روائي إسرائيلي بارز يُقر بأن حرب غزة إبادة جماعية

ديفيد جروسمان: أنا رجل حاول بكل الطرق الممكنة تجنب وصف إسرائيل بأنها دولة إبادة جماعية، ولكن الآن، وبكل ألم عميق وقلب مكسور، يجب أن أقول إن هذا يحدث أمام عيني مباشرة. ربط كلمتي إسرائيل والجوع هو أمر مدمر. لقد غادرنا غزة (2005) ليس من باب الكرم، بل لأننا لم نتمكن من حماية أهلنا هناك.
اعترف الكاتب الإسرائيلي المعروف ديفيد جروسمان بأنه يعتبر الآن تصرفات تل أبيب في قطاع غزة “إبادة جماعية”، ويصف أفعالها بأنها “واجب أخلاقي لا يمكن تجاهله”.وقال غروسمان في مقابلة مع صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية نشرت الأحد: “لقد تجنبت لسنوات استخدام مصطلح “إبادة جماعية”، ولكن بعد الصور التي شاهدتها في قطاع غزة والشهادات التي سمعتها، لم يعد بإمكاني الصمت”.وأضاف غروسمان، أحد أهم الكتاب الإسرائيليين المعاصرين: “أنا شخص حاول بكل الطرق الممكنة تجنب الاضطرار إلى تسمية إسرائيل دولة ترتكب الإبادة الجماعية، ولكنني الآن أقول بألم عميق وقلب مكسور إن هذا يحدث أمام عيني مباشرة” – في قطاع غزة.وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن شعوره بـ«الغثيان» إزاء عدد القتلى في غزة «لا يهدأ، على الرغم من أنني أعلم أن بعض الأرقام تأتي من حماس».وأضاف: “إن ربط كلمتي إسرائيل والجوع أمر مدمر، خاصة في ضوء تاريخنا والمطالب الأخلاقية التي نتمسك بها منذ فترة طويلة”.وأعرب غروسمان عن اعتقاده المستمر بحل الدولتين، لكنه انتقد دعوات الوزراء الإسرائيليين لإعادة احتلال قطاع غزة وبناء المستوطنات هناك، ووصفها بأنها “خطوة مدمرة ومضللة”.وقال “لقد غادرنا غزة (في عام 2005) ليس من باب الكرم، بل لأننا لم نستطع حماية أهلنا هناك”.في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون، وفي مواجهة الخسائر العسكرية المتتالية، انسحبت إسرائيل من المستوطنات في قطاع غزة عام 2005. وكان هذا جزءاً من خطة أحادية الجانب عُرفت آنذاك باسم “فك الارتباط”.كان “فك الارتباط” خطة إسرائيلية أحادية الجانب نفذتها حكومة شارون في صيف عام 2005. وبموجب هذه الخطة، تم إخلاء المستوطنات والمعسكرات العسكرية في قطاع غزة، بالإضافة إلى أربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية.وزعم غروسمان أن “لعنة إسرائيل بدأت باحتلال الأراضي الفلسطينية عام 1967″، معتبرا أن الاستيطان والاحتلال يمثلان نقطة تحول في تاريخ البلاد.تأتي تصريحات غروسمان في وقتٍ تتزايد فيه الانتقادات الدولية لاستمرار إسرائيل في عدوانها وتجويعها لقطاع غزة. فمنذ بدء الحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تزايدت الدعوات الإسرائيلية لإعادة احتلال قطاع غزة واستيطانه.تستمر حملة التجويع الإسرائيلية في قطاع غزة، بالتزامن مع الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني هناك. في الثاني من مارس/آذار، شدّدت إسرائيل قيودها وأغلقت جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية. ونتيجةً لذلك، انتشرت المجاعة ووصلت إلى أبعاد كارثية.أعلنت وزارة الصحة في غزة، السبت، ارتفاع حصيلة قتلى سياسة المجاعة الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 169 فلسطينياً بينهم 93 طفلاً.خلّفت الإبادة الجماعية المدعومة من الولايات المتحدة أكثر من 210 آلاف قتيل وجريح في فلسطين، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود. إضافةً إلى ذلك، شُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين.