل الله تعالى وصدر في حقه قرار بعدم وجود مبرر لإقامة الدعوى الجنائية بعد انقضاء مدة الحبس بوفاته. وقد أدى ذلك إلى قيام موظفي إدارة المحاسبة بمجلس الدولة بإعداد مستندات الدفع (نموذج 50 هـ) كدليل على عمليات التسليم والشيكات الواجب صرفها لشركات التوريد وإصدار الشيكات لكل شركة من شركات المدعى عليهم الأخرى.
وذكرت النيابة العامة أن المتهمين من الثاني إلى السادس إما صرفوا قيمة هذه الشيكات شخصياً أو قاموا بتظهيرها باسمهم الخاص أو باستخدام توكيلات بنكية أو خاصة نيابة عن أصحاب هذه الشركات أو بتحويل المبالغ من حسابات أصحاب هذه الشركات إلى حسابات أحد المتهمين الآخرين أو بسحب المبالغ مباشرة من الحسابات البنكية لهذه الشركات وتسليم هذه المبالغ للمتهم الأول وهو ما مكن الأخير من الاستيلاء على مبلغ 73 مليون ريال يعادل قيمة المواد غير المسلمة والفارق بين سعر السوق وقيمة المواد المسلمة.
وعزا الادعاء العام ذلك إلى قيام المتهم الأول بالتزوير في محاضر لجان التقييم. لقد جعل حقيقة كاذبة تبدو وكأنها حقيقة صحيحة من خلال إدخال قيم في السجلات تجاوزت القيمة السوقية للعناصر التي كانت موضوع العطاء المقيد. كما سجل في المحضر ملاحظة مكتوبة بخط اليد مفادها أن الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة. بالإضافة إلى ذلك قام بوضع توقيعات مزورة على بعض هذه المحاضر ونسبها زوراً إلى أعضاء هذه اللجان.
واتهمت النيابة العامة المتهم الأول بتزوير عروض أسعار من بعض الشركات وفواتير من شركات أخرى في مناقشات غير رسمية. قدم واقعة كاذبة على أنها حقيقة فنّدها وأثبت أن تلك الشركات قدمت الوثائق لإتمام إجراءات المناقصة المحدودة، واستعملت تلك الوثائق المزورة للغرض الذي زورت من أجله، مع علمها بتزويرها، وقدمتها إلى لجنتي القرار الفني والمالي على أساس أنها مزورة، بهدف إحداث أثرها في إتمام إجراءات المناقصة المحدودة. مما أدى إلى موافقة أعضاء تلك اللجان وإرساء العقد على شركات المتهمين الآخرين، الأمر الذي مكنه من إتمام جريمته ومصادرة المبلغ المذكور.