مخطط E1 يقوض دولة فلسطين.. إسرائيل تحيي أخطر مخطط استيطاني

منذ 2 ساعات
مخطط E1 يقوض دولة فلسطين.. إسرائيل تحيي أخطر مخطط استيطاني

 

“إنها تدفن فكرة إقامة دولة فلسطينية”، هكذا وصف وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش خطة الاستيطان التي وافق عليها يوم الخميس، والتي تهدد بتقسيم وضم الضفة الغربية المحتلة.

وتحدث سموتريتش، المسؤول أيضًا عن شؤون الاستيطان في وزارة الدفاع، في حفل مشترك مع مجلس يشع ومستوطنة معاليه أدوميم.

وقال الوزير، رئيس حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف، إنه وافق على بناء 3401 وحدة استيطانية جديدة قرب مستوطنة معاليه أدوميم، و3515 وحدة في المنطقة المحيطة بها.

وتابع: “سنبدأ بتوسيع مستوطنة معاليه أدوميم الأربعاء المقبل، وسنضاعف مساحتها”، مشيرًا إلى أن “الخطة تربط معاليه أدوميم بمدينة القدس، وتقطع الصلة العربية بين محافظتي رام الله وبيت لحم”. وأضاف: “نصادر آلاف الدونمات، ونستثمر المليارات لجلب مليون مستوطن إلى الضفة الغربية”.

وقال سموتريتش إن الخطوات في الضفة الغربية تحظى بدعم كامل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ودعا نتنياهو إلى “إعلان رسمي بشأن تطبيق السيادة الإسرائيلية (الضم) في يهودا والسامرة (الاسم التوراتي للضفة الغربية)”.

وأضاف: “أنا مقتنع أننا على وشك إعلان تاريخي بشأن ممارسة السيادة على الضفة الغربية”.

إن ضم الضفة الغربية المحتلة من شأنه أن ينهي إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة، كما هو معترف به في قرارات الأمم المتحدة.

خطة الاستيطان الأكثر خطورة

وبحسب نشرة أصدرتها اليوم الخميس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، فإن مشروع E1 هو أخطر مخططات الاستيطان الإسرائيلية.

وأضافت: “صادقت سلطات الاحتلال على المخطط الهيكلي (للمشروع) رقم 4/420 لمساحة 12 ألف دونم في عام 1999”.

وأشارت إلى أن “معظم هذه الأراضي (الفلسطينية) أعلنتها سلطات الاحتلال أراضي دولة (من خلال المصادرة) وأصبحت فيما بعد جزءا من مستوطنة معاليه أدوميم”.

وفي عام 2012 تمت الموافقة على الخطة التي تتضمن إنشاء منطقة صناعية في شمال غرب المنطقة، ومركز للشرطة، ومكب نفايات، بالإضافة إلى خطط لوحدات سكنية، وغرف فندقية، وحديقة توراتية، وحديقة عامة.

يشمل ذلك إنشاء طريق “نسيج الحياة”، الذي اكتمل جزء منه قرب جدار الضم شرق بلدة عناتا، ويمتد إلى قرية الزعيم. ومن المقرر إنشاء الجزء الآخر من الزعيم إلى بلدة العيزرية.

ويهدف الطريق إلى خدمة تنفيذ وتطوير المخطط الاستيطاني في مشروع “E1″، وهو أيضاً اقتراح لتحويل طريق القدس – العيزرية لمنع الفلسطينيين من عبوره أو استخدامه.

في السنوات الأخيرة، اتخذت الحكومة الإسرائيلية عدة قرارات بشأن بناء المستوطنات في الموقع. كان آخرها عام ٢٠٢٠، عندما أعلنت عن بناء ٣٥٠٠ وحدة استيطانية، لكنها جمّدت البناء بسبب الضغوط الدولية.

أهداف E1

وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان فإن مخطط E1 يهدف إلى عزل القدس عن محيطها الفلسطيني، وقطع الاتصال الجغرافي والديمغرافي بين القدس والمناطق السكنية المحيطة بها، وتقويض قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة، مستندين إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف بالاحتلال الإسرائيلي للمدينة عام 1967 ولا بضمها عام 1980.

وبحسب الهيئة فإن الخطة تهدف أيضاً إلى عزل شمال الضفة الغربية عن جنوبها وتحويلها إلى جيوب تخضع حركتها لسلطة الاحتلال.

علاوة على ذلك، تهدف الخطة إلى توسيع حدود القدس الشرقية من خلال ضم كتلة مستوطنات معاليه أدوميم وطرد وتشريد الفلسطينيين من التجمعات البدوية.

وبالإضافة إلى ذلك، ووفقاً لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن عدد اليهود في القدس يتزايد على حساب المواطنين الفلسطينيين الأصليين، خاصة بعد تهجير تجمعات فلسطينية مثل كفر عقب وعناتا شعفاط.

تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى تهجير 46 تجمعاً بدوياً فلسطينياً في السفوح الشرقية والأغوار (بعضها طُرد بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023).

يهدف هذا التهجير إلى تنفيذ مخططات إسرائيل التهويدية والاستيطانية، وتحرير الحدود الشرقية من الوجود الفلسطيني. وبحسب السلطة الفلسطينية، تبلغ مساحة هذه المنطقة حوالي مليون دونم.

وأضافت أن سلطات الاحتلال سعت على مدار السنوات الماضية إلى إيجاد بدائل لتهجير البدو، مثل منطقة الجبل في العيزرية، والنويعمة، والمناطق الوسطى في أريحا.

وقد قامت السلطات الإسرائيلية مراراً وتكراراً بهدم منازل البدو الفلسطينيين في هذه المناطق، بما في ذلك مدرسة أبو النوار البدوية المجتمعية ثلاث مرات.

إدانة فلسطينية

دانت الرئاسة الفلسطينية، الخميس، مشاريع الاستيطان الإسرائيلية الجديدة، وحملت الحكومة الأميركية مسؤولية وقفها، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن هذه المشاريع إلى جانب “استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة وتصاعد إرهاب المستوطنين لن تؤدي إلا إلى المزيد من التصعيد والتوتر وعدم الاستقرار” في المنطقة.

بدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها.

أودت الإبادة الجماعية بحياة 61,776 شخصًا، وأصابت 154,906 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء. واختفى أكثر من 9,000 شخص، ونزح مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة 239 شخصًا، بينهم 106 أطفال.

منذ بداية الإبادة الجماعية في قطاع غزة، صعّدت إسرائيل جرائمها، ممهدةً الطريق لضم الضفة الغربية. وتشمل هذه الجرائم هدم المنازل، وتهجير الفلسطينيين، وتوسيع وتكثيف بناء المستوطنات.

وبحسب مصادر فلسطينية، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1014 فلسطينياً، وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، واعتقلوا أكثر من 18 ألفاً و500 آخرين.

وشدد أبو ردينة على أن “أي نشاط استيطاني مرفوض ومدان وغير قانوني بموجب القانون الدولي وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 2334 الذي يؤكد أن أي نشاط استيطاني في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة غير قانوني”.

وحمّل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذه الإجراءات “الخطيرة” وحذر من عواقبها، وفي الوقت نفسه ألقى باللوم على إدارة ترامب لوقف هذه الإجراءات.

وقال إن “هذا الإعلان الاستيطاني الخطير يتزامن مع تصريحات نتنياهو أمس حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى”.

وأدانت الدول العربية تصريحات نتنياهو، لأن “إسرائيل الكبرى” بحسب إسرائيل تشمل أجزاء من الأردن ولبنان وسوريا ومصر، بالإضافة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وشدد أبو ردينة على أن “هذه الحروب عبثية، والاعتداءات والأعمال غير المسؤولة والعدوانية لن تؤدي إلا إلى خلق واقع يخالف الشرعية الدولية والقانون الدولي”.

لقد احتلت إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان لعقود من الزمن، وترفض الانسحاب من هذه الأراضي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل عام 1967.


شارك