المهرجان القومي للمسرح يكرم سليم كتشنر بندوة وكتاب تحليلي عن مسيرته

ضمن فعاليات المهرجان القومي المصري للمسرح الثامن عشر، أُقيمت ندوة تحت عنوان “مُكَرَّم” تكريمًا للكاتب المسرحي سليم كتشنر، أحد أبرز الفائزين بجوائز هذا العام. حضر الندوة الناقد الدكتور عبد الكريم الحجراوي، مؤلف كتاب “سليم كتشنر: راهب المسرح”، وأدارها الدكتور مسعود شومان، وشارك فيها نقاد وكتاب مثل أحمد خميس وصفاء البيلي.
افتتح الحجراوي الندوة بكلمة تناول فيها علاقته بكتشنر، مؤكدًا أنه صاحب مشروع مسرحي فريد اتسم بالوعي والصدق. وشكر إدارة المهرجان على هذه الجائزة المستحقة، مشيرًا إلى أن الكتاب حلل خمسة عشر نصًا مسرحيًا جسدت الأبعاد الاجتماعية والشعبية والفلسفية لأعمال كتشنر.
أوضح أن المنشور يتجاوز طابعه الاحتفالي، ويتفاعل بوعي مع الشخصيات والطقوس المسرحية، ويربطها بأعماق فكرية أعمق. وأكد أن كيتشنر لا يماطل ولا يساوم، بل يُكرّس نفسه لفنه بكل وعيه وخبرته، مستحقًا بحق لقب “راهب المسرح”.
وفي كلمته، استعرض سليم كيتشنر محطات مسيرته الفنية، وأعرب عن امتنانه العميق للحجاراوي، مشيراً إلى أنه يمثل استمراراً لجيل الستينيات المتأثر بحلم القومية العربية والمستوحى من رموز الأدب المصري مثل يوسف إدريس ونجيب سرور لبناء هوية مسرحية عربية معاصرة.
استذكر كيتشنر تجربة “مسرح العربة”، الذي كان الجمهور يشارك فيه من الشرفات، والذي توقف لاحقًا. كما تحدث عن مسرحية “حق عرب”، التي استكشفت طقوس التجمعات التقليدية وطبقتها على الصراعات العربية، والتي لاقت صدى لدى الجمهور في عروضها في عدة محافظات، وكذلك مسرحيته “مربط الفرس”، التي عبّر فيها عن غياب حركة مسرحية تُمثل جيله.
من جانبه، وصف الدكتور مسعود شومان تجربة كيتشنر بأنها فريدة في استلهامها من التراث الشعبي والتراث الشعبي. وأشار إلى أنها تجاوزت الشكليات وأفضت إلى إبداع معرفي، جامعةً بين البعدين الاجتماعي والكوني، ومُبدعةً تناصًّا جماليًا بين النص المسرحي واللغة والتراث الشعبي، مما يجعلها نموذجًا جديرًا بالتحليل والتقدير.