ما هي توصيات مفتي الجمهورية في مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي بالبحرين؟

منذ 3 شهور
ما هي توصيات مفتي الجمهورية في مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي بالبحرين؟

الاستاذ الدكتور أكد سماحة الشيخ نذير محمد عياد مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور ومؤسسات الإفتاء في العالم، خلال كلمته في مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي بالعاصمة البحرينية المنامة، أن الحوار بين المذاهب الإسلامية ليس ترفاً فكرياً، بل ضرورة دينية وواجب شرعي لتحقيق وحدة الأمة، كما ثبت عبر تاريخها في لحظات الخلافات الكبرى، مشيراً إلى أن أزمة الخطاب المذهبي اليوم تتطلب العودة إلى منهج الحوار الذي أرساه الإسلام منذ صحيفة المدينة المنورة.

وأشاد بوثيقة المدينة المنورة التي كتبها الرسول صلى الله عليه وسلم، باعتبارها نموذجاً مبكراً لمفهوم المواطنة العادلة، إذ اعترفت بالتنوع وأعطت لكل مجموعة مكانها ضمن الوحدة الواحدة، فرسخت بذلك قيم التعايش دون إقصاء أو تمييز. وأكد أن غياب مفهوم المواطنة العادلة هو السبب الرئيس في انتشار العصبية الطائفية، إذ يؤدي فقدان الانتماء للوطن إلى البحث عن ملاذات بديلة تؤجج الانقسامات، وتحول المجتمعات الآمنة إلى ساحات للصراع والاقتتال، وتجعلها عرضة للتدخل الأجنبي بحجج واهية.

وفي إطار تصحيح المفاهيم الخاطئة، أكد مفتي الجمهورية أن مفهوم “الولاء والبراء” في الإسلام، في جوهره الصافي، يثير حب الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- ونصرة الحق. ولكنها تتعرض لتحريف خطير حيث تتهم بعض الطوائف خصومها بالكفر وتبيح دماءهم مما يتعارض مع مقاصد الشريعة التي تدعو إلى الوحدة والرحمة.

وتضمن الخطاب عدداً من التوصيات المهمة لتعزيز التقارب الإسلامي. ومن أهمها: – إنشاء جمعية عالمية مستقلة تضم المؤسسات الناشطة في مجال التقارب بين المذاهب، بهدف تعزيز التفاهم المتبادل، وتقوية قيم المواطنة، وإرساء أسس الوحدة الإسلامية، بعيدا عن أي أجندة طائفية.

– تعزيز العمل الإنساني المشترك بين المذاهب الإسلامية، وخاصة في مجالات الإغاثة والتعليم ومحاربة الفقر والجهل، من أجل تركيز الجهود على القضايا الإنسانية العالمية بدلاً من التركيز على الاختلافات الفكرية والمذهبية.

– الاستثمار في وسائل الإعلام والفنون لتعزيز ثقافة التسامح، من خلال المسرح والسينما والمهرجانات الثقافية التي تجمع بين الأشخاص ذوي المواهب المختلفة، وبالتالي تساهم في بناء جسور التفاهم المتبادل.

– تعزيز دور المؤسسات التربوية والتعليمية في نشر ثقافة العيش المشترك من خلال تضمين المناهج الدراسية مواد تكرس قيم الاعتدال والاحترام المتبادل بين الطوائف والمذاهب.

واختتم مفتي الجمهورية كلمته بالتأكيد على أن التضامن الحقيقي مطلوب في المرحلة الراهنة لاستعادة الثقة بين أجزاء الأمة ونبذ خطاب الكراهية والعمل على خلق مناخ الحوار الذي يضمن مستقبلا آمنا للأجيال القادمة. كما شكر سماحته الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر، وكذلك فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف. وشكر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والشيخ عبد الرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بدولة البحرين رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، والمستشار محمد عبد السلام الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، على جهودهم في تنظيم هذا المؤتمر في هذه المرحلة الدقيقة.

وحضر المؤتمر عدد كبير من الشخصيات البارزة والعلماء والمفكرين الدينيين. وتجاوز عدد المشاركين 400 شخص من مختلف دول العالم، ما يعكس الأهمية الكبيرة لهذا الحدث ودوره في تعزيز الحوار والتعاون بين الثقافات والحضارات. وشارك في المؤتمر أيضًا نخبة من كبار علماء المسلمين ورؤساء المجالس ورؤساء المؤسسات الدينية والفكرية الذين قدموا إسهامات علمية ومعرفية للمؤتمر وساهموا في إثراء المناقشات حول أهم القضايا التي طرحت.


شارك