لماذا تتحرك بريطانيا الآن للاعتراف بالدولة الفلسطينية؟

وبعد أن فشلت حكومة الاحتلال الإسرائيلي في تلبية الشروط البريطانية، من المنتظر أن تعترف الحكومة البريطانية بالدولة الفلسطينية الأحد المقبل، رغم الضغوط الأميركية والإسرائيلية.
وصفت حكومة الاحتلال الإسرائيلي الخطوة البريطانية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنها “مكافأة للإرهاب”. وتعتزم عشر دول أوروبية، بينها فرنسا وبريطانيا وبلجيكا، الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
لمنع هذه الخطوة، وضع رئيس الوزراء كير ستارمر عدة شروط على إسرائيل الوفاء بها بحلول سبتمبر. وشملت هذه الشروط إحراز تقدم نحو اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى في قطاع غزة. كما يجب على تل أبيب الالتزام بسلام طويل الأمد ومستدام وبحل الدولتين.
مع ذلك، كانت فرص إسرائيل في تلبية الشروط البريطانية ضئيلة. لذا، كان السؤال: متى ستعترف المملكة المتحدة بدولة فلسطينية؟ وليس ما إذا كانت ستنضم إلى فرنسا والعديد من الدول الغربية الأخرى.
خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، تجنب رئيس الوزراء البريطاني مناقشة قراره النهائي بالاعتراف بدولة فلسطينية، على الرغم من إصرار ترامب على أنه لا يتفق مع القرار.
وفقًا لشبكة CNN، تتعرض حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر لضغوط داخلية متزايدة منذ أشهر بسبب سلسلة من الاستقالات والخطوات الخاطئة. في يوليو الماضي، وقّع أكثر من نصف نواب حزب العمال في البرلمان البريطاني عريضةً تطالب بالاعتراف الفوري بدولة فلسطينية.
وحذر بعض المسؤولين في حزب العمال أيضا من أن تأجيل أو تأخير الاعتراف بالدولة الفلسطينية من شأنه أن يزيد من غضب أنصار الحزب المسلمين.
يحظى القرار بدعم واسع في المملكة المتحدة. أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة يوجوف الأسبوع الماضي أن 44% من المشاركين يؤيدون الاعتراف بدولة فلسطينية، بينما عارضه 18%، وأعرب 37% عن عدم يقينهم.
معضلة الدعم و”معاداة السامية”
منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أصبح الوضع أكثر تعقيداً بالنسبة لزعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني بين أعضاء حزبه، الذي واجه اتهامات بمعاداة السامية خلال فترة جيريمي كوربين.
في عام 2020، وجدت منظمة حقوق الإنسان البريطانية أن حزب العمال مسؤول عن المضايقات “غير القانونية” والتمييز خلال فترة وجود كوربين في منصبه.
بينما سعى ستارمر لاستعادة ثقة اليهود في بريطانيا، فقد دعم اليساريين داخل حزب العمال، الذين طالبوا الحكومة باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل. كما انتقد رد فعل الشرطة على الاحتجاجات المؤيدة لغزة عقب حظر منظمة “العمل من أجل فلسطين” في بريطانيا.
في الأشهر الأخيرة، ومع تكثيف الهجمات الإسرائيلية وخلق شعور بالخوف في بريطانيا وحول العالم، وجد ستارمر نفسه تحت ضغط من أعضاء حكومته بسبب اعترافه بدولة فلسطينية.