“الإفتاء”: عرض الحياة الخاصة بالأطفال على “سوشيال ميديا” لتحقيق أرباح لا يجوز شرعًا
أعلن الشيخ محمود الطحان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، تحريم استغلال الآباء لأبنائهم على مواقع التواصل الاجتماعي وكشف تفاصيل حياتهم الخاصة لتحقيق مكاسب مالية أو شهرة، محذرًا من المخاطر النفسية والاجتماعية التي قد يسببها ذلك على الأطفال.
أوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في اتصال هاتفي مع الإعلامية مروة شتلة، عبر برنامج “البيت” على قناة الناس، يوم الأربعاء، أن الأطفال أمانة عظيمة في أيدي الآباء والمجتمع، مستشهدًا بقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم النار}. وأكد أن مسؤولية حماية الأطفال من أي خطر جسدي أو معنوي أو رقمي مسؤولية مشتركة، لا سيما في ظل انتشار استغلال صور الأطفال على الإنترنت واستخدامها غير الآمن.
وأضاف أن قضاء ساعات طويلة على وسائل التواصل الاجتماعي له تأثير سلبي على صحة الأطفال ونومهم وتعلمهم، وقد يدفعهم إلى إهمال الصلاة والواجبات الأساسية. وحثّ أولياء الأمور على وضع ضوابط واضحة لاستخدامهم لهذه الوسائل، ومراقبة المحتوى الذي يشاهدونه.
أشار أمين الفتوى إلى أن نشر تفاصيل الحياة الخاصة للأسرة على مواقع التواصل الاجتماعي يُعرّضها للعين ويُؤدي إلى انتهاك الخصوصية. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من أعظم الكبائر يوم القيامة الرجل يُسرّ بامرأته وتُسرّ به ثم يُفشي سرها». وأكد أن كتمان الأسرار وحماية الخصوصية فريضة شرعية.
كما حذّر الطحان من أن بعض الأطفال، مع تقدمهم في السن، قد يرفضون نشر صور طفولتهم، مما يُسبب لهم أذىً نفسيًا. كما أن الشهرة المفرطة قد تُؤدي إلى نشوء شخصيات مغرورة وغير متوازنة نفسيًا.
وأشار إلى جهود دار الإفتاء في التوعية بمخاطر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تُقدم حملات ودورات تثقيفية للأطفال والشباب لمواجهة الأفكار المتطرفة والشائعات، كما تُقدم خدمات الفتوى عبر الخط الساخن 107 وصفحاتها الرسمية على مواقع التواصل.
