مفتي الجمهورية: لا يجوز للمصريين الصيام أو الإفطار بناءً على رؤية دولة أخرى

منذ 2 شهور
مفتي الجمهورية: لا يجوز للمصريين الصيام أو الإفطار بناءً على رؤية دولة أخرى

دكتور. أكد سماحة الشيخ نذير عياد مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الصبر من أعظم الفضائل التي تقوم عليها كل الدعوات السماوية، مشيراً إلى أنه لم يتمكن أحد من أنبياء الله عليهم السلام من تحقيق أهداف رسالاته إلا بالتسلح بهذه الفضيلة العظيمة.

جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج “اسأل المفتي” الذي يقدمه الإعلامي حمدي رزق على قناة “صدى البلد” الفضائية.

وأوضح أن القرآن الكريم يؤكد على أهمية الصبر فيقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة}. {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} وأشار إلى أن هذه الآية تؤكد شركة الله مع الصابرين. مما يدل على مكانتها العالية. واستشهد سماحته أيضاً بسورة العصر التي تؤكد على أهمية الصبر كعنصر أساسي لسلامة الفرد والمجتمع، يقول الله تعالى: {وإن الإنسان لفي خسر إذا مضى من الزمان إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}.

دكتور. وأشار نذير عياد إلى أن الصبر يعلم الإنسان المثابرة والرضا بالقضاء والقدر. ولهذا سمي شهر رمضان بشهر الصبر، كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تكونون قوما صالحين}، فبين أن الصيام ينمي الصبر في النفس البشرية ويزيد من قدرة الإنسان على التحمل والتقوى.

وأضاف: «إن البلاء لا يصبر عليه إلا الصبر»، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أحب الله عبداً ابتلاه، فيبتليه، فيصبر على ما أصابه، فيسأله الفرج، فيسأله الفرج». إذا صبر اختاره. “إذا كان راضيا اختاره.” وأشار إلى أن هذا الحديث يدل على الأجر العظيم الذي أعده الله للصابرين.

وذكر أيضاً قصة نبي الله أيوب عليه السلام الذي ضرب أروع الأمثلة في الصبر على الشدائد حتى كافأه الله بقوله: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ}. وأوضح أن حرف الفاء في هذه الآية يدل على المباشرة، أي أن الله استجاب لدعائه فوراً بعد صبره الطويل.

وأوضح المفتي أن الصبر لا يقتصر على تحمل الابتلاء، بل يشمل الصبر على الطاعة حتى يفعلها، والصبر على اجتناب المعصية حتى يجتنبها، والصبر على قضاء الله وقدره المؤلم بلا سخط ولا اعتراض. وأشار إلى أن القرآن الكريم يأمر المؤمنين بالصبر والثبات، فيقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَبِرُوا وَصَابِرُوا}، وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصبر نور»، مبيناً أن النور أقوى من النور. وذلك لأن الإنسان يحتاج إلى الصبر في الطاعة، وتحمل المعصية، ومواجهة تجارب الحياة.

وفي نهاية الحلقة أجاب عن أسئلة المشاهدين، ومن بينها سؤال عن حكم الصيام بالنسبة للصبيان. وأوضح أن الصيام واجب على من توفرت فيه شروطه، وهي الإسلام والبلوغ والعقل والقدرة.

وأشار إلى أنه من المستحسن تعليم الأطفال الصيام منذ الصغر، مستشهداً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مروا أولادكم بالصلاة لسبع»، مؤكداً أن هذا الأمر يوعي الأطفال بأهمية العبادة ويربيهم على أدائها تدريجياً حتى يفرضوا عليها شرعا. ويتم ذلك بطريقة تجمع بين التعليم والتشجيع والمكافأة حتى يعتاد الطفل الصيام قبل البلوغ. وهذا يسهل عليه تلبية المتطلبات عندما يكون ذلك ضروريا.

وعن الإفطار أو العد التنازلي على رؤية بلد آخر، أكد سماحة المفتي أنه لا يجوز للمصريين الصيام أو الإفطار على رؤية بلد آخر، ولكن يجب عليهم الالتزام بما أعلنته دار الإفتاء المصرية. وكذلك لا يجوز لمواطني الدول الأخرى الصيام أو الإفطار اعتمادًا على رؤية الهلال في مصر، ولكن يجب على الجميع الالتزام برؤية الهلال في بلدهم.

وأوضح المفتي أن من سافر من بلد إلى آخر واختلف بداية الصيام، فإنه يجب عليه أن يصوم ويفطر في البلد الذي يقيم فيه، بشرط ألا يقل عدد أيام الصيام عن 29 يوماً، وإلا وجب عليه أن يصوم يوماً إضافياً.

وعن الدعاء مع قراءة القرآن، أوضح سماحة المفتي أنه لا يجوز قراءة القرآن في الصلوات المفروضة. لكن يجوز ذلك في صلاة التراويح والقيام، وخاصة لمن لم يحفظ القرآن الكريم، ما لم يؤثر على الخشوع. وفيما يتعلق باستعمال الأذان الموحد أكد سماحته أن ذلك من باب المصلحة العامة التي تنظمها الدولة وفق ما تراه يحقق المصلحة العامة، وأنه لا ضرر في ذلك من الناحية الشرعية.

كما نصح من يعاني من التوتر والعصبية أثناء الصيام أن يتوضأ حتى وهو غاضب، وأن يضبط نفسه ويتحلى بالصبر. وأشار إلى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا سابّه أحد أو لعنه فليقل: إني صائم». وأكد أن الصوم مدرسة أخلاقية هدفها تطهير النفس ورفع الروح وليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب.


شارك