أسعار الفائدة تنخفض 5.25% منذ بداية العام.. كيف يتأثر قطاع التأمين؟

بقلم: أماني عاصم
انخفضت أسعار الفائدة بنحو 5.25% في اجتماعات لجنة السياسة النقدية هذا العام، من أصل ثمانية اجتماعات في عام 2025. كيف سيؤثر هذا الانخفاض على قطاع التأمين؟
يقول عمر جودة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي السابق لشركة مصر للتأمين، إن أسعار الفائدة سلاح ذو حدين. فمن جهة، يُشجع انخفاض أسعار الفائدة الاستثمار ويزيد النشاط الاقتصادي، مما يزيد بدوره الطلب على منتجات التأمين. ومن جهة أخرى، يؤدي انخفاض عوائد استثمارات شركات التأمين إلى انخفاض جزء من دخلها المباشر، والعكس صحيح عند ارتفاع أسعار الفائدة.
خفض البنك المركزي أسعار الفائدة في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، مسجلاً انخفاضاً من نحو 5.25% إلى 22% للودائع و23% للقروض.
وأشار جودة إلى أن التضخم هو التحدي الأكبر لشركات التأمين، حيث أن ارتفاع أسعار الفائدة يشير إلى ارتفاع معدلات التضخم ويؤدي إلى ارتفاع تكاليف التعويضات سواء للتأمين الصحي أو تأمين السيارات، مما يضغط بدوره على ربحية الشركات.
ومع ذلك، ومع انخفاض معدلات التضخم نتيجة لخفض أسعار الفائدة، يمكن لشركات التأمين تلبية التزاماتها تجاه العملاء بشكل أفضل وتجنب الفجوة بين الأقساط المحصلة ومبلغ التعويض، بحسب جودة.
استشهد كواليتي بشركات تأمين السيارات كمثال: “وجدنا أن جهود البنك المركزي المصري لرفع أسعار الفائدة العام الماضي قللت من اهتمام العملاء بالتأمين. ويعود ذلك إلى ارتفاع أقساط التأمين المطلوبة نتيجةً لارتفاع تكاليف الإصلاح. ونتيجةً لذلك، عانت شركات تأمين السيارات من انخفاض حجم مبيعاتها”.
وأكد جودة أن تخفيف السياسة النقدية من قبل البنك المركزي المصري، بدعم من انخفاض معدلات التضخم، سيسهل على شركات التأمين تقديم أقساط أقل لعملائها (أفراد وشركات)، حيث يتوقعون انخفاض مدفوعات التعويضات، وبالتالي استقرار أسعار التأمين.
السؤال: هل تعتمد كافة شركات التأمين على استثمار أقساط التأمين في السندات وأذون الخزانة؟
وأوضح الرئيس التنفيذي السابق لشركة مصر للتأمين أنه يجب التمييز بين شركات التأمين على غير الحياة أو التأمينات العامة وشركات التأمين على الحياة في هذا الأمر.
برر تصريحه قائلاً: “لا تُدرج شركات التأمين على الممتلكات دخل الاستثمار في ميزانياتها العمومية لأن التزاماتها قصيرة الأجل. لذلك، عند النظر إلى الميزانيات العمومية لشركات التأمين على الممتلكات، نجد أن افتراضات التأمين تُمثل فائضًا قبل احتساب دخل الاستثمار”.
وعلى النقيض من شركات التأمين على الحياة، التي تتأثر بشكل مباشر بتغيرات أسعار الفائدة لأن عوائد الاستثمار تشكل جزءاً من ميزانيتها، فإن التأثيرات هنا يتم الشعور بها بسرعة.
وأضاف أن القوانين المنظمة لعمل شركات التأمين تُوفر ضوابط على استثماراتها وتحميها من التقلبات الحادة في عوائد الأصول الثابتة، كالودائع المصرفية. وهذا بدوره يُشجعها على تخصيص جزء من استثماراتها لأسواق الأسهم، التي عادةً ما تتحرك عكسياً مع أسعار الفائدة.
واختتم حديثه قائلاً: “يعكس قطاع التأمين صحة الاقتصاد. وكلما تحسن النشاط الاستثماري وانخفض التضخم، زادت استفادة قطاع التأمين، سواء من خلال استقرار أسعار التأمين أو زيادة الطلب من الأفراد والشركات”.