كيف يؤثر انخفاض الدولار على أرباح المستثمرين الأجانب في بورصة مصر؟

بقلم: أماني عاصم
اختلف خبراء أسواق المال الذين تحدثوا إلى ايجي برس حول مدى تأثر أداء سوق الأسهم المصرية بانخفاض سعر الصرف الحالي. يرى البعض أن التأثير سيكون محدودًا، إذ كانت انخفاضات سعر الصرف الأخيرة طفيفة. بينما يرى آخرون أن انخفاض الدولار يُقلل من جاذبية الاستثمار الأجنبي والعربي في السوق المصرية.
ارتفع سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار إلى أعلى مستوى في تسعة أشهر، قفز إلى نحو 48.72 جنيه مصري، بدعم من زيادة تدفقات النقد الأجنبي.
وقال إبراهيم النمر، رئيس التحليل الفني بشركة نعيم القابضة للاستثمارات، إن توقع سعر صرف أقل من 40 جنيهاً مصرياً أمر غير معقول في ظل ظروف السوق، خاصة أن الضغوط لم تعد بنفس القوة السابقة وتحسن مرونة سعر الصرف.
وأوضح أن سعر الدولار انخفض من أكثر من 51 جنيهًا إلى أقل من 49 جنيهًا حاليًا، وهو تطور طبيعي يُظهر مرونة السوق. ومع ذلك، استبعد انخفاضًا حادًا في سعر الصرف في المستقبل القريب، قائلاً: “قد نصل إلى 47 أو حتى 46 جنيهًا، لكن أي سعر أقل من ذلك غير واقعي في الوقت الحالي”.
وعن تأثير هذه الانخفاضات على سوق الأسهم المصرية، قال النمر إن السوق ربما يتأثر بشكل طفيف، لكن لا يتوقع حدوث انخفاض حاد أو انهيار بسبب تقلبات سعر الصرف.
وبرر تصريحاته قائلاً: “لقد شهدنا بالفعل ارتفاع سعر الدولار من 46 إلى 51 جنيهًا دون أي انخفاض يُذكر في السوق. بل على العكس، كان هناك ارتفاع تدريجي ومطرد”.
وأكد أن الاتجاه العام في سوق الأسهم مستمر منذ عام ونصف، وأنه بين الحين والآخر يتم الوصول إلى مستويات قياسية جديدة، وفي بعض الأحيان تتبع ذلك تصحيحات ثم يتعافى السوق منها لاحقا.
وأشار إلى أن المؤشر الرئيسي لسوق الأسهم وصل إلى أعلى مستوى تاريخي له عند 34,683 نقطة يوم الاثنين الماضي، لكنه عاد للانخفاض وأغلق على انخفاض ملحوظ. وأوضح أنه على الرغم من بعض التقلبات، لا يزال السوق في اتجاه تصاعدي.
وأعرب عن تفاؤله بتطورات السوق خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أن البورصة المصرية تواصل مسارها الصعودي، بدعم من تحسن المؤشرات الاقتصادية والاستقرار النسبي في سوق الصرف.
واتفق سعيد الفكي، العضو المنتدب لشركة أصول القابضة، مع هذا الرأي، قائلاً: “إن تأثير انخفاض سعر الصرف الحالي على أداء سوق الأسهم المصرية محدود، حيث إن معدلات التغير ليست كبيرة”.
وأضاف أن انخفاض قيمة الدولار أمام الجنيه بصفة عامة له تأثير إيجابي على الأداء الاقتصادي لأنه يشير إلى توفر السيولة الدولارية للواردات.
وأضاف أن هذا التأثير الإيجابي سيؤثر بشكل غير مباشر على أداء سوق الأسهم، مبرراً تصريحه بالقول: “إن توفر الدولار للشركات، وخاصة المدرجة، سيساعد على زيادة قدرتها على الاستيراد وبالتالي حجم إنتاجها ومبيعاتها، مما سيؤثر بدوره على هوامش ربحها ويؤدي إلى ارتفاع سعر سهمها في السوق”.
يؤثر الدولار على جاذبية الاستثمار الأجنبي.
وعن تأثير تراجع الدولار على البورصة، ترى خبيرة أسواق المال حنان رمسيس، أن تراجع الدولار يقلل من جاذبية الاستثمارات الأجنبية والعربية في السوق المصرية.
قالت: “إذا اشترى مستثمر أجنبي سهمًا بجنيه واحد، وكان الدولار يساوي 50 جنيهًا، فهذا يعني أنه يدفع 50 جنيهًا لشراء 50 سهمًا. إذا انخفض الدولار إلى 48 جنيهًا، فسيكلفه السهم نفسه أكثر، وستنخفض أرباحه”.
وأضافت أن انخفاض الدولار يقلل أرباح المستثمرين الأجانب عند الخروج من السوق، موضحة: “إذا دخل مستثمر السوق بسعر دولار 50 جنيهاً مصرياً وخرج بسعر دولار 48 جنيهاً مصرياً، فهذا يعني أن أرباحه انخفضت، حتى لو ظل سعر السهم دون تغيير”.
اقرأ أيضاً:
العاشر من رمضان: مستثمرون يحذرون: غرامات المياه الجديدة تهدد بإغلاق المصانع وتسريح العمال
كيف يؤثر إطلاق مؤشر جديد للشركات ذات التقلبات المنخفضة على أداء سوق الأسهم؟
أصحاب الأعمال يحذرون الحكومة من «رسوم الساحل» الجديدة: إنها مقلقة ونطالب بإلغائها