محمود محيي الدين: هناك أسباب تؤجل ظهور بدائل للدولار في المعاملات الدولية

منذ 5 شهور
محمود محيي الدين: هناك أسباب تؤجل ظهور بدائل للدولار في المعاملات الدولية

• محيي الدين: البنك المركزي الأوروبي يهدف إلى السيطرة على التضخم، لكن الاحتياطي الفيدرالي يهدف إلى النمو والسيطرة على الأسعار

قال محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية والمدير التنفيذي السابق لصندوق النقد الدولي، إن المقارنة بين البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يمكن أن تكون مفيدة، لافتا إلى أن الأول ليس له سوى هدف واحد وهو هدف واحد. إن وجودها هو السيطرة على التضخم، بينما يهدف بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضًا إلى النمو ومحاربة التضخم.

وأضاف محيي الدين خلال حواره مع قناة العربية أنه كان معروفا أن هناك اتجاها داخل المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي لمزيد من خفض أسعار الفائدة من 25 نقطة أساس إلى 50 نقطة، لكنهم اتفقوا على 25 نقطة بإشارة واحدة. لمزيد من التخفيض مع الأخذ في الاعتبار أمرين: أولا، التضخم هو الهدف الأول، ولكنه ضمن الإطار الاقتصادي العام نظرا لأن معدل النمو الاقتصادي في أوروبا صادر عن الاتحاد الأوروبي، وقد تم تحديد البنك المركزي نفسه لفترة التخفيض. العام المقبل تنخفض من 1.3% إلى 1.1% في عام 2025.

وتابع أن العنصر الآخر هو أنه في اجتماع الأربعاء 18 ديسمبر/كانون الأول، هناك احتمال كبير للغاية لخفض سعر الفائدة الفيدرالي، وأن قرار البنك المركزي الأوروبي الأخير بخفض أسعار الفائدة لا يثير حتى الآن احتمال خفض أسعار الفائدة. الزيادة في الرسوم الجمركية أخذت في الاعتبار التعريفات الجمركية على الواردات الأوروبية إلى أمريكا، كما أشارت كريستين لاجارد، رئيس البنك المركزي الأوروبي.

وأوضح محيي الدين أنه بعد فترة طويلة من تشتت الإشارات، استعاد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي توافقه مع الأسواق وتوقعاتها، وأن الاحتياطي الفيدرالي حقق مؤخرًا أن توقعات السوق تترجم لأنها تتحرك بشكل واضح في الاتجاه العام بما يتماشى مع بهدف معلن هو إبقاء التضخم عند حدود 2%… مع الأخذ في الاعتبار معدلات نمو الاقتصاد الأمريكي، الذي شهد انتعاشًا، وكذلك المؤشرات التي تشير إلى أن البلاد قد تخلت عن مخاوف الركود، ولذلك القرار فإن الأسواق من جهة والخبراء من جهة أخرى يفترضون أن التخفيض يمثل الاحتمال الأكبر. وبعد ذلك سيكون هناك تجديد للاختبار. وفي رأيي أن البنك المركزي الألماني سينجح بسبب استقلاليته في اتخاذ القرار، فهو المسؤول دستورياً وقانونياً عن تدابير السياسة النقدية، ويمكنني أن أتخيل أنه سيستمر في اتباع هذا المسار.

وأضاف أن العالم ينتظر ليرى ما سيخرج به الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عندما يتولى السلطة، قائلا: “أتصور أن هناك شيئا مهما للغاية، وهو أنه على الرغم من التهديد باستخدام سلاح استخدام التعريفات الجمركية، ضد الشركاء التجاريين والخصوم، والمسائل التقييدية الأخرى لزيادة تحفيز الاقتصاد الأمريكي، يتم فحص كل هذه الأمور كاعتبارات أساسية.

وأضاف محيي الدين أن الناس لا يحتاجون إلى الترهيب لاستخدام الدولار ورغم أنهم يبحثون عن بديل منذ فترة طويلة إلا أن جماهير من يتعاملون بالدولار ما زالوا يقبلونه لأسباب منها الأول الرئيس البرازيلي لولا. وقال دا سيلفا إن الناس اعتادوا على الدولار منذ بعض الوقت، على الرغم من مشاكله. الأمر الثاني هو: «البديل ليس جاهزاً بعد»، وهذا كلام كبار الاقتصاديين الذين يتابعون هذا الموضوع ويؤكدون المصداقية النسبية لأن العملة لا تزال مسيطرة على الدولار. والمشكلة الأخرى التي اعترفت بها وزيرة الخزانة الأميركية الحالية جانيت يلين هي الأسواق العميقة والقدرة على التجارة. وفي سياق الحماية القانونية، فإنهم ما زالوا إلى جانب الدولار الأمريكي.

وأوضح أن الأسباب المذكورة أعلاه لن تقلل أبداً من إمكانية البحث المستمر عن بديل للدولار من خلال التبادل بالعملات المحلية بين الدول وفيما بينها أو استخدام الذهب، كما أن هناك بعض الاتجاهات في العملات أو الأصول المشفرة أو أشياء أخرى . لكن هذا الأمر لن يؤدي إلى قرار بل يعتمد على مدى رد فعل السوق والتغيرات في الاقتصاد. وكما كان الحال في الماضي، كانت العملة الهولندية “الغيلدر” أول عملة دولية، ثم اختفت وحل محلها الجنيه المصري. ثم سقط وتفكك الدولار، وهذا التطور يحتاج إلى وقت.


شارك