“كل شيء أو لا شيء”.. كيف تحول الموقف الأمريكي بشأن مفاوضات غزة؟

منذ 3 ساعات
“كل شيء أو لا شيء”.. كيف تحول الموقف الأمريكي بشأن مفاوضات غزة؟

تعثرت محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة مجددًا، بعد تعثرها في البداية بسبب الخلافات بين إسرائيل وحماس. في الوقت نفسه، يتزايد الضغط الدولي على الجانبين لإنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.

أعلن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن موقف الرئيس دونالد ترامب من مفاوضات غزة قد تغير. وأضاف ويتكوف أن ترامب يريد “اتفاقًا شاملًا” يُفضي إلى الإفراج الفوري عن جميع الأسرى الإسرائيليين، أحياءً وأمواتًا، وليس اتفاقات جزئية تسمح باستئناف القتال.

ص 1_2

أدلى ويتكوف بهذه التصريحات يوم السبت خلال اجتماع استمر ساعتين مع العشرات من عائلات الأسرى الإسرائيليين في تل أبيب. ووفقًا لموقع أكسيوس، يُعدّ هذا اعترافًا بفشل المحاولات الأمريكية والإسرائيلية للتوصل إلى وقف إطلاق نار جزئي ومرحلي واتفاق بشأن الأسرى خلال الأشهر الستة الماضية.

ورغم أن المبعوث الأميركي الخاص لم يقدم تفاصيل عن خطة واشنطن لإنهاء حرب غزة والتوصل إلى اتفاق بشأن العودة الفورية لجميع السجناء لأسباب لا يستطيع مناقشتها في الوقت الحالي، إلا أنه أضاف: “أعتقد أننا سننجح في نهاية المطاف هنا”.

قال ويتكوف لعائلات السجناء: “يجب علينا الآن إعادة جميع السجناء العشرين فورًا. نعتقد أنه يجب أن نجعل المفاوضات خيارًا إما كل شيء أو لا شيء حتى يتمكن الجميع من العودة إلى ديارهم. نحن نؤمن بالنجاح، ولدينا خطة لذلك”.

ص 2_3

وفقًا لموقع أكسيوس، أيّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى “اتفاق شامل” منذ بداية المفاوضات، لكنه أيّد نهج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي دعا إلى اتفاقات جزئية. وفضّل نتنياهو وقف إطلاق نار تدريجي وجزئي لأسباب سياسية ولتجنب انتهاء الحرب بشكل كامل.

وقال مسؤول إسرائيلي إن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف ناقش في وقت سابق مع نتنياهو إمكانية الانتقال من اتفاق جزئي على مراحل بشأن غزة إلى اتفاق شامل.

في غضون ذلك، أفاد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى ومصدران آخران مطلعان على المفاوضات بأنه لم يُتخذ قرار نهائي بعد بشأن تغيير مسار المفاوضات. وأشاروا إلى أن اتفاقًا جزئيًا لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا مقابل إطلاق سراح 10 أسرى أحياء و18 جثة لا يزال مطروحًا على الطاولة.

ص 3_4

أسباب التحول الأمريكي

يوضح الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني عبد المهدي مطاوع أن تغيير المسار الأمريكي لا يعني بالضرورة مفاوضات بين إسرائيل وحماس بصيغتها الحالية بهدف التوصل إلى اتفاق شامل، بل يضع “شروطًا” لإنهاء الحرب، منها نزع سلاح حماس والموافقة على زوالها غدًا بعد الحرب.

في حديثه مع ايجي برس، أضاف مطاوع أنه في حال استيفاء هذه الشروط، يُمكن التفاوض على اتفاق شامل ينص على الإفراج الفوري عن جميع الأسرى وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة إلى المناطق الحدودية. وفي المقابل، تتولى قوة دولية بقيادة الولايات المتحدة إدارة القطاع في اليوم التالي للحرب.

يعزو المحلل السياسي هذا التغيير في الموقف الأمريكي إلى فشل الاتفاقات الجزئية لإنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع أسرى قطاع غزة. كما سلّط مؤتمر الأمم المتحدة حول القضية الفلسطينية وحل الدولتين، الذي عُقد في نيويورك الأسبوع الماضي، الضوء على هذا التحول في المواقف الدولية تجاه الحرب.

ص 4_5

يوضح مطاوع أن إنهاء الحرب لم يعد مطلبًا أمريكيًا، بل مطلبًا دوليًا وعربيًا. لذا، على إسرائيل وحماس الرضوخ لهذا الضغط. وإلا فلن تنتهي الحرب، إذ لا يعتقد أن حماس ستدخل في مفاوضات.

ويرى الكاتب الفلسطيني أن الفصيل المسيطر حالياً داخل حماس يؤسس حرب غزة على فرضية مفادها أنه إذا توقفت الحركة عن الوجود في اليوم التالي للحرب فإن الوضع سيبقى كذلك حتى يتم استنفاد أحد الأطراف أو حدوث تغيير دراماتيكي يسمح لحماس بمواصلة الحكم بعد الحرب.


شارك