بعد موسى فقيه.. تحديات كبرى أمام محمود علي يوسف رئيس المفوضية الإفريقية الجديد

منذ 3 شهور
بعد موسى فقيه.. تحديات كبرى أمام محمود علي يوسف رئيس المفوضية الإفريقية الجديد

انتخبت المفوضية الأفريقية، اليوم السبت، الجيبوتي محمود علي يوسف (59 عاما)، رئيسا لمفوضية الاتحاد الأفريقي، خلال القمة المنعقدة في أديس أبابا. ويخلف بذلك موسى فكي محمد من تشاد، الذي شغل هذا المنصب منذ عام 2017.

قبل انتخابه، كان يوسف وزيراً لخارجية جيبوتي منذ عام 2005، بعد أن عمل سفيراً لبلاده في مصر بين عامي 1997 و2001. وأعلنت جيبوتي رسميا ترشيحها لهذا المنصب في أبريل 2024.

وتأتي هذه الانتخابات في وقت حاسم بالنسبة للاتحاد الأفريقي، الذي يواجه تحديات إقليمية متزايدة، وخاصة الصراعات في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وبحسب صحيفة “لا ليبرتي” السورية الناطقة بالفرنسية، فإن من بين المرشحين الآخرين لهذا المنصب الكيني رايلا أودينغا، والملغاشي ريتشارد راندريمانداتو.

بصفته رئيسًا جديدًا لمفوضية الاتحاد الأفريقي، سيقود محمود علي يوسف الجهود القارية لتعزيز السلام والأمن والتنمية المستدامة في أفريقيا.

في هذه الأثناء، حذر رئيس المفوضية الأفريقية موسى فكي، خلال كلمة ألقاها في افتتاح قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، السبت، من وجود العديد من العوائق التي تمنع الاتحاد من القيام بدوره في تنفيذ قرارات حل النزاعات والتمويل، بحسب وكالة فرانس برس.

صوت رؤساء دول وحكومات دول الاتحاد الأفريقي على انتخاب وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وحصل على 33 صوتا ليخلف الفقيه في منصب رئيس المفوضية الأفريقية.

وقال الفقيه إنه حر في التحدث اليوم لأن هذا سيكون خطابه الأخير كرئيس للهيئة وسوف يستقيل من منصبه في منتصف الشهر المقبل. وأضاف أن القارة الأفريقية لا تزال منقسمة ومجزأة بسبب تعدد النزاعات المسلحة في منطقة الساحل ومنطقة البحيرات الكبرى والقرن الأفريقي وغيرها.

وأضاف السياسي الأفريقي أن هناك مشاكل ملحة داخل الاتحاد تحتاج إلى معالجة. ويتعلق هذا بشكل خاص بقرارات مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد، والتي “تهملها وتتجاهلها بعض البلدان الأفريقية بسبب تفسيرات ومصالح معينة”.

وقال رئيس المفوضية إن الدول الأفريقية ليس لديها سوى خيارين: إما أن تنأى بنفسها عن نصوص وقرارات الاتحاد أو أن تنفذها بشكل صارم. وأشار إلى وجود حالات عديدة من مخالفة قواعد الاتحاد وقراراته من قبل بعض الدول الأعضاء، رغم أنه لم يسمها.

ومن أبرز المشاكل الملحة التي لا يمكن حلها داخل الاتحاد، بحسب الفقيه، هي تمويل الاتحاد الذي يعتمد على المساعدات الخارجية في أكثر من ثلثي ميزانيته.

وأضاف أنه سيعطي الدول الأعضاء في الاتحاد بعض الصرامة في التزاماتها بالمساهمة في تمويل الاتحاد. الوضع المالي الحالي للاتحاد لا يسمح له بالاستقلالية، مما يؤثر على قراراته.

ملف فلسطين

وتحدث الفقيه باللغة العربية عندما تحدث عن ما يحدث في فلسطين. وقال إن الدمار والحرمان في قطاع غزة وصمة عار في جبين البشرية جمعاء، مؤكدا دعم الاتحاد الأفريقي القوي للشعب الفلسطيني.

وأضاف أن الوضع في الشرق الأوسط يتفاقم بسبب الدعوات لطرد السكان الفلسطينيين من غزة، على غرار دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال الجلسة الافتتاحية للقمة التي تستمر حتى الأحد: “من يعتقد أنه يستطيع تمرير صفقة قرن جديدة أو الاستيلاء على شبر واحد من أرضنا فهو واهم”.

وشدد عباس على ضرورة عودة 1.5 مليون لاجئ في قطاع غزة إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها عام 1948. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم تعويضهم بشكل كامل عن الأضرار التي لحقت بهم.

غوتيريش وأفريقيا

وكان من بين المتحدثين في الجلسة الافتتاحية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي قال إنه سيعمل على ضمان حصول أفريقيا على مقعدين دائمين في مجلس الأمن الدولي. “لقد وقعت أفريقيا ضحية لظلمين عظيمين. كان السبب الأول هو الاستعمار وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي. لقد حان الوقت لإصلاح الأضرار التي لحقت بأفريقيا وإنشاء إطار لمعالجتها”.

وأوضح غوتيريش أن الظلم الثاني هو عدم حصول أفريقيا على تمثيل عادل في منظومة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، معتبرا أن رئاسة جنوب أفريقيا لمجموعة العشرين هذا العام من شأنها أن تساعد في دفع عدد من القضايا التي تؤثر على القارة الأفريقية.

وقال غوتيريش، الذي وصف بأنه صديق لأفريقيا، إن الشراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي هي حاليا في أقوى حالاتها.

تميزت الجلسة الافتتاحية لقمة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية بغياب عدد كبير من رؤساء الدول. ومن الجدير بالملاحظة بشكل خاص غياب رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسكيدي، الذي يتعامل مع الحرب في شرق بلاده. كما غاب عن القمة الملك المغربي محمد السادس، والرئيس التونسي قيس سعيد.

وتضم قائمة الغائبين رؤساء ست دول أفريقية تم تجميد عضويتها في الاتحاد الأفريقي، وهي “السودان، وبوركينا فاسو، ومالي، وغينيا، والنيجر، والجابون”، نتيجة الانقلابات العسكرية التي شهدتها هذه الدول في السنوات الأخيرة.

صوت رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي اليوم على تعيين وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وحصل على 33 صوتا ليخلف الفقيه في منصب رئيس المفوضية الأفريقية.

ويتنافس على هذا المنصب وزير خارجية جيبوتي المرشح الكيني رايلا أودينغا، والمرشح من مدغشقر ريتشارد أندريا.

وفي الأيام الأخيرة، تمكنت كينيا وجيبوتي من إقامة اتصالات عديدة خلف كواليس الاتحاد الأفريقي وفي الفنادق الفاخرة في أديس أبابا، وشن حملة ضغط وإغراء لحث الدول الأعضاء في الاتحاد على التصويت لصالح أودينغا أو علي يوسف.

وخلال الجلسة المغلقة لرؤساء الدول والحكومات الأفريقية، سيتم أيضًا حسم المنافسة على منصب نائب رئيس المفوضية بين مرشح جزائري ومرشح مصري ومرشح ثالث من المغرب.

ومن المنتظر أيضا أن يقرر رؤساء الدول والحكومات الأفارقة عددا من مشاريع القرارات التي عرضت عليهم في اجتماعات وزراء الخارجية الثلاثاء والأربعاء الماضيين وفي مختلف الهيئات التابعة للاتحاد الأفريقي.


شارك