منظمات الأعمال: مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع الإمارات تنعش مناخ الاستثمار

• فوائد كبيرة للمستثمرين والمصدرين والقطاع الخاص • تركيا وإندونيسيا والهند وفيتنام هي الدول الرئيسية التي وقعت معها دولة الإمارات العربية المتحدة اتفاقيات شراكة كاملة.
أكد ممثلو منظمات الأعمال أن نجاح المفاوضات الجارية بين مصر والإمارات العربية المتحدة لإبرام اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة سيساعد على جلب المزيد من رؤوس الأموال الجديدة إلى السوق وتنفيذ عدد كبير من المشروعات المشتركة الجديدة وفتح الباب أمام تدفق أكبر للصادرات. ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى تحسين مناخ الاستثمار والمساهمة في زيادة معدلات النمو الاقتصادي بشكل كبير نظراً للتأثير الاقتصادي والسياسي الكبير لهذه الاتفاقية.
يأتي ذلك تزامناً مع إعلان وزير الاستثمار والتجارة الخارجية حسن الخطيب، عن بدء المفاوضات حول مشروع اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة بين مصر والإمارات العربية المتحدة. ويهدف الاتفاق إلى تعزيز التعاون وتوسيع العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين بما يرتقي بالتعاون في تنفيذ المشاريع الاستثمارية وتطبيق التقنيات الحديثة.
وتتضمن الفوائد الرئيسية لاتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة تحسين الوصول إلى الأسواق العالمية، وخفض التعريفات الجمركية أو إلغائها، وتسهيل الإجراءات الجمركية، وفتح الفرص للاستثمار في مجالات جديدة.
دكتور. رحب محمد خميس وكيل جمعية المستثمرين، ببدء مفاوضات إبرام اتفاقية الشراكة الشاملة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكداً أن ذلك يعد بداية لمجالات جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين بشكل عام والقطاع الخاص المصري والإماراتي بشكل عام.
وأضاف خميس أن الشركات المصرية والقطاع الخاص هم المستفيد الأكبر من هذه الاتفاقية التي ستسهل تدفق الصادرات إلى السوق الإماراتية كما ستمهد الطريق لاستكمال وتنفيذ العديد من المشروعات المشتركة التي تحتاجها مصر مما سيساعد على زيادة معدلات النمو وزيادة معدلات الإنتاج والتصدير.
وقال محمد الباهي عضو اتحاد الصناعة ورئيس لجنة الضرائب والجمارك إن تقليص الحواجز التجارية وتحسين الوصول إلى الأسواق من بين الفوائد الرئيسية لاتفاقيات الشراكة الشاملة.
وأضاف البهي أن هذه الاتفاقية من شأنها أيضاً أن تساعد على زيادة ومضاعفة حجم التجارة بين البلدين. كما سيتم خلق فرص استثمارية جديدة تعزز النمو والتنويع وتساهم في تحقيق كافة خطط الدولة الرامية إلى زيادة حجم الصادرات إلى نحو 145 مليار دولار وزيادة الناتج المحلي الصناعي الإجمالي.
وأشار البهي إلى أن ذلك سيساهم في ضخ استثمارات في قطاعات اقتصادية جديدة من خلال تنفيذ العديد من المشروعات، وهو ما من شأنه تعزيز التجارة البينية وربط مصر بالأسواق العالمية.
وقال خالد أبو المكارم عضو غرفة الصناعات الكيماوية ورئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية إن الصادرات ستكون من أكبر المستفيدين من الاتفاقية خاصة وأنها تقدم العديد من المزايا المتعلقة بخفض الرسوم الجمركية وتسهيل انسياب السلع.
وأضاف أبو المكارم أن الشراكة الشاملة ستساهم أيضاً في تنويع الاقتصاد وزيادة نموه وتوسيع شبكة شركاء مصر في التجارة والاستثمار. وتوفر الشراكة أيضًا فرصًا جديدة لزيادة الاستثمار في القطاع وفتح المزيد من الأسواق الجديدة، ناهيك عن تحقيق أهداف الحكومة في زيادة الصادرات ومعدلات الإنتاج والمشاريع الجديدة.
أكد المهندس محمد محلب عضو مجلس الأعمال المصري الإماراتي أن العلاقات المصرية الإماراتية تمثل شراكة استراتيجية في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن هناك فرصا كبيرة للاستثمار وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين.
وأضاف محلب أن القطاع الخاص في البلدين سيلعب دوراً مهماً في تعزيز العلاقات الثنائية خلال الفترة المقبلة، وبشكل غير مسبوق. وتعتبر العلاقات بين مصر والإمارات نموذجاً يحتذى به، سواء على مستوى المشروعات الضخمة التي ساهمت في النمو بالبلدين، أو على مستوى العديد من المحطات والمواقف السياسية والاقتصادية، وصولاً إلى مشروع مدينة رأس الحكمة على الساحل الشمالي، والذي يعد بحسب محلب أكبر صفقة استثمار أجنبي مباشر في تاريخ مصر، بقيمة 35 مليار دولار.
جدير بالذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة وقعت في وقت سابق عدة اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة مع عدد من الدول، من أهمها تركيا والهند وفيتنام وإندونيسيا. ويأتي ذلك في إطار خطة إماراتية طموحة تعكس جهود أشقائنا الإماراتيين واهتمامهم بالتنويع الاقتصادي وفتح آفاق جديدة لزيادة القدرة التنافسية للدولة.
أبرمت دولة الإمارات العربية المتحدة اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة مع نحو سبع دول حول العالم. مما ساهم في زيادة معدلات نمو اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل ملحوظ. ويرجع ذلك إلى الفوائد الكبيرة التي توفرها هذه الاتفاقيات، مثل إلغاء أو تخفيض الرسوم الجمركية والتعريفات، وإزالة الحواجز الفنية أمام التجارة، وتحسين فرص الوصول إلى الأسواق أمام المصدرين الإماراتيين، وأخيرا تسريع الاستثمارات في القطاعات ذات الأولوية.
ومن المهم الإشارة إلى أن إبرام هذه الاتفاقية من شأنه أن يساهم بشكل كبير في تحقيق رؤية مصر 2030. ويهدف إلى زيادة مساهمة الاقتصاد المصري في الاقتصاد العالمي، مما يجعل مصر ضمن أكبر 30 دولة في الأسواق العالمية، وضمن أفضل 10 دول في الإصلاح الاقتصادي.
جدير بالذكر أن حجم التبادل التجاري بين مصر والإمارات العربية المتحدة في عام 2024 سيبلغ نحو 5.5 مليار دولار، وتعد الإمارات أكبر دولة استثمارية في السوق المصرية، خاصة وأن العلاقات الاقتصادية المصرية الإماراتية شهدت تطوراً نوعياً في الآونة الأخيرة.
ويعمل في السوق المصري نحو 1250 شركة إماراتية، وبدورها تستثمر الشركات المصرية أكثر من 4 مليارات درهم في الإمارات.
ويتصدر قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الاستثمارات الإماراتية في مصر بنحو 55 شركة وباستثمارات تبلغ 2 مليار دولار.
ولا تقتصر العلاقات الاقتصادية بين مصر والإمارات على التجارة. وتم في الآونة الأخيرة توقيع عدة اتفاقيات تهدف إلى زيادة فرص الاستثمار في مصر وتعزيز العلاقات الوثيقة بين مصر والإمارات على كافة المستويات.
وبحسب الهيئة العامة للاستثمار، تصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة قائمة أكبر المستثمرين في مصر دولياً حتى أبريل 2023. بلغت قيمتها 9,6 مليار دولار، وتجاوز عدد شركاتها في مختلف القطاعات 1600 شركة. كما تعد الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لمصر على المستوى العربي، وتعد مصر خامس أكبر شريك تجاري عربي للإمارات في التجارة غير النفطية مع الدول العربية بنسبة 7% من إجمالي التجارة.