فلسطين تدين اقتحام سموتريتش موقعا بالضفة وتحذر من إحياء مستوطنات

أدانت فلسطين، اليوم الخميس، مداهمة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش لمقر في شمال الضفة الغربية المحتلة، وحذرت من إعادة فتح المستوطنات التي تم إخلاؤها قبل 20 عاما.
وكان سموتريتش شارك الخميس الماضي في اقتحام تلة ترسالا قرب مدينة جنين، وتم تصويره بجانب جدار يحمل نقش “الموت للعرب”، بحسب وسائل إعلام عبرية.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية “بأشد العبارات الهجوم الاستفزازي الذي شنه وزير المالية الإسرائيلي” في بيان نشر على موقع “ترسالا”.
وأضافت أن المداهمة تمت “برفقة ما يسمى رئيس مجلس مستوطنات الضفة الغربية (يوسي دغان) وعدد من المستوطنين” بهدف “إحياء المستوطنات التي تم إخلاؤها قبل 20 عاما”.
بالقرب من هذا الموقع، بُنيت مستوطنة صانور على أرض فلسطينية محتلة. وكانت واحدة من أربع مستوطنات في الضفة الغربية أُخليت في إطار عملية فك الارتباط التي قادها رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون عام ٢٠٠٥. وفي الوقت نفسه، هُدمت مستوطنات قطاع غزة أيضًا.
وأوضحت الوزارة أن “توغلات المسؤولين الإسرائيليين في الضفة الغربية تقوض بشكل ممنهج حل الدولتين في ظل صمت مريب من المجتمع الدولي”، وحذرت من “مصادرة المزيد من أراضي المواطنين الإسرائيليين لتوسيع هذه المستوطنات”.
وتؤكد الأمم المتحدة أن المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعية، وتحذر من أنها تقوض إمكانية حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، وتدعو إلى وقفها منذ سنوات، دون جدوى.
وأضافت وزارة الخارجية أنها تنظر “بقلق بالغ إلى تصعيد المداهمات التي يشنها كبار المسؤولين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة”.
وتابعت: “وذلك يشمل اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون قبل أيام في مستوطنة شيلو”.
واعتبرت هذا التصعيد “غطرسة إسرائيلية رسمية، وجزء من مخططات ترسيخ الضم التدريجي المعلن وغير المعلن للضفة الغربية، وتهديد مباشر لإمكانية تطبيق حل الدولتين”.
وحذرت الوزارة من أن الصمت الدولي على هذه الاعتداءات “يشجع على المزيد من انتهاكات القوة المحتلة وإجراءاتها الأحادية غير القانونية، والتي من شأنها تقويض فرص إقامة الدولة الفلسطينية على الأرض والسلام”.
وأضافت أن “المستوطنين ومنظماتهم الإرهابية” يستخدمون الصمت الدولي غطاءً “لمزيد من الجرائم ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدساتهم”.
وتدعو الدول والمجتمع الدولي إلى “الوفاء بمسؤولياتهم القانونية والسياسية وإجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف جرائم الإبادة الجماعية والتهجير والضم ضد شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية”.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، أن “خمس حافلات تقل مستوطنين وعددا كبيرا من آليات الاحتلال ترافقها جرافة اقتحمت المنطقة المجاورة لمستوطنة صانور المخلاة عام 2005”.
في مارس/آذار 2023، أقر الكنيست الإسرائيلي ما يسمى “قانون فك الارتباط”، الذي يسمح للمستوطنين بالعودة إلى المستوطنات الأربع في الضفة الغربية التي تم إخلاؤها في عام 2005: سانور، وحومش، وغانيم، وكاديم.
وفي وقت لاحق، صادق مجلس الوزراء الأمني على إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، بما في ذلك إعادة إنشاء مستوطنتي حومش وسانور في محافظة جنين.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل، بدعم أمريكي، حربًا إبادة جماعية على قطاع غزة. قُتل 61,158 فلسطينيًا وجُرح 151,442، معظمهم من الأطفال والنساء. وشُرد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين.
وبالتوازي مع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1013 فلسطينياً، وأصابوا ما يقرب من 7 آلاف آخرين، واعتقلوا أكثر من 18500 آخرين، بحسب مصادر فلسطينية.
لقد احتلت إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان لعقود من الزمن، وترفض الانسحاب من هذه الأراضي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل عام 1967.