أسعار النفط تهبط وسط مشادة بين ترامب وزيلينسكي ورسوم جمركية جديدة

تراجعت أسعار النفط عند الإغلاق يوم الجمعة، متجهة صوب أول انخفاض شهري لها منذ نوفمبر تشرين الثاني، مع توقع الأسواق نزاعا في البيت الأبيض بين الرئيسين الأميركي والأوكراني بينما تستعد لرسوم جمركية جديدة فرضتها واشنطن وقرار العراق استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان، حسبما ذكرت رويترز.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت التي تنتهي يوم الجمعة 76 سنتا أو 1.03 بالمئة إلى 72.81 دولار للبرميل، في حين أغلقت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند 69.76 دولار للبرميل، منخفضة 59 سنتا أو 0.84 بالمئة.
ويتجه كلا المؤشرين القياسيين لتسجيل أول انخفاض شهري لهما في ثلاثة أشهر.
وارتفعت أسعار النفط الخام قرب نهاية الجلسة حتى اندلعت مشادة كلامية أمام الكاميرات في المكتب البيضاوي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن وقف إطلاق النار المحتمل في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وقال جون كيلدو، الشريك في أجين كابيتال: “يمثل هذا موقفا إيجابيا لروسيا وفرصة لجلب المزيد من النفط إلى السوق”.
وخلال الحرب الكلامية، هدد ترامب بسحب دعمه لأوكرانيا، وغادر زيلينسكي البيت الأبيض دون التوقيع على الاتفاق بين البلدين بشأن التنمية المشتركة للموارد الطبيعية في أوكرانيا.
ويجد المشاركون في السوق أيضًا صعوبة في تقييم تأثير جميع إعلانات سياسة الطاقة التي أصدرتها إدارة ترامب هذا الشهر، وفقًا لخبراء الاقتصاد في شركة BMI Research، وهي شركة تابعة لوكالة فيتش للتصنيف الائتماني.
وقال ترامب يوم الخميس إن الرسوم الجمركية المقررة بنسبة 25 في المائة على السلع المكسيكية والكندية ستدخل حيز التنفيذ في الرابع من مارس، إلى جانب رسوم جمركية إضافية بنسبة 10 في المائة على الواردات الصينية.
وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في ساكسو بنك، إن المتداولين قلصوا المخاطر وسط زيادة التقلبات بسبب تصعيد ترامب لحرب الرسوم الجمركية، وخاصة ضد الصين، وهو ما تسبب في مخاوف كبيرة بشأن الطلب العالمي.
قد تؤدي حرب الرسوم الجمركية إلى إبطاء النمو العالمي وتغذية التضخم وخفض الطلب على النفط الخام.
وبحسب بيان لوزارة النفط العراقية، فإن بغداد تقترب من الإعلان عن استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان شبه المستقل عبر خط الأنابيب العراقي التركي.
وقالت الوزارة إن العراق سيصدر 185 ألف برميل يوميا عبر شركة تسويق النفط العراقية (سومو)، وإن هذه الكمية سترتفع تدريجيا.
ورغم الإعلان المتوقع، قالت ثماني شركات نفطية دولية تعمل في إقليم كردستان إنها لن تستأنف الصادرات يوم الجمعة بسبب عدم الوضوح بشأن اتفاقيات التجارة وضمانات الدفع للصادرات السابقة والمستقبلية.
وقال هاري تشيلينجويريان، رئيس الأبحاث في مجموعة أونيكس كابيتال، إن “استئناف الصادرات يثير تساؤلات حول كيفية تلبية العراق لالتزاماته بموجب اتفاق أوبك+ بعد إنتاجه بانتظام فوق حصته”.
وأضاف أنه “في حال أرجأت أوبك+ العودة إلى التخفيضات الطوعية البالغة 120 ألف برميل يوميا من أبريل/نيسان المقبل فإن الزيادة في العراق ستتجاوز ذلك الحد”.
وبحسب ثمانية مصادر في أوبك+، فإن أوبك+ تناقش حاليا ما إذا كانت ستزيد إنتاج النفط في أبريل/نيسان كما هو مخطط له أو تجميده، في الوقت الذي يكافح فيه الأعضاء لتقييم وضع الإمدادات العالمية.