أسر شاليط وتأسيس وحدة الظل.. من هو محمد السنوار وما دوره في المقاومة الفلسطينية؟

منذ 4 ساعات
أسر شاليط وتأسيس وحدة الظل.. من هو محمد السنوار وما دوره في المقاومة الفلسطينية؟

لا يزال مصير القائد البارز في كتائب القسام محمد السنوار غامضا بعد أن ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه قُتل في غارات جوية على المستشفى الأوروبي في خان يونس جنوب قطاع غزة.

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأحد، إنه يعتقد أن السنوار قُتل في غارة جوية إسرائيلية الأسبوع الماضي.

وأضاف في بيان نشر على موقع “واي نت”: “لا يوجد تأكيد رسمي، لكن كل الدلائل تشير إلى تصفيته”.

ولكن المقاومة الفلسطينية لم تصدر بيانا رسميا يؤكد أو ينفي هذا الخبر، ليبقى مصيره غامضا.

رفيق الشهيد يحيى السنوار ومؤسس وحدة الظل

ينتمي محمد السنوار إلى الجيل الجديد من مؤسسي حركة المقاومة داخل كتائب القسام. وهو الشقيق الأصغر لقائد الحركة السابق في قطاع غزة الشهيد يحيى السنوار. ورغم فارق السن الذي يبلغ 13 عاماً، إلا أن مسارات المقاومة جمعتهما معاً، بدءاً من فترة السجن إلى التخطيط المشترك للعمليات الاستراتيجية، وآخرها “طوفان الأقصى”.

وعلى النقيض من يحيى، الذي كان معروفًا علنًا وسُجن في السجون الإسرائيلية لمدة 23 عامًا تقريبًا، ظل محمد نشطًا في السر، حيث كان يتولى مهام عسكرية سرية. على سبيل المثال، أسس “وحدة الظل” التي كانت مهمتها حماية أسرى كتائب القسام الإسرائيليين.

السجون وساحات القتال

وكان السنوار معتقلاً في سجون الاحتلال الإسرائيلي خلال الانتفاضة الأولى، كما اعتقلته قوات السلطة الفلسطينية في التسعينيات ضمن حملات ضد كوادر حماس. أمضى نحو تسعة أشهر في السجون الإسرائيلية وثلاث سنوات في سجن تابع للسلطة الفلسطينية قبل أن يتمكن من الهروب قبل وقت قصير من اندلاع انتفاضة الأقصى في عام 2000.

محاولات اغتيال متكررة

وكان محمد السنوار هدفا لعدة محاولات اغتيال. وأشهر هذه الاغتيالات كانت في عام 2003، حين قام عملاء الاحتلال بوضع عبوة ناسفة في جدار منزله في خان يونس. لكن المحاولة أحبطت. وفي العام التالي، قامت قوات الاحتلال بتفجير منزل عائلته بالكامل. كما تعرض منزله للقصف في هجمات عامي 2012 و2014، ثم نجا من محاولة هجوم أخرى في مايو/أيار 2021 خلال عملية سيف القدس.

القيادة الميدانية والتحالف مع الضيف

أظهر السنوار مهارات تنظيمية وعسكرية متميزة في وقت مبكر، وتولى قيادة لواء خان يونس في عام 2005. وأصبح لاحقًا عضوًا في هيئة الأركان العامة لكتائب القسام، وكان قريبًا من القائد العام الراحل محمد ضيف ونائبه مروان عيسى.

بعد انتفاضة الأقصى ساهم في إعادة بناء الكتائب التي تضررت نتيجة التنسيق الأمني والملاحقة بين عامي 1996 و2000، وكان ضمن الفريق الذي استأنف بنجاح العمل المسلح ضد أهداف الاحتلال.

العقل المدبر وراء “الوهم الزائل” وأسر شاليط

وكان اسم السنوار أحد المخططين لعملية “تبديد الوهم” في يونيو/حزيران 2006، والتي تم خلالها أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بعد أن اخترق منشأة عسكرية بالقرب من معبر كرم أبو سالم عبر نفق.

وبفضل دقتها وتخطيطها المعقد، تم الاحتفاء بهذه العملية في حينه باعتبارها تقدماً نوعياً في تاريخ عمليات المقاومة. وأدى ذلك لاحقًا إلى اتفاق وفاء الأحرار، الذي تم بموجبه إطلاق سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني، بما في ذلك شقيقه يحيى السنوار.


شارك