ضحيتا انفجار غاز أبوسلطان.. خميس ترك طفلين وزوجة مريضة وسعيد لم يفرح بابنه

جمع محمد خميس ومحمد سعيد بين السمعة الطيبة والأخلاق الحميدة والبر بالوالدين والاجتهاد في العمل. أثار حبهما حزنًا في قلوب معارفهما وزملائهما وجيرانهما وأهلهما بعد وفاتهما أمس في حادث مجمع أنابيب الغاز بأبو سلطان بالإسماعيلية. تجاوز الحادث معارفهما، حتى أن أهالي السويس قلقوا عليهما وسألوا عن سر حبهما، فحزنوا على فراقهما.
بعثة الإسماعيلية
غادر محمد خميس ومحمد سعيد الشركة متجهين مع زملائهما إلى مجمع بلاف أبو سلطان. أدى انفجار إلى مقتل الشابين من السويس وإصابة ستة آخرين، بينهم خمسة من السويس.
بعد عائلاتهم، كان أصدقاؤهم وزملاؤهم الأكثر تأثرًا بوفاتهم. فراقهم لا يُعوّض. عزاءهم أنهم يعتبرونهم شهداء عملهم، وأن أسماءهم ستُخلّد في قلوب وعقول من عرفوهم في الشركة.
عامل يومي خميس
يتحدث الزملاء عن الشابين. الأول، محمد خميس، كان أقدم رجل في الشركة. حصل على شهادة جامعية وبدأ عمله كعامل يومي في شركة نفط. كان يتقاضى أجره فقط عن أيام عمله في الشركة. مع ذلك، كان خميس مُخلصًا ومجتهدًا. لم يتردد قط في قضاء المهمات أو العمل خارج الشركة، بل كان يحصل على مكافأة تفوق المبلغ المحدد ليوم العمل في الشركة.
يقول صديق مقرب لمحمد إنه اعتاد تحمل المسؤولية منذ صغره. ربّته والدته وإخوته على الجدّ والاجتهاد، وكان قدوة في الاجتهاد. ورغم الفرص المتاحة له، رفض ترك قسم الدعم في الشركة، أملاً في الحصول على وظيفة أو توقيع عقد يضمن له ظروفاً معيشية أفضل، خاصةً بعد مرض زوجته المفاجئ.
سرطان
يروي أصدقاء مقربون أن زوجة خميس عانت قبل سنوات من إرهاق شديد. بحث في السبب، وبعد فحوصات وتحاليل داخل وخارج السويس، صُدم عندما اكتشف إصابتها بالسرطان. لم ييأس منها، وعمل يوميًا ليكسب ما يكفي لعلاج هذا المرض الخبيث. بعد علاج طويل، تعافت وتحسنت حالتها، لكن المرض كضيف مزعج يأتي دون موعد ولا يغادر بسرعة. لم تستقر حالتها طويلًا، وقضى الأشهر القليلة الماضية بين الفحوصات والتحاليل والمسح النووي مواصلًا العلاج الباهظ.
تمسك بالأمل
قبل ستة أشهر، انتقل خميس من عمله النظامي إلى شركة خدمات تُوفّر رسميًا كوادر دعم داخلي وخارجي للشركة. ويخبرنا زملاؤه أن هذا التغيير في العمل زاد تمسكه وزملاءه بأمل الحصول على وظيفة أو توقيع عقود تضمن لهم دخلًا جيدًا يكفي لسد احتياجاتهم المعيشية وتغطية نفقات أسرهم، لا سيما وأن محمد خميس أب لطفلين، حمزة (6 سنوات) وآخر (8 سنوات)، ويعول زوجته التي تُعاني من مرض السرطان.
لا معاش تقاعدي
يؤكد زملاؤه أن خميس توفي قبل أن تتحقق أمنياته. ونتيجةً لذلك، لا تتلقى أسرته معاشًا شهريًا من شركة الطاقة أو شركة النفط لأنه عاطل عن العمل. ومما يزيد الطين بلة أن عائلته مهددة بالطرد.
عائلة مهددة بالطرد
كشف زملاء خميس أنه أبلغهم قبل أيام أن مالك الشقة التي استأجرها لعائلته قبل سنوات طرده بعد ثلاثة أشهر فقط. كان يبحث عن شقة بأسعار مناسبة في حي الأربعين، بالقرب من مدارس أبنائه.
نداء إلى وزير البترول
وناشد العاملون بالشركة وزير البترول المهندس كريم بدوي بدعم أسرة خميس من خلال تشغيل زوجته في قطاع البترول حتى يكون لهم دخل منتظم لتغطية نفقاتهم وتعليم أبنائهم وعلاج زوجته من السرطان.
لقد سجل ابنه في المدرسة قبل الحادث.
يؤكد موظفو الشركة أيضًا أن زميلهم محمد سعيد، رغم إعارته للشركة لمدة ثلاث سنوات فقط، حظي بقدر كبير من الود والتقدير من زملائه ورؤسائه. كان مضيافًا ويدعم زملاءه في كل فرصة. كان مخلصًا لعائلته، وهو أب لطفلين، أحدهما التحق مؤخرًا بروضة الأطفال في إحدى مدارس السويس. كان يُعرب لزملائه مرارًا عن سعادته بخطوات ابنه الأولى في مسيرته التعليمية.