منظمات دولية: تصريحات ويتكوف بشأن غزة صادمة وتتجاهل الجوع الموثق

منذ 3 ساعات
منظمات دولية: تصريحات ويتكوف بشأن غزة صادمة وتتجاهل الجوع الموثق

أعربت سبع عشرة منظمة حقوقية وقانونية دولية، يوم الاثنين، عن استيائها الشديد من تصريحات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، التي نفى فيها وجود مجاعة في قطاع غزة. واعتبرت تصريحاته إنكارًا متعمدًا لواقع كارثي موثق بالأدلة والشهادات الدولية.

وفي بيان مشترك اطلعت عليه وكالة الأناضول، دعت المنظمات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى إرسال لجنة تحقيق دولية بشكل عاجل إلى غزة، وتشكيل لجنة قضائية مستقلة بإشراف محكمة العدل الدولية للتحقيق في “سياسة التجويع الممنهجة” ضد أكثر من مليوني مدني في قطاع غزة.

وأكدت المنظمات أن تصريحات ويتكوف “تتجاهل التقارير الدولية والحقوقية الموثقة، وتتناقض مع البيانات التي نشرتها وكالات الأمم المتحدة والتي أكدت وفاة 159 شخصاً بينهم 90 طفلاً بسبب الجوع”.

وفي لقائه مع عائلات الأسرى الإسرائيليين في تل أبيب يوم السبت، زعم ويتكوف أنه لا يوجد مجاعة في قطاع غزة: “هناك صعوبات ونقص، ولكن لا يوجد جوع”.

جاء هذا التصريح بعد يوم واحد من زيارته لمركز توزيع مساعدات في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة. هذا المركز تابع لما يُسمى “مؤسسة غزة الإنسانية”، التي تعمل بدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل، ودون إشراف الأمم المتحدة.

دعت المنظمات الدولية الموقعة على الإعلان المجتمع الدولي إلى “الضغط فورًا على إسرائيل” للسماح للصحفيين الدوليين بدخول قطاع غزة. ووصفت هذا بأنه “أطول تعتيم إعلامي يُفرض على منطقة نزاع في العصر الحديث”. وأكدت أن هذا التعتيم الإعلامي يهدف إلى “التستر على جرائم الإبادة الجماعية والتجويع الجماعي”.

وقالت: “كان تأثير المجاعة واضحًا في لقطات فيديو للأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة. ظهرت عليهم علامات الجوع وسوء التغذية، مما يُبرز حجم الأزمة وتأثيرها على الجميع دون استثناء”.

وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أن حصيلة ضحايا سياسة الجوع الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتفعت إلى 180 فلسطينيا، بينهم 93 طفلا، بعد وفاة خمسة أشخاص بسبب سوء التغذية خلال 24 ساعة.

وذكر المكتب الإعلامي الحكومي أن إسرائيل سمحت فقط بدخول 674 شاحنة مساعدات منذ 27 يوليو/تموز الماضي، وهو ما يمثل نحو 14% من الاحتياجات اليومية الدنيا لقطاع غزة، والتي تقدر بنحو 600 شاحنة.

وحذرت المنظمات من أن “استمرار الصمت الدولي تجاه هذه الكارثة الإنسانية يعد تواطؤا”، ودعت إلى تحرك دولي فوري لوقف جريمة التجويع الجماعي وتقديم المسؤولين عنها ومن يتسترون عليها للعدالة.

تم التوقيع على الإعلان من قبل: شبكة ضمير، المجلس العربي، صوت حر لحقوق الإنسان (فرنسا)، الشهاب لحقوق الإنسان (لندن)، الكرامة لحقوق الإنسان (جنيف)، جمعية ضحايا التعذيب (جنيف)، مؤسسة عدالة (اسطنبول)، AFDI الدولية (بلجيكا)، تواصل لحقوق الإنسان (لاهاي)، مرصد حقوق الإنسان (لندن)، سيدار لحقوق الإنسان (لبنان)، التضامن لحقوق الإنسان (جنيف)، المجلس المصري لحقوق الإنسان (جنيف)، المركز العربي لحرية الإعلام، التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية، ونجدة لحقوق الإنسان.

وحذر برنامج الغذاء العالمي مؤخرا من أن “ثلث سكان غزة ليس لديهم أي طعام منذ عدة أيام”، ووصف الوضع الإنساني في غزة بأنه “مستويات غير مسبوقة من الجوع واليأس”.

ورغم تراكم شاحنات المساعدات على مداخل غزة، تواصل إسرائيل منعها من الدخول أو السيطرة على توزيعها خارج إشراف الأمم المتحدة.

وفي كثير من الحالات، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على المدنيين الذين تجمعوا بحثا عن الطعام، مما أسفر عن مقتل 1516 فلسطينيا وإصابة أكثر من 10067 آخرين منذ 27 مايو/أيار، حسبما قالت وزارة الصحة في غزة يوم الاثنين.

منذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتكبت إسرائيل بالتزامن جريمة مجاعة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. ففي 2 مارس/آذار، شددت إجراءاتها، فأغلقت جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة والإمدادات الطبية. ونتيجةً لذلك، اتسع نطاق المجاعة ووصلت إلى أبعاد “كارثية”.

خلّفت الإبادة الجماعية المدعومة من الولايات المتحدة أكثر من 210 آلاف قتيل وجريح في فلسطين، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود. إضافةً إلى ذلك، شُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين.


شارك