اجتماع طارئ بين المصنعين والحكومة لبحث غرامات استهلاك المياه بأثر رجعي

منذ 3 ساعات
اجتماع طارئ بين المصنعين والحكومة لبحث غرامات استهلاك المياه بأثر رجعي

رغم مبادرات الدعم الحكومية، يواجه القطاع غرامات.

اجتمع ممثلون عن عدد من المصانع مع مسؤولين حكوميين الأسبوع الماضي لمناقشة أسباب فرض غرامات بأثر رجعي على المنشآت الصناعية بسبب تجاوزها حدود استهلاك المياه رغم تعهدها بسداد فواتيرها في الوقت المحدد، بحسب مصدر مطلع على الأمر.

تواجه المصانع في مصر أزمة جديدة بعد تلقيها خطابات تطالب بغرامات بأثر رجعي لتجاوز حدود استهلاك المياه المقررة. أثار هذا جدلاً واسعاً بين المصنّعين، إذ تُطبّق حصص المياه على فواتير الاستهلاك منذ عام ٢٠٢٠، رغم أن معظم المصانع لم تكن على علم بهذه الحدود سابقاً.

يأتي هذا القرار في وقت تسعى فيه الدولة إلى تعزيز الإنتاج المحلي وتوسيع قاعدتها الصناعية. وقد ناشدت جمعيات الأعمال الحكومةَ لاحقًا، مطالبةً بإلغاء القرار أو على الأقل عدم تطبيقه بأثر رجعي. ويتجلى هذا في أن معظم المصانع تدفع فواتير المياه بانتظام، ولا توجد عليها أي متأخرات حاليًا.

وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ«الشروق للأعمال والمالية»، إن الرسوم والغرامات تخالف القانون والدستور، خاصة مع سعي الدولة لدعم الصناعة وزيادة الطاقة الإنتاجية، ما يؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة استهلاك الخدمات مثل المياه.

وتابع المصدر: “توجيهات الرئيس دائماً تركز على تخفيف الأعباء وتبسيط الإجراءات على المصنعين، إلا أن فرض الحكومة غرامات ورسوم إضافية يتناقض مع هذه التوجيهات”.

في السنوات الأخيرة، عانى القطاع الصناعي من ارتفاع أسعار السوق العالمية، وارتفاع التضخم، وانقطاعات سلسلة التوريد بسبب تأثير جائحة فيروس كورونا، والحرب الروسية في أوكرانيا، ومؤخرا الحرب في غزة والهجمات في البحر الأحمر، مما أدى إلى تحويل العديد من السفن التي تحمل السلع المصنعة والمواد الخام.

في نهاية ديسمبر 2024، أطلقت الحكومة حزمة من المبادرات لدعم الشركات الصناعية، ومعالجة التحديات التي تواجه المُصنّعين، وإيجاد حلول جذرية وسريعة لمشاكل القطاع. حُدّد سعر الفائدة عند 15% سنويًا لمدة خمس سنوات من تاريخ إطلاق المبادرة. ويُمنح خصم إضافي بنسبة 1% في حال زيادة القيمة المضافة المحلية بنسبة تتراوح بين 7% و10% مقارنةً بالسنة المالية السابقة، وخصم إضافي بنسبة 1.5% في حال زيادة القيمة المضافة المحلية بأكثر من 10%، وخصم إضافي بنسبة 2% للأنشطة الصناعية الجديدة.

ويبلغ إجمالي خيارات التمويل المتاحة ضمن المبادرة 30 مليار جنيه، بحد أقصى 75 مليون جنيه لتمويل العملاء الأفراد و100 مليون جنيه للأطراف ذات الصلة.

تستهدف المبادرة، التي بدأ تطبيقها في مارس الماضي، قطاعات الأدوية والأغذية والهندسة الميكانيكية والكيماويات والملابس والمنسوجات والتعدين ومواد البناء. وستغطي الحكومة فرق سعر الفائدة لزيادة الطاقة الإنتاجية وتحفيز النمو الاقتصادي.

دعا رئيس الوزراء مصطفى مدبولي الصناعة إلى تعزيز الصناعة المصرية، فهذا هو الشغل الشاغل للحكومة. وأوضح أن نسبة المكون المحلي، التي لا تتجاوز حاليًا 40-50%، لا ترقى إلى المستوى المطلوب. ولتوطين الصناعات الرئيسية، يجب أن تتواجد جميع الصناعات الموردة في محيطها لتحقيق نسبة مكون محلي تتراوح بين 70-80%.

 


شارك