مجلة فورين آفيرز: حرب الـ12 يوما على إيران تعزز السير على نهج كوريا الشمالية

منذ 11 ساعات
مجلة فورين آفيرز: حرب الـ12 يوما على إيران تعزز السير على نهج كوريا الشمالية

وخلص تحليل أجرته مجلة فورين أفيرز الأميركية إلى أن الدرس الذي يمكن أن تتعلمه القوى الساعية إلى امتلاك الأسلحة النووية من الهجمات الإسرائيلية والأميركية على المنشآت النووية الإيرانية هو اتباع النهج الكوري الشمالي في تحقيق أهدافها. ويقول التحليل الذي أعده فيبين نارانج، مدير مركز سياسة الأمن النووي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وبراناي فادي، الباحث في المعهد نفسه، إن هناك نقاشا واسع النطاق بين المحللين ووكالات الاستخبارات حول مدى الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني والنظام الإيراني في الأشهر التي أعقبت الحرب التي استمرت 12 يوما بين إسرائيل والولايات المتحدة ضد إيران في يونيو/حزيران الماضي.

**نهاية الأمن النووي الإيراني

 

وأضاف التحليل أنه لا يزال من غير الواضح مدى قدرة البنية التحتية النووية الإيرانية على الصمود، ومدى سرعة إعادة بنائها، إن وُجدت. ومع ذلك، على المستوى الاستراتيجي، لا يمكن إنكار تأثير الحرب، إذ إنها تُظهر تراجع الاستراتيجية النووية التي اتبعتها طهران بنجاح عدة مرات منذ ثمانينيات القرن الماضي. توصل التحليل إلى أن إيران تُمثل نموذجًا للتحوط النووي. فهي تسعى إلى اكتساب المعرفة والتكنولوجيا اللازمتين لتسليح برنامجها النووي، لكنها تمتنع عن ذلك لأسباب سياسية. وقد نجحت هذه الاستراتيجية في التحوط النووي لفترة من الزمن. وأشار إلى أنه في حين حاولت إسرائيل والولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا تأخير البرنامج النووي من خلال أعمال التخريب واغتيال العلماء النوويين في الماضي، لم تهاجم أيٌّ من الدولتين المنشآت النووية الإيرانية علنًا. وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية قد فشلت منذ حرب الاثني عشر يومًا، حيث ألحقت الغارات الجوية الأمريكية والإسرائيلية أضرارًا جسيمة بمنشآت رئيسية في نطنز وفوردو وأصفهان، وشلّت هيكل القيادة العسكرية الإيرانية. وتقول التحليلات التي نشرتها مجلة الشؤون الخارجية إن إيران قللت من تقدير استعداد واشنطن لدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية والمشاركة في الحملة نفسها، مما يجعلها عرضة لهجوم وجودي وجهود تغيير النظام، مع احتمال أن تكون القنبلة النووية بعيدة المنال وموقفها التفاوضي مع الغرب أضعف من أي وقت مضى.

** مدى صحة استراتيجية كوريا الشمالية

 

جادل التحليل بأن فشل إيران يُبرر استراتيجية كوريا الشمالية، خصمٌ آخر للولايات المتحدة. فعلى عكس طهران، تجنبت بيونغ يانغ إلى حد كبير تطوير برنامجها النووي، بل أحرزت تقدمًا مطردًا نحو امتلاك قنبلة نووية. واعتمدت على أساليب المراوغة والمماطلة، وصمدت أمام ضغوط دبلوماسية واقتصادية هائلة طوال فترة برنامجها النووي. وأشار أيضا إلى أن كوريا الشمالية قامت بتسريع برنامجها النووي بعد فشل الدبلوماسية، مما مكن نظام كيم جونج أون من التعامل مع المفاوضات المستقبلية من موقع قوة أكبر. وتابع: “بينما يسعى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إلى إعادة تنظيم بلاده، يهدد الزعيم الكوري الشمالي بامتلاك واحدة من أسرع الترسانات النووية نمواً وتنوعاً في العالم، وإقامة شراكات استراتيجية مع بكين وموسكو”. خلص التحليل إلى أن الدروس المستفادة للدول التي تسعى لامتلاك أسلحة نووية واضحة بشكل خطير: لا تنتظروا القنبلة، ولا تفترضوا أن القوى الكبرى ستهاجم، ولا تثقوا بأن الوسائل الدبلوماسية في متناول أيديكم. بمعنى آخر، كونوا مثل كيم، لا خامنئي.

** تعزيز سباق التسلح النووي

 

ويشير التحليل أيضاً إلى أنه بالإضافة إلى إنهاء استراتيجية العتبة النووية، فإن حرب الأيام الاثني عشر سوف يكون لها نتيجة مهمة أخرى: فهي سوف تجعل الدبلوماسية مع الدول التي تسعى إلى امتلاك الأسلحة النووية في المستقبل صعبة للغاية. في حالة إيران، جادل بأن المتشددين أصبحوا قادرين على ممارسة نفوذ أكبر داخل النظام وتأثير أكبر على المرشد الأعلى. كما يمكنهم تصوير الولايات المتحدة وإسرائيل – اللتين هاجمتا إيران بينما كان المسؤولون الإيرانيون في محادثات مع واشنطن – على أنهما عاجزتان وغير راغبتين في إيجاد حل دبلوماسي للمضي قدمًا. وخلص التحليل إلى أنه حتى بعد هذه النكسة المدمرة التي تعرضت لها إيران، فمن المرجح أن تستمر طهران في امتلاك تقدمها التكنولوجي وقاعدة المعرفة والكميات الهائلة من المواد النووية التي تراكمت لديها في السابق. كما أشار إلى أن إيران، إذا أتيحت لها الفرصة، ستحذو حذو كوريا الشمالية على الأرجح ولن تهدأ حتى تحصل على القنبلة. وأشار إلى أن التدخل العسكري الذي شنته واشنطن ضد البرنامج النووي الإيراني قد سرّع وعزز مسار امتلاك القنبلة النووية لدى الساعين إليها.


شارك