الأردن: مجلس الأمن يتحمل المسئولية الرئيسية في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين

دعا الأردن، اليوم الأربعاء، عبر مندوبه الدائم لدى الأمم المتحدة السفير محمود ضيف الله الحمود، إلى بذل جهود دولية فاعلة لاستئناف عملية السلام وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على أرضه وفق حل الدولتين، بحسب وكالة الأنباء الأردنية بترا.
وشدد الحمود على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض وفق قرارات الأمم المتحدة خلال المناقشة المفتوحة بمجلس الأمن حول تعزيز التعددية والحوكمة العالمية، مؤكدا أنه لا بديل عن الأونروا وأن الوكالة لا غنى عنها في تقديم الخدمات الأساسية التي تشكل شريان الحياة لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان.
وأكد أيضاً أنه “من الضروري أن يدعم مجلس الأمن الأونروا حتى تتمكن من تنفيذ تفويضها الأممي بشكل كامل”. وتظل الوكالة المؤسسة الوحيدة القادرة على الوفاء بدورها المهم في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين ومساعدة سكان غزة على مواجهة الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي يواجهونها.
وقال الحمود إن مجلس الأمن يتحمل المسؤولية الأساسية في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. وهذا يتطلب تعزيز وحدته وتضامنه لضمان الاستجابة السريعة والحاسمة للأزمات العالمية.
وشدد على ضرورة تعزيز النهج المبني على التوافق داخل المجلس بحيث يعطي الأولوية لحل النزاعات وبناء السلام والمساءلة. وشدد على ضرورة تعزيز التعاون بين المجلس والجمعية العامة، وفقاً لما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة. وشدد أيضاً على أهمية تعزيز دور الجمعية العامة في مسائل السلام والأمن، خاصة عندما يعجز المجلس عن اتخاذ أي إجراء. ومن الضروري أيضاً تجنب قيام الدول الأعضاء الدائمة بممارسة حق النقض بطريقة تعيق عمل المجلس.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة، منذ إنشائها، لعبت دوراً محورياً لا غنى عنه في منع الصراعات واحتوائها، وتعزيز العمل المتعدد الأطراف، وحقوق الإنسان، ودعم التنمية المستدامة. وأشار إلى أن المشهد العالمي المتغير اليوم يفرض تحديات جديدة ومعقدة تتطلب التزاما متجددا بتعزيز العمل المتعدد الأطراف وضمان فعاليته في معالجة جميع القضايا المدرجة على جدول الأعمال الدولي.
وأضاف أن تعزيز الشراكات بين الدول والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص يعد عاملاً أساسياً في معالجة التحديات الراهنة وتحقيق الحلول المستدامة والشاملة.
وأشار الحمود إلى التطورات الدولية المتسارعة، حيث وفرت ميثاق المستقبل الذي تم اعتماده في سبتمبر/أيلول الماضي إطاراً مهماً لتعزيز الإصلاحات وتحسين نظام الحوكمة العالمية.
وشدد على ضرورة إجراء إصلاحات جذرية لزيادة كفاءة المؤسسات المتعددة الأطراف، وخاصة الأمم المتحدة. ومن شأن هذا أن يساعد على ترجمة هذا الالتزام إلى واقع ملموس وضمان قدرتهم على مواجهة تحديات السلم والأمن الدوليين. ومن شأنه أيضاً أن يوفر الموارد اللازمة لدعم مبادرات التنمية والعمل الإنساني، وخاصة في البلدان الأكثر عرضة للأزمات والصراعات وموجات اللجوء.
وقال إن توسيع التعاون بين المجلس والمنظمات الإقليمية وأصحاب المصلحة الآخرين من شأنه أن يسهم بشكل كبير في تعزيز السلام والأمن وزيادة فعالية المجلس في التعامل مع التهديدات والتحديات المتطورة. وأضاف أنه لا يمكن تجاهل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، لأن موجات العنف المتواصلة وانعدام الحلول السياسية تشكل تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين.
وشدد على أن مجلس الأمن يجب أن يتخذ إجراءات حاسمة لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء جميع الأعمال العدائية في الضفة الغربية وضمان حماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة بشكل مستدام، وفقا لقرار المجلس 2735.
وفيما يتعلق بالقانون الدولي، قال الحمود إنه في مواجهة هذه التحديات فإن ترسيخ سيادة القانون الدولي يظل ضروريا لضمان الاستقرار والعدالة على المستويين الإقليمي والدولي. وأضاف أن هذا يتطلب الاحترام الكامل لقواعد القانون الدولي، وتعزيز آليات تسوية المنازعات، واحترام دور محكمة العدل الدولية وتنفيذ قراراتها، وأن الالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة يظل ضروريا لحماية السيادة والسلامة الإقليمية وتعزيز حل النزاعات سلميا.
ولسد فجوة التنمية بين البلدان النامية والبلدان المتقدمة، وخاصة الفجوة الرقمية، لا بد من اتباع نهج شامل يعزز التعاون الدولي ويوفر الدعم المالي والفني المستدام، وخاصة للبلدان التي تعاني من الصراعات وتلك التي تتحمل عبء هذه الصراعات من خلال استضافة موجات كبيرة من اللاجئين.
وأكد أن ذلك يشمل “زيادة الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وتوسيع فرص الوصول إلى التقنيات الحديثة، وتعزيز القدرات الوطنية من خلال التدريب ونقل المعرفة”.
ولتعزيز القدرات على مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والأزمات الصحية والأمن الغذائي، لا بد من تزويد البلدان النامية بالموارد الكافية وآليات التمويل العادلة التي تمكنها من تنفيذ سياسات التنمية الفعالة.
وأشار المندوب الدائم إلى أن “مستقبلنا المشترك يعتمد على قدرتنا على العمل معًا برؤية والتزام”، وشدد على ضرورة “تنشيط النظام المتعدد الأطراف لتلبية توقعات جميع البلدان”.
وقال إنه من خلال التعاون الدولي وتعزيز السلام والأمن والالتزام الراسخ بالقانون الدولي والمساواة وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة، هناك فرصة لبناء مستقبل عادل وسلمي ومزدهر للجميع. وتشكل هذه المبادئ الأساس لتأسيس الأمم المتحدة، وتلتزم بلداننا باحترامها وتنفيذها.