الحرب بأوكرانيا.. كيف وضع ترامب كييف بين خياري السلام أو الهزيمة؟

منذ 3 شهور
الحرب بأوكرانيا.. كيف وضع ترامب كييف بين خياري السلام أو الهزيمة؟

رأى موقع “ناشيونال إنترست” الأميركي أن خطوات الإدارة الأميركية الجديدة أنهت فعلياً الحرب في أوكرانيا وأوقفت توسع حلف شمال الأطلسي.

وذكر الموقع الأميركي -في مقال تحليلي نشره اليوم السبت- أن إدارة ترامب حسمت الأمر وبدأت مفاوضات لإنهاء الحرب دون إشراك أوكرانيا، وأن كييف التي اعتادت على الدعم غير المشروط من البيت الأبيض في عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، أصبحت الآن مضطرة إلى قبول ما اتفقت عليه القيادتان الأميركية والروسية.

وأكد مسؤولون في إدارة ترامب في تصريحات أن أوكرانيا يجب أن تكون مستعدة لتقديم تنازلات إقليمية مع ضمان عدم انضمامها أبدًا إلى حلف شمال الأطلسي.

وأشار الموقع إلى أن أوكرانيا تعتمد بشكل كامل على المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي، ومن غير المعقول بالتالي أن نتوقع من كييف أن تلعب دورا رئيسيا في المفاوضات. وبعد أن اتبعت البلاد التعليمات الأميركية في ساحة المعركة، ترفض الآن الامتثال للدبلوماسية الأميركية.

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أن الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على الأسباب التي دفعته إلى مهاجمة أوكرانيا. ويتضمن هذا، قبل كل شيء، الخوف من احتمال انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي وتحولها إلى قاعدة عسكرية غربية تهدد الأمن الروسي. وقد بدأت إدارة ترامب بالفعل في تهدئة هذه المخاوف من خلال توضيح أن أوكرانيا لن تصبح عضوا في حلف شمال الأطلسي.

من الناحية القانونية، لم تكن أوكرانيا مؤهلة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بسبب النزاعات الإقليمية القائمة. تحظر قواعد حلف شمال الأطلسي قبول الدول المشاركة في صراع مسلح، لأن هذا من شأنه أن يجبر أوكرانيا على التدخل بشكل مباشر بموجب المادة الخامسة من ميثاق الحلف. ومع ذلك، قدم حلف شمال الأطلسي دعما غير مسبوق لكييف لمدة ثلاث سنوات، لكن هذه الجهود لم تسفر عن أي نتائج.

وربما يتعين على أوكرانيا التنازل عن ما يصل إلى 20 في المائة من أراضيها لروسيا.

وفي إطار الجهود الدبلوماسية، تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتن لمدة 90 دقيقة. واتفقوا مبدئيا على اللقاء في الرياض، لكن دون تحديد موعد رسمي. وناقشوا أيضًا إمكانية عقد قمتين أخريين، واحدة في روسيا وأخرى في الولايات المتحدة. ولم يخف ترامب رغبته في إنهاء الحرب، بل ألمح في مقابلة صحافية إلى أن أوكرانيا قد تصبح يوما ما جزءا من روسيا، وهو ما يعكس طموحات القوميين الروس.

في واقع الأمر، انتهت الحرب في أوكرانيا فعليا: ولم يعلن ترامب ذلك صراحة، لكنه اتخذ خطوات لضمان عدم استمرارها. لقد هزمت روسيا أوكرانيا ومعها حلف شمال الأطلسي. وهذه هي الرواية التي ستقدمها موسكو للعالم والتي قد يقتنع بها كثيرون بالنظر إلى مسار الصراع. وأفاد الموقع الأميركي أن لدى أوكرانيا خيارين: إما قبول اتفاق مهين يتضمن التخلي عن الأراضي المحتلة، أو مواجهة الهزيمة الكاملة على أيدي الجيش الروسي.

وفي تطور آخر، يبدو أن ترامب اتخذ خطوة غير مباشرة لإضعاف حلف شمال الأطلسي. أكد وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث، خلال اجتماع مع رؤساء دول وحكومات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أن الأوروبيين يجب أن يتحملوا مسؤولية دفاعهم عن أنفسهم وألا يعتمدوا على الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن أوروبا، رغم قوتها الاقتصادية والتكنولوجية، لا تزال غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها العسكرية. والرسالة التي وجهتها الحكومة الأميركية واضحة: واشنطن لن تكون بعد الآن “الطرف الجاهل”.

ولم تكن هذه الرسالة موجهة إلى أوكرانيا فحسب، بل أشارت أيضا إلى أن الولايات المتحدة قد لا تتدخل في صراع مستقبلي مع روسيا، على الرغم من التزاماتها الدفاعية داخل التحالف.

وفي ظل هذا النهج، يظل السؤال الأكثر أهمية: هل ستكتفي روسيا بما حققته أم ستواصل التوغل بشكل أعمق في أوروبا؟ والأمر الأكثر أهمية هو هل ستتمكن أوروبا من مواجهة أي تهديد مستقبلي من دون المظلة الأميركية؟


شارك