فرقة الأنامل الصغيرة تفتتح الدورة الأولى لمهرجان بورسعيد السينمائي

منذ 2 ساعات
فرقة الأنامل الصغيرة تفتتح الدورة الأولى لمهرجان بورسعيد السينمائي

ضيوف المهرجان يلتقطون الصور مع تمثال محمود ياسين، وغزة تحضر كلمات المكرمين.

محافظ بورسعيد: المدينة الشجاعة كانت حصنًا منيعًا للوطن وستظل منارة للإبداع والتأثير الثقافي والفني.

 

افتتحت أمس، بالمسرح الكبير بالمركز الثقافي بمحافظة بورسعيد، فعاليات الدورة الأولى لمهرجان بورسعيد السينمائي، بحضور المحافظ اللواء محب حبشي.

استقبلت فرقة “الأصابع الصغيرة” بقيادة المايسترو الدكتور راجي المقدم الجمهور. تتألف الفرقة من أطفال من مختلف الأعمار يعزفون على آلات موسيقية متنوعة، ويغنون، ويقدمون عناصر فنية من التراث الشعبي لبورسعيد. بفضل عزفهم وغنائهم المميز، نجحت الفرقة في إسعاد الجمهور وإمتاعه، مما خفف من مللهم الذي شعروا به بسبب تأخر الحفل لأكثر من ساعة.

كان من الواضح أن الجميع يريد دعم المهرجان في دورته الافتتاحية، وترسيخه بين المهرجانات السينمائية في مصر والعالم العربي، وتجاوز الأخطاء المتوقعة وبعض الظروف التي كانت ضد إدارة المهرجان، مثل طول الفقرات، وبطء الإيقاع، والمشاكل الفنية في الصوت.

وأشاد كثيرون بفكرة وجود مترجم للغة الإشارة للأشخاص ذوي الإعاقة، اعترافاً بحق كل إنسان في الاستمتاع بمثل هذه الفعاليات الفنية، بغض النظر عن ظروفه.

كان من اللافت رؤية المشاركة الحماسية لعدد كبير من الفنانين الذين احتفلوا بأول مهرجان سينمائي لهم مع أهالي بورسعيد. ومن بينهم عمرو عبد الجليل، ومحمد لطفي، وصبري فواز، ومحمد علي رزق، وأمير صلاح الدين، وأحمد الرافعي، وأيمن الشيوي، وعمرو محمود ياسين، وعبد الرحيم حسن، ابن بورسعيد، الذي اعتلى المسرح بعد الفقرة الفنية لتهنئة أهالي هذه المدينة الشجاعة، مؤكدًا على حبهم وشغفهم بالسينما. كما شارك حلمًا لطالما راوده وسائر محبي الفن: إقامة مهرجان في هذه المدينة، بموقعها الجغرافي المهم وتاريخها الغني.

ومن اللافت للنظر أيضًا استقبال الزوار في ساحة المركز الثقافي بتمثال للفنان الراحل محمود ياسين، وهو مشهدٌ أثار إعجاب ضيوف المهرجان، لا سيما وأن الدورة الأولى حملت اسمه. وحرص العديد من الضيوف على التقاط صور تذكارية بجانب التمثال.

كرّم المهرجان ستة من رموز الفن السينمائي في حفل افتتاحه، أبرزهم الفنان الراحل محمود ياسين، الذي نال نجله عمرو محمود ياسين الجائزة. كما كُرّم كلٌ من خبير المكياج محمد عشوب، ومصمم الديكور عباس صابر، الذي بكى لحظة استلامه الجائزة بعد مسيرة فنية امتدت ستين عامًا، والمخرج التونسي مختار العجيمي، والمصور السينمائي الحائز على جوائز أحمد المرسي.

ارتبط حفل الافتتاح ارتباطًا وثيقًا بأحداث غزة. وضجت القاعة بتصفيق حار عندما تحدث السفير التونسي محمد بن يوسف عن جرائم الاحتلال ومعاناة الشعب الفلسطيني، مشيدًا بدور مصر وعلاقاتها الوثيقة بتونس. وأهدت الفنانة درة جائزتها لأهل غزة الرائعين، بعد أن قدمت تجربتها الإخراجية الأولى بفيلم “أين كنا؟” الذي تناول معاناة أهل غزة.

في كلمته، أكد اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، حرصه على وضع المحافظة على خارطة المهرجانات السينمائية الدولية خلال السنوات القادمة، معربًا عن إيمانه العميق بأهمية الفن ودوره في بناء المجتمعات وتطويرها. وأوضح أن بورسعيد، معقلها الوطني العريق، ستكون منارة للإبداع والإشعاع الثقافي والفني، بعد التطور الكبير الذي شهدته في السنوات الأخيرة والسنوات القادمة، ومدينة جاذبة للسياح. وقد أسعد هذا الخطاب جميع محبي الفن الحاضرين، وخاصةً سكان بورسعيد.

وأشاد الناقد أحمد عسّار، رئيس المهرجان، بالدعم القوي من أهالي بورسعيد ومحافظها لهذا الحدث الفني المهم، مشيراً إلى أن هذه الدورة ما كانت لتخرج إلى النور لولا جهودهم.

استذكر الرئيس الشرفي للمهرجان، المنتج هشام سليمان، لحظات من طفولته في بورسعيد، مؤكدًا على أهميتها الاقتصادية والثقافية. وصرح عبد السلام الألفي، رئيس جمعية بورسعيد للفنون المسرحية والثقافية، بأن مدينته أنتجت ثالث أكبر فيلم في العالم قبل توقف النشاط الفني وتراجع عدد دور السينما بسبب الحروب. إلا أنه أكد أن الوضع قد تغير، وأن بورسعيد تشهد حاليًا نهضة فنية كبيرة.

 


شارك