مهمة إسعافية خطرة.. 4 ساعات حاسمة أنقذت شابًا بعد سقوط مروع من قمة الجلالة (صور)

وحيدا بين الصخور والحجارة. جروح رأسه تغطي وجهه بالدماء. لا يستطيع تحريك أطرافه. ومرت الدقائق وهو لا يحرك عينيه تقريباً، ينظر إلى أعلى نقطة على بعد مئات الأمتار حيث كان يقف ويلتقط الصور أثناء عبوره الحاجز أعلى جبل الجلالة.
مشهد الساحر
ومن موقع يرتفع أكثر من 700 متر فوق سطح البحر، استمتع لؤي بهذا المنظر الساحر لخليج السويس. اندماج طبيعي بين الجبال التي تتلألأ أشعتها الأرجوانية في الشمس، مع مياه البحر الزرقاء الصافية. لم يتركه المشهد يذهب حتى اقترب من النقطة التي ظهر فيها الخطر فجأة على حافة الجبل. لقد خذلته قدماه فانزلق، مما سمح للجاذبية بدفعه إلى أسفل الجبل حيث استقر جسده.
وصلت سيارة الإسعاف.
وكان رفيقه أكثر حذرا منه. لقد حافظ على رباطة جأشه واتصل بالإسعاف. دكتور. قام الدكتور مينا فوزي، مدير هيئة إسعاف السويس، بتوجيه سيارة إسعاف من أقرب موقع طوارئ.
استغرقت سيارة الإسعاف أقل من 10 دقائق للوصول إلى مكان الحادث، لكن النقل إلى المستشفى استغرق عدة ساعات.
منحدر خطير
وصل المسعفون وشاهدوا المنحدر الشديد أسفل الجبل. وبعملية حسابية بسيطة للاحتمالات، أدركوا أنه إذا نزلوا المنحدر بهذه الطريقة، دون معدات أو أجهزة أمان، فإنهم سيهبطون بجوار الشاب.
تم التواصل مع رئيس جهاز الإنقاذ بالسويس، وتنسيق عملية إنقاذ الشاب من المنحدر مع الحماية المدنية والإنقاذ والمرور والجهات المعنية.
حبال للتثبيت
استخدمت فرق الإنقاذ البري التابعة للدفاع المدني المعدات والحبال لإنزال أنفسهم ورجال الإسعاف إلى الشاب المصاب.
ويتلقى هؤلاء الرجال تدريبات مستمرة للتعامل مع المواقف من هذا النوع وكذلك مكافحة الحرائق المختلفة، في حين يغطي تدريب المسعفين الإجراءات الطبية وتثبيت المصابين. لم يشارك أي منهم في دورة تسلق الجبال أو الهبوط بالحبال.
مخاطرة
خاطر المسعفون بحياتهم لأنه من أجل نقل المصاب وتثبيته بطريقة تضمن سلامته وعلاجه اللاحق، كان عليهم حمله ووضعه على نقالة ورفعه ونقله إلى سيارة الإسعاف. وإلا فإنه قد يصبح معاقًا لبقية حياته.
مستقيم
ووقف اثنان من عناصر الدفاع المدني وشرحا الخطوات التالية لرجال الإسعاف حتى يتمكنوا من الخروج من السيارة بأمان وانتشال المصاب.
وارتدى رجال الإنقاذ والمسعفين أحزمة تشبه “السترات” وقفازات للإمساك بالحبال المتصلة بقمة الجبل. نزلوا في خط مستقيم، وكان أحد رجال الإنقاذ يقودهم من الخلف، كمن ينزل الدرج على ظهره، واتبع المسعفون التعليمات، قدمًا تلو الأخرى، خطوة بخطوة.
أن تكون حذرا
وبعد أقل من نصف ساعة، وصلوا إلى الرجل المصاب، وتحدثوا معه، وقاموا بتهدئته وشرحوا له ما سيحدث حتى يتمكن من الوصول بأمان إلى سيارة الإسعاف. وبعد ذلك رفعوه بعناية يدا بيد على النقالة، دون تحريك أطرافه السفلية أو عموده الفقري، إذ كان من الواضح أنه أصيب بكسر في ظهره نتيجة السقوط.
التسلق أكثر خطورة
على الرغم من أن النزول سهل بعد إتباع تعليمات الإنقاذ الأرضية، إلا أن الصعود أكثر خطورة. الحصى الصغيرة والحجارة كافية لتسبب الانزلاق، خاصة عند التسلق بوزن إضافي والتمسك بالحبال بيد واحدة. وهذا يعني أنك قد تفقد توازنك في أي وقت بينما يقوم بقية فريق الإنقاذ الأرضي بسحبك إلى الأعلى.
على أقدامهم وأرجلهم، صعدوا بهدوء وبحذر، وأخذوا وقتهم للتغلب على زاوية المنحدر والحصى الصغيرة والصخور. لقد تحركوا مثل طفل يزحف على ركبتيه. ورغم أن عمال الإنقاذ على الأرض اعتادوا على مثل هذه المهام، إلا أن أولئك الذين كانوا يراقبونهم من الأعلى كانوا يعانون من الخوف والقلق.
4 ساعات
لقد كانت مهمة صعبة على الجميع، استغرق الأمر أكثر من 4 ساعات حتى أصبح المسعفون آمنين. هناك، على طريق الجلالة السخنة، حيث تقع حادثة سير كل أسبوع، كان مجرد الوصول إلى هذا الطريق يعني نهاية الخطر الذي كان يحيط بأجواء الرسالة التبشيرية.
الكسور والجروح والكدمات
وقال مصدر طبي إن غرفة الطوارئ بمجمع السويس الطبي استقبلت المصاب لؤي جلال الدين عبد الحي. يبلغ من العمر 19 عامًا، ويقيم في زهراء المعادي بالقاهرة، ويدرس في الجامعة الألمانية بالقاهرة، ويعاني من كسر في العمود الفقري، وعدة جروح في الرأس، وبعض الكدمات في جسده.