محيي الدين يكشف أعمق أزمات اقتصاد مصر ويقترح “الإصلاح” بعيدا عن صندوق النقد

بقلم: أحمد الخطيب
قال محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية في إطار أجندة 2030، إن الاقتصاد المصري يعمل في إطار برامج صندوق النقد الدولي لتحقيق الاستقرار منذ عام 2015، والتي تنتهي في نوفمبر 2026. وأوضح أن هذه الفترة كانت في الأساس “مرحلة إدارة أزمة”.
في مقابلة مع قناة العربية للأعمال، أضاف محيي الدين أن الوقت قد حان لمصر لتبني نهج جديد ومختلف، قائم على النمو والتنافسية، وزيادة الاستثمار والصادرات، وتعزيز الطبقة المتوسطة، ومواجهة تحديات التنمية المستدامة، لا سيما توزيع الدخل والحد من الفقر. وأشار إلى أن برنامج صندوق النقد الدولي وحده لا يكفي لحل هذه المشكلات.
في عام ٢٠٢٢، تقدمت مصر بطلب إلى صندوق النقد الدولي للحصول على قرض ثالث بقيمة ٣ مليارات دولار للتغلب على الأزمة الاقتصادية. وافق الصندوق على القرض بشرط تطبيق حزمة إصلاحات، تشمل مرونة سعر الصرف، وسحب الحكومة من الاقتصاد، وبيع الأصول لإفساح المجال للقطاع الخاص.
في أبريل/نيسان 2024، وافق صندوق النقد الدولي على زيادة قيمة القرض إلى 8 مليارات دولار أمريكي لدعم الإصلاحات الاقتصادية. وأكملت مصر أربع مراجعات للبرنامج، وحصلت على ما يقارب 3.3 مليار دولار أمريكي. إلا أن صندوق النقد الدولي أرجأ الموافقة على المراجعتين الخامسة والسادسة إلى حين تنفيذ مصر للإصلاحات الهيكلية المتفق عليها.
أشار محيي الدين إلى أن تصريحات رئيس الوزراء بشأن انتهاء الأزمة الاقتصادية تعتمد على طبيعة الأزمة. وأشار إلى أن أزمة الدولار في السوق السوداء انتهت بفضل سياسات البنك المركزي، وأن العجز الأولي في الموازنة قد تحسن، وفقًا لتصريح وزير المالية.
الأزمة أعمق
لكن محيي الدين أكد أن “الأزمة الأعمق لا تزال قائمة”، موضحا أن الناتج المحلي الإجمالي لم يسجل نموا يذكر منذ عام 2015 ويبلغ نحو 480 مليار دولار، بينما لا يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي بأسعار السوق 350 مليار دولار، وهو ما يمثل 0.3% فقط من الاقتصاد العالمي، في حين تمثل مصر أكثر من 1.3% من سكان العالم.
وأوضح أن هذه الأرقام تعني أن الاقتصاد المصري يجب أن يبلغ أربعة أضعاف حجمه الحالي على الأقل ليعكس أداءه وإمكاناته. وأكد أنه “تمت معالجة بعض الاختلالات المالية والنقدية، إلا أن أزمة التنمية والنمو لا تزال قائمة وتتطلب حلاً جذرياً”.