في لقاء يوليو الفكري بنقابة الصحفيين.. دعوة لصياغة مشروع عربي يواجه المشروع الصهيوني الأمريكي

قال حسن موسى، الأمين العام للمؤسسة الأفريقية للتنمية وبناء القدرات، إن ثورة 23 يوليو كانت لحظة تغيير، شهرًا تبلورت فيه أحلام التحرير والعدالة الاجتماعية. وأضاف: “نتذكر الماضي ليس من باب الحنين إلى الماضي، بل من خلال مراجعة مسؤولة للتاريخ، تُشكل بوصلة للمستقبل”.
وأضاف موسى خلال كلمته في ملتقى مثقفي يوليو الثالث الذي عقد اليوم السبت في نقابة الصحفيين تحت عنوان “ثورة يوليو دعوة للحاضر والمستقبل”، أن “ثورة يوليو أعادت تشكيل المنطقة، وأفرزت مشاريع الوحدة والتطلع إلى وطن مستقل”.
وأكد أن “ثورة 23 يوليو تبقى مشروعا للحاضر والمستقبل، حين تتحول المعرفة إلى مشروع وحياة، وتتحول المبادرة الوطنية إلى رسالة إنسانية”.
صرح الدكتور جمال شيحة، رئيس مؤسسة جمال شيحة للتربية والثقافة والتنمية المستدامة، قائلاً: “في الذكرى الثالثة والسبعين لثورة يوليو، تقف مصر عند مفترق طرق حيث يتم إعادة تقسيم المنطقة كجزء من مشروع التقسيم الأمريكي الصهيوني”.
وأضاف: “يتجلى ذلك جليًا في حرب الجوع والإبادة في قطاع غزة، التي تُشنّ على مرأى من العالم أجمع، ولا أحد يحرك ساكنًا لإيقافها. حتى الجهات العربية الفاعلة تعجز عن وقف هذه المجزرة غير المسبوقة في العصر الحديث”.
تابع شيحة: “كانت ثورة يوليو ردًا على التحديات الكبرى التي واجهتها مصر، بما في ذلك سيطرة الإقطاع على الفلاحين والاحتلال. في يوليو ١٩٥٢، سجلت مصر أعلى معدل وفيات في العالم، وكانت قناة السويس، التي حفرها المصريون بدمائهم، بمثابة دولة داخل الدولة. اجتاحت الفيضانات البلاد، وحاصرت الأمة العربية الفقر والمرض والاحتلال”.
وأضاف: “مع فجر عام ١٩٥٢، شنّت طليعة الجيش ثورة يوليو التي أنهت النظام الملكي. أصبح الفلاح مالكًا لا عبدًا. أُمِّمت القناة، وأُخليت الحامية، وبُني سد أسوان، وأُنشئت المصانع”.
وأكد أن “صدى الثورة تردد صداه في أرجاء المنطقة، وأصبحت مصر قائدة حركة التحرير العالمية، وطورت مشروعًا تنمويًا للمنطقة. إلا أن الثورة لم تمرّ دون معارضة. ومع ذلك، قاوم جمال عبد الناصر، وقدّم شخصيًا أكبر نقد ذاتي لتجربة يوليو. واعترف بالأخطاء التي سمحت للأعداء بتوجيه ضربة قاصمة للمشروع الوطني. وقد ضمّن هذا النقد في بيانه الصادر في 30 مارس 1968”.
واختتم حديثه قائلاً: “اليوم، وفي ظل هيمنة المشروع الصهيوني على المنطقة، يحق لنا أن نتساءل: أين المشروع العربي الذي يُواجه المشروع الصهيوني الأمريكي؟ أتصور – وهذا رأيي الشخصي – أن جميع القوى العربية ستتعلم من تجارب الماضي، كما فعل عبد الناصر في إعلانه في 30 مارس، وستُمارس النقد الذاتي”.
وأضاف: “السؤال الآن: ما هو المشروع العربي الجديد الذي يواجه الماضي؟ المهمة صعبة للغاية، لكن لنبدأ. لسنا في لقاء خطابي. هذا التجمع الفكري يمكن أن يكون بارقة أمل، بمشاركة المفكرين، لبلورة مشروع عربي قابل للتطبيق، قادر على تحدي المشروع الصهيوني الأمريكي”.