يسرا اللوزى لـ«الشروق»: لم أشاهد النسخة الأجنبية من «سراب» حتى لا أقع فى فخ المقارنة

* أحب تجسيد الشخصيات المعقدة.. وأحلم بتقديم نسخة مصرية من فيلم «أوقات الاضطراب». * أنا وخالد النبوي أصبحنا أصدقاء… والعمل مع دايموند بو عبود ممتع
لعبت الفنانة يسرا اللوزي دور ملك في مسلسل سراب، النسخة المصرية من المسلسل الأسترالي سبعة أنواع من الغموض، حيث لعبت دور طبيبة باطنية وزوجة طارق الذي يجسد شخصيته الفنان خالد النبوي. لديهما طفل اسمه زين. إنه مسلسل قصير تم إنتاجه خصيصًا للمنصات الرقمية. وفي حوارها مع الشروق، كشفت يسرا اللوزي سبب رفضها للدور حين عُرض عليها في البداية. وتحدثت أيضًا عن فكرة المصريّة، وما هي الأعمال التي تحب أن تشارك فيها في حال تم تقديم نسخة مصرية منها، والسر وراء اختيارها للأدوار المركبة.
* ما الذي دفعك إلى المشاركة في مسلسل جماعي مثل سراب؟
– لا أفكر هل سأشارك في العمل بهذه الطريقة أم لا، ولكنني أشعر حالياً أنني مستعدة لإتقانه بشكل مطلق. ربما كان لدي شعور من قبل بأنني لا أستطيع تقديم إتقان سلسلة بمفردي. في مسلسل ‘سراب’ وجدت أن الدور كان مميزاً والسيناريو كان مكتوباً بشكل جيد وشركة إنتاج جيدة استطاعت توفير ميزانية معقولة للعمل حتى يتم تقديمه للجمهور بشكل جيد. كان هناك مخرج عملت معه لأول مرة، وقبل أن أتحدث معه، أدركت أنه يمتلك رؤية جيدة. وأيضاً هذه كانت المرة الأولى التي أعمل فيها مع الفنان خالد النبوي والناس تحب أعماله ودائماً لديهم ثقة في أي عمل يقدمه. وكان هناك بعض الضمانات في هذه السلسلة التي شجعتني على المشاركة فيها، بالإضافة إلى باقي فريق العمل الرائع الذي جعلني أشعر بالأمان والسعادة بالتواجد معهم.
*ماذا حدث عندما عرض عليك المسلسل؟
-بعد يومين من عرض المسلسل عليّ، أصيبت والدتي بمشاكل صحية وتوفيت. ابتعدت عن السيناريو وفكرت في الاعتذار عن العمل لأنني شعرت أنني لن أستطيع مقابلة المخرج، لكنهم لم يضعوا أي ضغوط علي وتفهموا الظروف التي أمر بها بعد وفاة والدتي وأعطوني الوقت الكافي للتغلب عليها. كان المخرج إنسانيا جدا معي ولم يضغط علي لحضور التدريبات عندما لم أتمكن من الحضور، مما منعني من التفكير في عذر وبقيت في العمل. الحقيقة هي أنه في تلك الفترة، كان جميع الأشخاص المقربين مني يطلبون مني العمل ونسيان تقديم الأعذار، لأنه عندما توفي والدي، بقيت في المنزل لمدة عام تقريبًا. رفضت العمل بسبب حالتي النفسية والعاطفية ولم أتمكن من التعامل مع الناس خلال هذه الفترة. كل من كان قريباً مني أخبرني أنك قدمت عملاً جيداً في مسلسل «صلة الرحم» خلال الموسم الرمضاني الماضي: «عليك أن تعمل خلال هذه الفترة، فمثلاً تصنع مسلسلاً أو فيلماً ولا تنتظر موسم رمضان». مسلسل «سراب» يتألف من 10 حلقات، وبالتالي فإن مدة التحضير أو التصوير ليست طويلة، والمقربون مني كانوا على حق في هذا الأمر. لقد أبقيت نفسي منشغلاً بالتصوير وتمكنت من توجيه الطاقة التي كانت لدي إلى العمل، وبعد التصوير أخذت استراحة مع عائلتي.
* ما الذي جعلك تتمسك بالمسلسل؟
القصة جميلة ودوري جميل وأبعاد مختلفة وجديدة. يتعلق الأمر بعلاقة زوجية سمعت عنها ورأيتها من قبل، لكنني لم ألعبها من قبل، وشعرت أن الدور جديد وليس متكررًا. لو كان الأمر مشابهًا للدور الذي لعبته من قبل، كنت سأستشير عقلي وأعتذر بشكل كامل.
*العمل يتحدث عن العلاقات السامة والخيانة. هل واجهت في حياتك مواقف مشابهة لتلك التي في مسلسل “ميراج”؟
– في الحقيقة، لم أختبر هذه الأشياء بشكل مباشر، ولكنني أسمع قصصًا مروعة عن العلاقات من أصدقائي، بما في ذلك قصص غريبة جدًا. هناك أشخاص يستمرون في علاقة مؤذية للغاية. العلاقات الإنسانية من الصعب تحليلها. يمكنك أن تجد أشخاصًا في نفس الظروف ولكن حياتهم تستمر وأشخاصًا آخرين تتوقف حياتهم لأنهم لا يملكون القدرة على تحملها. في المواقف البسيطة يعتمد الناس على بعضهم البعض، وفي نفس الوقت قد تجد أشخاص يتحملون المواقف الصعبة لمواصلة حياتهم. فكرة العلاقات ليس لها صواب أو خطأ، وليس لها ضمانات، وتختلف من شخص لآخر.
* كيف كان العمل خلف الكواليس؟
– خلف الكواليس كان كل شيء احترافيًا للغاية. عندما بدأت العمل مع خالد النبوي لأول مرة، كنت أشعر بالتوتر قليلاً لأنه يبدو جاداً للغاية في البداية. في العمل في اليوم الأول، تفاهمنا بسرعة واختفى التوتر. لقد أصبحنا أصدقاء جيدين جدًا. وبدأنا نفهم طبيعة العلاقة بين “طارق” و”مالك”. لقد ناقشنا مع المخرج التفاصيل التي يمكن أن نضيفها ورسمنا الشخصيات بشكل أفضل مما هي عليه. لقد كانت لي بعض المشاهد مع دايموند بو عبود والعمل معها كان ممتعًا للغاية. إنها حساسة ولديها شيء خاص في صوتها وعينيها عندما تعمل مما يلمسك بسهولة ويجعلك تبكي.
* مسلسل “ميراج” مستوحى من قالب أجنبي. هل رأيت النسخة الأصلية؟
– لا، لم أشاهد النسخة الأجنبية، ومخرج المسلسل نصحنا بمشاهدة النسخة الأجنبية فقط بعد انتهاء التصوير. بعد أن انتهيت من التصوير، قلت لنفسي عندما أشاهد النسخة الأجنبية، سأبدأ بمقارنة نفسي بها. انتهيت من التصوير منذ سبعة أشهر وانتظرنا حتى عرض المسلسل أولاً حتى أتمكن من مشاهدة النسخة الأجنبية ورؤية الفرق.
*هل يقلقك فكرة المقارنات؟
– هذه أول مرة أقدم عملاً تنسيقياً ولا أعتقد أنه سيكون هناك أي مقارنة لأن الجمهور لهذا العمل مختلف عن غيره. المسلسل يستهدف جمهور معين، والعمل الآخر يستهدف جمهور مختلف، لذا لا أعتقد أنه سيكون هناك مقارنة.
* ما هو العمل الأجنبي الذي تود المشاركة فيه إذا تم إنتاج نسخة مصرية منه؟
– من الممكن مشاهدة فيلم الحرب الثورية مع ليوناردو دي كابريو وكيت وينسليت. لا أتذكر التفاصيل الآن. لقد شاهدت هذا الفيلم في السينما منذ وقت طويل، ولكن أتذكر أنه كان فيلمًا رائعًا. لن أنسى مشاعري عندما غادرت السينما ذلك اليوم وسأعود لمشاهدة الفيلم مرة أخرى. كانت القصة تدور حول التلفزيون الكبلي، وفي وقت عرض الفيلم، كان يتعامل مع موضوع يتجاوز عمري وتجارب الحياة التي لم أختبرها أو أتخيلها أبدًا. أعتقد أنني لو شاهدت الفيلم الآن، سأفهمه بشكل أفضل.
*هل تميل دائمًا إلى تجسيد شخصيات معقدة في قراراتك؟
– أحب تصوير الشخصيات المعقدة للغاية، لكن موضوعها مرهق وتحتاج إلى أخذ قسط من الراحة بعد التصوير. بالتأكيد يتطلب الخروج من عالم الشخصيات المعقدة والصعبة وقتاً، خاصة عندما يكون الدور صعباً، وهذا ما مررت به في مسلسل “سيلا رام”.
* هل أنت منشغل دائمًا بتغيير بشرتك في الأعمال الفنية؟
أشعر بالسعادة عندما أجد دور مختلف أو دور بعيد عني ويتطلب الكثير من العمل لأنه تحدي وأنا أستمتع بالتحدي وأحب الخروج عن المألوف وتغيير مظهري من خلال تقديم أعمال لم أقدمها من قبل. إذا غادرت منطقة الراحة الخاصة بي، فقد أقع في فخ العمل السيئ.
* ما الذي تتمنى تحقيقه في الفن؟
– هذه كلمة كنت أقولها منذ وقت طويل. أريد دائمًا أن يكون هناك تطور في عملي، بحيث يكون كل عمل أقدمه أكثر تطورًا من العمل السابق. بالطبع لم يصل أحد إلى هذه المعادلة حتى الآن، فقد تجد ممثلاً قدم 4 أفلام بمستوى جيد ثم قدم فيلماً دون المستوى، وهذا أمر طبيعي، ولكن الشكل الخارجي تطور وأصبح الناس يرون أنني أقدم أدواراً أصعب وأفضل، وهناك تطور في أعمالي، وأصبحت أعمل على نفسي أكثر، وأتمنى أن تكون هناك أدوار تناسب كل الأعمار، لأن كل الناس تكبر، وأتمنى أن تكون هناك أعمال تعطي مساحة لأدوار وأعمار مختلفة.
*هل تفكر في البدء بمشروع إلى جانب عملك الفني؟
– أعلم جيداً أن هناك ممثلين يقبلون أدواراً فنية ولكن لا يتم الترحيب بهم بسبب الالتزامات، وأنا لست من هواة البيزنس، بل أنا فاشل في هذا الأمر، فكرت في الأمر أكثر من مرة، ولكني أخاف المخاطرة بأموالي، حيث كانت هذه مشاريع لا علاقة لها بالفن، بل مشاريع عامة، وكنت أريد الدخول في شراكة مع أصدقائي، ولكني أيضاً أخاف من فكرة التشارك مع الأصدقاء حتى لا نخسر بعضنا البعض، والمقولة (شراكة الأصدقاء تؤدي إلى فقدان صداقتهم) تتكرر دائماً، ورأيت مثل هذه النماذج أمامي مرات عديدة.