العراق يتعهد بملاحقة الجناة في جرائم الإبادة الجماعية بحق الأيزيديين

منذ 8 ساعات
العراق يتعهد بملاحقة الجناة في جرائم الإبادة الجماعية بحق الأيزيديين

وعد رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق فائق زيدان، الأربعاء، بـ”تحقيق العدالة وتقديم مرتكبي الإبادة الجماعية للإيزيديين” في قضاء سنجار بمحافظة نينوى (400 كيلومتر شمال بغداد).

قال القاضي زيدان خلال مؤتمرٍ لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية للطائفة الإيزيدية، نظمه المركز الوطني للتعاون القضائي الدولي بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في بغداد وعُقد اليوم: “إن الجرائم المرتكبة بحق الإيزيديين تُشكل جرحًا غائرًا في وجدان الأمة، وتهز ضميرها وضمير الإنسانية جمعاء. ويبقى القضاء العراقي وفيًا لموقفه في تحقيق العدالة وتقديم كل من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء للعدالة”.

وأضاف: “نلتقي اليوم في ذكرى أليمة، ذكرى جرح غائر في قلب الوطن، جريمة وحشية بحق إخوتنا وأخواتنا الإيزيديين تهز ضمير العراق، بل ضمير الإنسانية جمعاء”.

وأضاف: “في هذه الأيام العصيبة، شهدنا جرائم قتل جماعي، وتهجيرًا قسريًا، وانتهاكاتٍ للكرامة الإنسانية. استشهد الآلاف، وفُقد أو سُجن آلاف آخرون، بينما لا يزال الناجون يعيشون ألم الفقد ومرارة المأساة”.

وأكد أن “هذه المأساة لم تكن مجرد هجوم على مجموعة معينة، بل هجوم على إنسانيتنا وقيمنا ووجودنا المشترك”.

وأكد زيدان: “القانون لا استثناءات فيه، والقضاء لا يقبل أي تهاون، وعلى أرض العراق لا مكان يُفلت فيه المجرم من العقاب”. وأضاف: “لقد لعب المركز الوطني للتعاون القضائي الدولي دورًا محوريًا في أرشفة وحفظ الأدلة المتعلقة بهذه الجرائم، وتوثيق شهادات الناجين والضحايا وفق معايير دقيقة تضمن سلامة السجلات القضائية”.

وصرح قائلاً: “إن هذه الجهود الاستثنائية لا تهدف فقط إلى مقاضاة الجناة، بل أيضًا إلى صون العدالة للأجيال القادمة وضمان بقاء هذه الجرائم حية في ذاكرة العدالة. كما يعمل المركز على تعزيز التعاون مع الدول والمنظمات الدولية لمقاضاة المجرمين أينما وُجدوا ومنعهم من الإفلات من العقاب”.

في الثاني من أغسطس/آب 2014، اقتحم مقاتلو داعش قضاء سنجار، ذي الأغلبية الإيزيدية في العراق، بعد أن سيطروا على معظم بلدات محافظة نينوى في منتصف ذلك العام. وفي إبادة جماعية غير مسبوقة، قتل التنظيم النساء الإيزيديات وهجّرهنّ واستعبدهنّ.

وقال منسق الدعوة الدولية في حكومة إقليم كردستان، ديندار زيباري، في أحدث تقرير له عن الضحايا الإيزيديين، إن “عناصر داعش اختطفوا 6417 مواطناً إيزيدياً، تم إنقاذ 3590 منهم حتى الآن”.

وفي الذكرى الحادية عشرة للإبادة الجماعية، قال زيباري: “لا يزال هناك 290 ألف نازح إيزيدي في المخيمات داخل إقليم كردستان وخارجه، وتم إرسال أكثر من 1100 امرأة إيزيدية ناجية إلى ألمانيا لتلقي العلاج”.

وعزا المسؤول الكردي عدم قدرة الإيزيديين على العودة إلى ديارهم إلى “عدم الاستقرار الإقليمي وانعدام الخدمات الحيوية ووجود قوات غير شرعية في سنجار والمناطق المحيطة بها”.


شارك