الغرب ينطق فلسطين.. ما أهمية الاعتراف بالدولة؟

حاولت إسرائيل تصفية القضية الفلسطينية، لكنها واجهت واقعًا جديدًا: الاعتراف الواسع بالدولة الفلسطينية. هذه الصدمة تُشبه إلى حد كبير دهشة دولة الاحتلال من صمود أهل غزة على أرضهم، رغم كل العدوان الوحشي الذي تعرضوا له.
غدا الاثنين 22 سبتمبر 2025 سيكون نقطة تحول في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث تنوي عشر دول على الأقل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
الدول العشر التي تنوي الاعتراف بالاتفاقية هي فرنسا، والمملكة المتحدة، وأستراليا، وكندا، وبلجيكا، ولوكسمبورغ، والبرتغال، ومالطا، وأندورا، وسان مارينو. وتنضم بذلك إلى دول أخرى سبق لها الاعتراف، وهي النرويج، وإسبانيا، وأيرلندا.
وسيتم التكريم في مؤتمر يعقد برعاية فرنسية وسعودية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
147 من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة تعترف بدولة فلسطين، لكن رئيسها محمود عباس لن يحضر هذا الحدث التاريخي بعد أن رفضت الولايات المتحدة منحه والوفد المرافق له تأشيرات الدخول.
ومن بين القواسم المشتركة التي أدت إلى قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو التضامن الواسع لشعوب هذه الدول مع الفلسطينيين في مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة وانتهاكات حقوق الإنسان المتصاعدة والمتزايدة في الضفة الغربية.
زلزال سياسي يهز إسرائيل
أثار توسيع دائرة الاعتراف بفلسطين زلزالًا سياسيًا في إسرائيل. تُدين إسرائيل هذه الرغبة المتزايدة، وتعتبر هذه الخطوة مكافأةً على هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وبالإضافة إلى الضجة الدبلوماسية، تجهز إسرائيل عدة خيارات للرد على هذه الخطوة، بحسب موقع بوليتيكو الأميركي.
ونقل الموقع مؤخرا عن مسؤولين أوروبيين قولهم إن إسرائيل تعمل على تطوير عدة خيارات للرد على اعتراف فرنسا ودول أخرى بدولة فلسطين.
وبحسب الموقع، فإن هذه الإجراءات قد تشمل تسريع ضم الضفة الغربية، وإغلاق القنصلية الفرنسية في القدس المحتلة، وغزو الأراضي الفرنسية في إسرائيل، مثل مزار إيليونا المسيحي.
الاعتراف بفلسطين: ما أهميته؟
ولاستكشاف أهمية هذه الخطوة وتداعياتها وإمكانية استغلالها، تحدثت الشروق مع وزير المفاوضات الفلسطيني الأسبق حسن عصفور، الذي أكد على أهمية زيادة الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل الدول الغربية.
يقول عصفور إن لهذه الخطوة بُعدين. الأول هو رد سياسي على محاولات إسرائيل للتطهير العرقي وإقامة نظام فصل عنصري في الضفة الغربية.
أما رد الفعل الآخر، حسب الوزير الفلسطيني السابق، فهو رد أخلاقي على حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
كيف يمكنك الاستفادة من خطوة “الاعتراف الدولي”؟
ورغم أهمية هذه الخطوة، إلا أن عصفور يؤكد على ضرورة البناء عليها، ويحدد خطوات يراها ملحة وضرورية في هذه المرحلة، بدءاً بالسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس.
ويقول عصفور إن على الرئيس عباس أن يتخذ قرارا بالانتقال من سلطة تحت الاحتلال إلى دولة تحت الاحتلال، بما يتوافق مع قرارات الشرعية الدولية، وبما يتوافق مع الموقف الدولي الحالي المتمثل في تزايد الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ودعا عصفور العرب إلى دعم هذه الخطوة من خلال تشكيل شبكة عربية تقود تحركا داعما لمسيرة إقامة الدولة الفلسطينية، وبالتالي تعزيز مسيرة الاعتراف الدولي بها.
كما يطالب القرار بالتحرك العربي لتوفير الدعم السياسي لفلسطين من خلال تقديم مشروع قرار لإخراج إسرائيل من الأمم المتحدة حتى تعترف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته.