إسرائيل تتخوف من تحول مصر إلى مركز إقليمي لصناعة السيارات

سلطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على ما تسميه “إمبراطورية صناعة السيارات الصينية” في مصر، قائلة إن مصر تخطط لأن تصبح قوة صناعية في الشرق الأوسط لإنتاج السيارات.
وقالت صحيفة الأعمال الإسرائيلية كالكاليست، بحسب ما نشره موقع روسيا اليوم، إن مصر تشهد ثورة صناعية في قطاع السيارات، مع افتتاح مصانع للشركات الصينية المنتجة للسيارات للأسواق المحلية والأفريقية.
وتهدف الخطة الإستراتيجية للحكومة المصرية إلى جعل البلاد مركزًا صناعيًا عالميًا مرة أخرى، ودمج التقنيات الجديدة وتصدير المركبات إلى الأسواق العالمية.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى احتفال كبير في مدينة 6 أكتوبر، التي يخلد اسمها ذكرى “الانتصار” على إسرائيل في حرب أكتوبر 1973، بمناسبة افتتاح مصنع لشركة جيلي الصينية.
قاد حفل افتتاح مصنع جيلي الدكاترة. ومصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وسونج يون، نائب رئيس شركة جيلي العالمية، بالإضافة إلى ممثلين عن شركة أوتو موبيليتي ممثلة العلامة التجارية الصينية.
مصنع جيلي هو مصنع CKD يقوم بإنتاج السيارات التي تصل إلى مصر في “أطقم” من البلد الأصلي للشركة المصنعة للسيارات ويتم تجميعها بواسطة عمال محليين.
وقالت الصحيفة العبرية إنه وفقا لتقارير من مصر، فإن مصنع جيلي الجديد سينتج طرازين، جيلي كولراي وجيلي إمجراند، وأن حجم إنتاج المصنع الجديد، على الأقل في السنوات القليلة الأولى، سيكون متواضعا نسبيا: حوالي 30.000 سيارة، معظمها على الأرجح مخصص لسوق السيارات المحلي.
وذكر تقرير الصحيفة العبرية أن شركة سايك، الشركة الأم لشركة إم جي الصينية، أعلنت أواخر الشهر الماضي أنها ستفتتح منشأة إنتاج محلية في مصر باستثمارات 135 مليون دولار.
ويقع مصنع إم جي أيضًا في مدينة السادس من أكتوبر، ولكنه أيضًا في طريقه لتصدير السيارات خارج مصر. وفي نوفمبر الماضي، أقيم احتفال كبير بحضور كامل الوزير وزير الصناعة والتجارة المصري.
وبحسب منشورات وزارة الصناعة والتجارة المصرية، فقد حضر كامل الوزير افتتاح مصنع لشركة السيارات الصينية EXCEED، والتي تعد بدورها نوعًا من العلامات التجارية الفرعية لشركة شيري الصينية.
وفي 29 أكتوبر، أعلنت شركة بايك الصينية عن توقيع اتفاقية ملزمة لبناء مصنع لتصنيع السيارات الكهربائية على مشارف القاهرة.
تم توقيع الاتفاقية بالتعاون بين الحكومة المصرية ومجموعة EIM المصرية. وسيغطي المصنع مساحة 120 ألف متر مربع وسيتم بناؤه بنهاية عام 2025. وفي عام 2026، سينتج المصنع 20 ألف سيارة كهربائية سنويًا. ويتم تصدير بعضها.
وفي نفس الشهر، ترددت أنباء في مصر عن أن مجموعة الأمل، الموزع لسيارات BYD في مصر، تعمل مع الحكومة لإنشاء مصنع سيارات BYD محلي لإنتاج نماذج هجينة.
وتقول صحيفة الأعمال الإسرائيلية إن مصر ليست غريبة تاريخيا على إنتاج السيارات، فهي دولة يبلغ عدد سكانها أكثر من 110 ملايين نسمة، وتعتبر من أكثر الدول الأفريقية سكانا، ولا تشارك ولو عن بعد في مصانع تصنيع السيارات في أوروبا، الصين أو…كوريا أو الولايات المتحدة، ومن الصعب عدم فهم الحاجة إلى إنتاج السيارات محليًا.
تم استيراد السيارات إلى مصر من قبل القوى الاستعمارية المختلفة منذ بداية القرن الماضي، ولكن منذ عام 1961، امتلكت مصر بكل فخر صناعة سيارات خاصة بها، والتي نشأت من شبكة طويلة الأمد من تجار السيارات في مصر.
ومن الناحية الفنية، بدأ إنتاج السيارات في مصر عام 1961 بعد حصول الحكومة المصرية على امتياز من شركة فيات لإنتاج موديلات فيات محليا، وبعد أن حققت موديلات فيات المحلية بعض النجاح في مصر، بدأ المصنع في إنتاج سيارات فريدة من نوعها للسوق المصري، والتي تميزت بـ المزيد من المكونات “الصلبة” للسوق الصحراوي المصري.
وأشار التقرير العبري إلى أن سيارة لادا الروسية، التي بدأت رحلتها بعد أن اشترت الحكومة السوفيتية امتيازا من شركة فيات للإنتاج المحلي وتحسين نماذج فيات لتكييفها مع ظروف الشتاء السوفيتية، صنعت في مصر أيضا لفترة.
في عام 1974، بعد حرب يوم الغفران – حرب 6 أكتوبر 1973 – أعلن الرئيس السادات، الذي كان حريصًا على إعلان الإصلاحات في مصر، سياسة أسماها “الانفتاح الاقتصادي”، وهي سياسة تهدف إلى تحقيق ذلك، لفتح السوق المصرية أمام مصر. الإنتاج المحلي كجزء من الإصلاحات الاقتصادية التي أدت إلى زيادة عدد الشركات الغربية العاملة في مصر، مثل شركات صناعة السيارات مثل مرسيدس وغيرها، وكذلك جنرال موتورز.
لكن في عام 2010، انتهى العصر الذهبي الثاني لصناعة السيارات المصرية (الأول حدث في الستينيات عندما تأسست) وفي عام 2011 مع سقوط حكومة مبارك.
ووفقا لبيانات الحكومة الصينية الرسمية، كان عام 2010 عاما قياسيا في إنتاج السيارات المحلية في مصر، ووفقا للبيانات الحكومية، تم إنتاج 116.683 سيارة في مصر عام 2010 (بلغ إجمالي سوق السيارات الإسرائيلية 272.000 سيارة في العام الماضي). السيارات)، ولكن في 25 يناير، سقطت حكومة مبارك، مما دفع شركات صناعة السيارات المخضرمة إلى قطع علاقاتها مع الحكومة على الفور.
وفي عام 2011، أعلنت نيسان وقف الإنتاج في مصر، وأعلنت تويوتا أنها ستوقف الإنتاج، كما أعلنت هيونداي وكيا عن وقف الإنتاج في مصر، وأعلنت جنرال موتورز ومرسيدس عن “وقف مؤقت للإنتاج”، وهو ما كان له أثر كبير على الاقتصاد المصري. تأثير سلبي على الصناعات المحلية التي تعتمد على الاستثمار الغربي.
لكن في الآونة الأخيرة، وفي أقل من ستة أشهر، تحولت صناعة السيارات المصرية من إحدى ضواحي القاهرة إلى إحدى ضواحي مصانع السيارات الصينية. ووفقا للحكومة المصرية، فإن المزيد من شركات تصنيع السيارات الصينية في طريقها لإنشاء مصانع في مصر.
وتضمن إعلان وزارة الصناعة والتجارة المصرية لوسائل الإعلام الكثير من المعلومات حول نوايا الحكومة.
صرح وزير الصناعة المصري أن “إنتاج السيارات محليًا هو جزء من سياسة الرئيس السيسي المعلنة لتحويل مصر إلى مركز صناعي رائد، خاصة في صناعة السيارات”.
إقرأ أيضاً:
تقوم شركة كيا باستدعاء ما يقرب من 100 ألف سيارة بسبب خلل فني خطير
أرخص سيارة هاتشباك أوروبية جديدة في السوق المصري
أسعار ومواصفات جيلي ستار راي الجديدة في السوق المصري