“إسرائيل يجب أن تقلق”.. كيف تناولت الصحف العبرية كلمة السيسي في قمة الدوحة؟

منذ 3 ساعات
“إسرائيل يجب أن تقلق”.. كيف تناولت الصحف العبرية كلمة السيسي في قمة الدوحة؟

حظي خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية الإسلامية بالدوحة باهتمام كبير في الصحافة العبرية. وتصدرت تصريحاته حول اتفاقيات السلام والسياسة الإسرائيلية عناوين الصحف وتغطية إعلامية واسعة. ونظرًا للرسائل التي نقلها إلى الإسرائيليين وصناع القرار في تل أبيب، أصبح الخطاب مصدرًا مهمًا للتحليل لدى المراسلين والخبراء في الشؤون العربية.

وركزت صحيفة يديعوت أحرونوت على مقترح السيسي للتعاون الأمني العربي الإسلامي، مشيرة إلى أن أنباء هذه الرغبة تسربت في السابق إلى وسائل الإعلام العربية، لكن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها السيسي عن هذه الفكرة صراحة.

ونقلت الصحيفة عنه تحذيره من “تنامي الغطرسة الإسرائيلية”، وتأكيده على ضرورة “إقامة مظلة حماية تشمل الدول العربية والإسلامية” لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية. ووصف إسرائيل ضمنيًا بأنها “عدو”.

وأضاف السيسي: “يجب أن تُغيّر مواقفنا النظرة إلى عدونا، حتى ترى كل دولة عربية، من المحيط إلى الخليج، نفسها مظلةً جامعةً لجميع الدول الإسلامية والمحبة للسلام”. وأكد أن تحقيق هذه الرؤية يتطلب قرارات حاسمة وآليات تنفيذية تردع أي معتدٍ، وتعالج التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية.

1

“يجب على إسرائيل أن تشعر بالقلق”

أثارت فكرة تشكيل “قوة عربية مشتركة” التي اقترحها السيسي قلقًا متزايدًا في الأوساط الإسرائيلية. ونشر موقع “إيميس” العبري تقريرًا بعنوان “على إسرائيل أن تقلق”. وذكر التقرير أن مصر تُحيي مبادرة تشكيل “قوة عربية مشتركة” لتكون بمثابة قوة دفاعية تُضاهي حلف الناتو، وتحمي الدول العربية من الهجمات الخارجية.

وأشار الموقع إلى أن المقترح أُعيد طرحه في ضوء الهجوم الإسرائيلي الأخير على الدوحة، وبالتالي فهو أكثر ملاءمة للتصعيد الحالي. وأضاف أن مصر اقترحت قوة قوامها نحو 20 ألف جندي، على أن يكون تشكيلها خاضعًا لمشاورات بين الدول العربية.

وبحسب الموقع العبري، من المرجح أن يحظى الاقتراح بدعم واسع بعد عشر سنوات من طرحه في عام 2015. وأكد التقرير أيضًا أن دبلوماسيين إسرائيليين حذروا من أن المبادرة قد تتطور إلى “إعلان حرب عربي على إسرائيل”، خاصة إذا تم استخدامها كذريعة لمواجهة عسكرية مباشرة.

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن القاهرة تعمل بالتنسيق مع السعودية وفرنسا على إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة لحماية الدول العربية من هجوم إسرائيلي محتمل.

وأضافت أن اقتراح السيسي يهدف إلى إنشاء آلية دفاع عربية على غرار حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهو ما من شأنه زيادة الضغوط الدولية على تل أبيب.

2

تهديد اتفاقيات السلام

لم يكتفِ خطاب الرئيس السيسي بالدعوة إلى آلية أمنية عربية إسلامية، بل تناول أيضًا مستقبل اتفاقيات السلام في المنطقة. وعنونت صحيفة معاريف العبرية مقالها الرئيسي: “هدد السيسي بإلغاء اتفاقيات السلام”.

ونشرت صحيفة هآرتس تصريحاته على صفحتها الأولى تحت عنوان: “الإجراءات الإسرائيلية تخرب اتفاقيات السلام القائمة مع دول المنطقة”.

ونشر الصحافي الإسرائيلي روي كايس، المتخصص في الشؤون العربية في هيئة الإذاعة الإسرائيلية، مقتطفات من خطاب السيسي على حسابه في موقع X، ووصفه بأنه موجه للشعب الإسرائيلي بشكل مباشر.

ونقل عن السيسي قوله: “إن ما يحدث الآن يقوض مستقبل السلام، ويهدد أمنكم وأمن كل شعوب المنطقة، ويعيق أي إمكانية لاتفاقيات سلام جديدة، بل ويقوض اتفاقيات السلام القائمة مع دول المنطقة”.

في هذا السياق، حذّر السيسي في خطابه قائلاً: “ستكون العواقب وخيمة. سيشتعل الصراع من جديد في المنطقة، وستُدمّر جهود السلام التاريخية والنجاحات التي تحققت. سندفع جميعاً هذا الثمن، دون استثناء”. ودعا الإسرائيليين إلى “ألا يدعوا جهود السلام التي بذلها أجدادنا تذهب سدىً، وإلا فسيكون كل ندم بلا طائل”.

في هذه الأثناء، ذكر الصحافي الإسرائيلي جاكي هوجي عبر صفحته على تويتر أن السيسي أشار بوضوح إلى أن اتفاقية السلام مع إسرائيل أصبحت في خطر.

وأوضح أن الرئيس المصري خاطب الإسرائيليين قائلاً: “ما يحدث يُقوّض اتفاقيات السلام القائمة مع دول المنطقة. وفي هذه الحالة، ستكون العواقب وخيمة. وقد تعود أجواء الصراع إلى المنطقة، وستضيع كل الإنجازات التاريخية للسلام هباءً”.

وفي ظل الديناميكيات السياسية داخل إسرائيل، علق زعيم المعارضة يائير لابيد على الاقتراح المصري، واصفا إياه بأنه “ضربة خطيرة لاتفاقيات السلام واتفاقيات إبراهيم”.

وأضاف في تغريدة على تويتر أن الحكومة الإسرائيلية الحالية “قوضت سمعتنا الدولية” وأصبحت “مزيجا من القتل وعدم المسؤولية والهواة والغطرسة” ودعا إلى تغييرها قبل فوات الأوان.

ووصف فقدان الدعم من الحلفاء الدوليين واستمرار اعتقال الأسرى في قطاع غزة بأنه “فشل كارثي” على المستويين الأمني والدبلوماسي.


شارك