ياسر الهواري : حزب التقدم يسعى لإحياء الهوية المصرية ومواجهة الفراغ السياسي والتطرف

منذ 7 ساعات
ياسر الهواري : حزب التقدم يسعى لإحياء الهوية المصرية ومواجهة الفراغ السياسي والتطرف

لدينا مشروع، ولسنا نطمح فقط إلى مقاعد برلمانية. دافعتُ عن القائمة النسبية في الحوار الوطني، ولا مانع من المشاركة بقائمة واحدة.

رغم وجود أكثر من 100 حزب سياسي في مصر، إلا أن ياسر الهواري، الأمين العام للحزب التقدمي (الذي لا يزال في مرحلة التأسيس)، يرى أن الحزب يمثل مشروعاً سياسياً مستقلاً وسط فراغ سياسي وفكري لا يمكن للأحزاب القائمة، في رأيه، أن تملأه.

وأكد الهواري في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، أن الحزب الذي شارك في تأسيسه ويرأسه الخبير الاقتصادي رائد سلامة، يستجيب لحاجة ملحة في مصر.

وأكد أن الحزب لا يقتصر على المشاركة في الانتخابات، بل يهدف إلى “إحياء الهوية المصرية”، وهي الفكرة التي اعتبرها “غير مستكشفة بشكل كاف” من قبل الأحزاب السياسية المصرية.

من بين مؤسسي الحزب: رامي الغالي، وهادي زايد، والإعلامية سوزان حرفي، ونورهان ذو الفقار. كما يضم الحزب رامي نجيب، والنائبة السابقة نضال السعيد.

يقول الهواري إن الحزب يتمتع بطابع ديمقراطي اجتماعي، لكنه يختلف عن الأحزاب ذات التوجهات المشابهة، كالحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ذي التوجه اليساري، والأحزاب الليبرالية ذات التوجه اليميني. ويرى أن حزب التقدم يسعى لخلق فضاء مختلف لا تمثله الأحزاب القائمة.

وأكد الهواري أن الحزب يضع الهوية المصرية في قلب مشروعه السياسي، مستلهماً المرجعيات التي سادت بين ثورتي 1919 و1952، والتي صاغها مفكرون مثل طه حسين وأحمد لطفي السيد. وأكد أن تبني الهوية الوطنية المصرية “لا يمثل تناقضا مع القومية العربية أو انفصالا عن البيئة العربية أو التاريخ الإسلامي، بل هو التزام بالخصوصية الثقافية لمصر منذ بداية تاريخها القديم وحتى الوقت الحاضر”، دون الترويج لتفسيرات متطرفة.

ومن أهداف الحزب هو جذب عقول الناس، وخاصة في مكافحة “الحركات السياسية الدينية التي تتلاعب بعقول الناس”.

يقول الهواري إن المشروع يهدف إلى فتح خطاب مختلف، خطاب لا يقوم على التعصب، بل إلى إيقاظ حب الوطن في نفوس الناس، وتحويله إلى مشروع فكري وثقافي. ويضيف: “يتوق الناس إلى فكرة الهوية المصرية”.

وعلى النقيض من الوسائل التقليدية التي يتبعها الحزب للوصول إلى الجماهير، مثل القوافل الطبية أو توزيع المساعدات، فإن الحزب التقدمي، بحسب الهواري، يسعى إلى بناء علاقة مع الشعب من خلال الفعاليات الثقافية والرياضية والفنية.

وأكد أن من أبرز اهتماماته في الفترة المقبلة تفعيل قصور الثقافة في المدن والقرى حتى تصبح منصات للفن والمسرح والتعبير.

وأشار إلى أن الحزب يتوجه تحديداً إلى الشباب بخطاب فكري وثقافي لا يرتبط بمطالب انتخابية آنية، بل يدعو الشباب إلى “ملء وقتهم بالثقافة والفن” والهروب من “الفراغ” الذي يملأه الآخرون بخطابات متطرفة.

عند تأسيسه، قبيل انتخابات مجلس النواب، أكد الهواري أن الحزب لم يُؤسس من أجل الانتخابات، بل من أجل مشروع سياسي طويل الأمد. وقال: “حتى لو لم نشارك في الانتخابات، سيستمر المشروع. لا داعي للقلق كثيرًا، فالناس لا يريدون مقاعد”.

وأكد في الوقت نفسه أن الحزب «سيسعى للمشاركة في انتخابات مجلس النواب».

رغم أن الهواري كان من دعاة التمثيل النسبي في الحوار الوطني، إلا أنه لا يمانع في استخدام نظام القائمة المغلقة تمامًا أو الانضمام إلى قائمة موحدة على غرار القائمة الوطنية المصرية. ويؤكد: “لن أقول: إما أن أضع القواعد أو لا أشارك. إذا اتفقنا على قانون، فسألتزم به”.

يشير الهواري إلى أن البيئة السياسية الحالية “ليست مثالية، لكنها لا تمنع النشاط السياسي”. ويرى أن إغلاق المجال السياسي يُشكل تهديدًا للمجتمع والدولة، مُشددًا على ضرورة توفير “مساحة للتعبير والمعارضة”.

وأضاف: “إذا فرضنا إغلاقًا، فإن قوانين الفيزياء ستؤدي إلى انفجارات، وسيملأ الفراغ السياسي إما جماعات معتدلة أو متطرفة. على الدولة أن تسمح للمعتدلين بملء هذا الفراغ”.

كما حذّر من خطورة استغلال بعض الأطراف للغضب الشعبي. ودعا إلى إيجاد مساحات للتعبير السياسي، وصفها بـ”المسؤولة”، لا سيما في ظل الأزمات الإقليمية وموجات الحرب الدائرة في جوار مصر.


شارك