طاهر الخولي: مشروع قانون الإجراءات الجنائية يحتاج مراجعة دقيقة لحماية الحقوق الدستورية وضمان وضوح الصياغة

منذ 2 ساعات
طاهر الخولي: مشروع قانون الإجراءات الجنائية يحتاج مراجعة دقيقة لحماية الحقوق الدستورية وضمان وضوح الصياغة

صرّح طاهر الخولي، المحامي بمحكمة النقض، بأنّ قرار الرئيس السيسي برفض قانون الإجراءات الجنائية يُغلق الباب أمام المزيد من النقاشات والطعون على دستورية أحد أهم القوانين المؤثرة على حياة المواطنين وحرياتهم، وعلى السلطة القضائية أيضًا. وهذا يستلزم خلوّ القانون من أي عيب دستوري قد يُخلّ بالنظام القضائي المصري.

وفي تصريح لـ«الشروق»، أكد الخولي أن القانون الجديد يجب أن يعتبر «دستوراً للمحاكمات الجنائية»، لأنه يتضمن نصوصاً تؤثر بشكل مباشر على حماية الحريات الأساسية، مثل التفتيش والاعتقال والإجراءات المتعلقة بالأشخاص والمساكن.

وأشار إلى أن مشروع القانون ينص على بدائل جديدة للحبس الاحتياطي، مثل حظر مغادرة المنزل، ومنع السفر، وتقييد استخدام الهاتف والتواصل مع غير الأقارب، وإجراءات احترازية مثل منع الزيارة أو الإقامة الجبرية. وأشار إلى إمكانية مناقشة بدائل أخرى لجعلها قابلة للتطبيق ومفيدة لنظام العدالة.

وفيما يتعلق بالعمليات عن بعد، رأى الخولي أن الآليات المقترحة تحتاج إلى نقاش أعمق، واقترح ترك الأمر للبرلمان المقبل لضمان صياغة أكثر دقة ووضوحاً.

أكد الخولي أن قانون الإجراءات الجزائية الحالي، الصادر عام ١٩٥٠، بحاجة ماسة إلى تحديث شامل، وأن تُصاغ أحكامه بشكل قانوني سليم، يمنع أي لبس أو تلاعب في تطبيقها.

وفي خطوة مفاجئة، أعلن مكتب الرئيس اليوم أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أمر بإعادة مشروع قانون الإجراءات الجنائية إلى مجلس النواب للنظر في الاعتراضات على عدد من أحكامه.

هذه هي المرة الثانية خلال رئاسة الرئيس السيسي التي يُحيل فيها مشروع قانون إلى مجلس النواب لإعادة النظر فيه. سبق أن اعترض على مشروع قانون التجارب السريرية لعام ٢٠١٨، وأعاده، ثم أعاد تقديمه مع تعديلات في عام ٢٠٢٠.

نص دستوري بشأن إحالة مشروع القانون إلى مجلس النواب

تنص المادة ١٢٣ من الدستور على ما يلي: “لرئيس الجمهورية حق التشريع أو نقض مشروع قانون. إذا نقض رئيس الجمهورية مشروع قانون أقره مجلس النواب، فعليه إعادته إلى المجلس خلال ثلاثين يومًا من تاريخ إخطاره. إذا لم يُعِد المشروع خلال هذه المدة، يُعتبر قانونًا نافذًا. إذا أُعيد إلى مجلس النواب خلال المدة المذكورة، وأُقرّ بأغلبية ثلثي أعضائه، يُعتبر قانونًا نافذًا”.

وتنص المادة 123 من الدستور على أن مدة الثلاثين يوماً التي يجوز لرئيس الجمهورية خلالها الاعتراض على مشروع القانون تبدأ من تاريخ إخطاره به وليس من تاريخ الموافقة النهائية عليه من مجلس النواب.

أعلنت رئاسة الجمهورية أن مشروع قانون الإجراءات الجنائية قدم إلى رئاسة الجمهورية من قبل مجلس النواب بتاريخ 26 أغسطس مع طلب إصداره.

وهذا يعني أن قرار الرد اتخذه رئيس الجمهورية ضمن المدة الدستورية المقررة طبقا للمادة 123 من الدستور.

أسباب مراجعة مشروع القانون

وذكرت رئاسة الجمهورية أن الرئيس السيسي تلقى العديد من المطالبات بإعادة النظر في بعض لوائحه.

وتتعلق الأحكام المثيرة للجدل باعتبارات الحوكمة والوضوح والواقعية، وتتطلب إعادة النظر لضمان مزيد من الضمانات لحرمة المسكن وحقوق المتهم أمام السلطات التحقيقية والقضائية.

ويتضمن ذلك أيضًا زيادة عدد البدائل للاحتجاز السابق للمحاكمة بهدف الحد من استخدامها.

إن إزالة أي غموض في الصياغة يؤدي إلى تفسيرات متعددة أو مشاكل في التطبيق العملي.

وسيتم منح الوزارات والهيئات المعنية الوقت الكافي لتطبيق الآليات والنماذج الجديدة لمشروع القانون والتعرف على أحكامه حتى يتسنى تطبيقها بدقة وسلاسة وتحقيق العدالة على وجه السرعة في إطار الدستور والقانون.

الثناء على جهود البرلمان

وأشاد الرئيس السيسي بجهود مجلس النواب الموقر في إقرار مشروع قانون الإجراءات الجنائية والموضوعات الجديدة التي أدخلت فيه لأول مرة.

وتشمل هذه المواضيع: إجراءات منع المشتبه بهم من السفر ووضعهم على قوائم المراقبة؛ وإجراءات التعويض المالي عن الحبس الاحتياطي في بعض الحالات وتقليص مدته؛ وإجراءات التحقيقات وتمديد الحبس والجلسات عن بعد باستخدام تكنولوجيا المعلومات؛ وإجراءات حماية الشهود؛ وإجراءات التعاون القضائي الدولي في القضايا الجنائية؛ والتغييرات الجوهرية التي أجراها مجلس النواب على العديد من الأحكام الأخرى في قانون الإجراءات الجنائية الحالي.

وبناء على ذلك، يظل قانون الإجراءات الجزائية الحالي ساري المفعول حتى إشعار آخر.


شارك