أحمد نبيل فنان البانتومايم: اعتزلت عندما شعرت بأن لا مكان حقيقى لفنى

منذ 1 يوم
أحمد نبيل فنان البانتومايم: اعتزلت عندما شعرت بأن لا مكان حقيقى لفنى

– شاركت في تأسيس فرقة Three Lights of the Stage وتركتها بناء على طلب جورج سيدهم.

أنا أحب أفلام تشارلي شابلن الصامتة وكنت أرتدي زيه وأمثل المشاهد التي اخترعتها بنفسي. كان بيتنا في الإسكندرية بمثابة “البيت العائلي” للفنانين.

كشف الفنان أحمد نبيل عن أسرار رحلته الفنية. وخلال ندوة أقيمت على شرفه ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري، الذي أقيم أمس في المجلس الأعلى للثقافة، تحدث عن تجربته مع فرقة “ثلاثة أضواء المسرح”، التي شارك في تأسيسها قبل انضمام الفنان الضيف أحمد إليها، وقدم معها أعمالًا ناجحة مثل “حواديت” و”براغيت”.قال أحمد نبيل إنه ترك فرقة “ثلاثة أضواء المسرح” بناءً على طلب الفنان جورج سيدهم. بعد وفاة الضيف أحمد، رفض سيدهم العودة إلى الفرقة لأسباب سرية. ومع ذلك، لا يزال يُكنّ لجورج كل التقدير والاحترام، وقد حزن وبكى كثيرًا عند علمه بوفاته.خلال الندوة التي احتفت بتجاربه المتميزة في عالم الفن وإصدار كتابه “الرجل الضاحك الصامت” الذي يوثق حياته الفنية والإنسانية، أعلن أحمد نبيل أنه انتهى من تأليف كتاب آخر عن فن المايم وحركاته وتمارينه، وأنه سيهدي هذا الكتاب إلى وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هينو.في مقابلة، تحدث أحمد نبيل عن جوانب خفية من حياته الفنية ودوره خلف كواليس فيلم “لسنا ملائكة” كمساعد مخرج. وأكد أن هذه المرحلة كانت محطته الأولى، وليست نهاية مشواره. بدأ اهتمامه الجاد بفن المايم في منتصف سبعينيات القرن الماضي، بعد عودته من منحة دراسية في موسكو، وأصبح من أشهر ممثلي هذا الفن في مصر.أكد اعتزاله التمثيل عام ٢٠١٢ بعد أن شعر بأن فنه لم يعد له مكان في المجال العام. وزعم أنه منذ طفولته، كان مفتونًا بالحركة أكثر من الكلمات، وأنه وجد نفسه أقل اهتمامًا بفن إلقاء النكات، وبتقديم المشاهد الصامتة، وبالكوميديا الحركية.وتابع: “كنتُ أُقلّد ضيوفنا في المنزل والمعلمين في المدرسة. كنتُ أُحبّ الأفلام الصامتة، وخاصةً أعمال تشارلي تشابلن. حتى أنني ارتديتُ زيّه ومثّلتُ مشاهد من تأليفي”. وأضاف: “كان أول لقاء لي مع مصطلح البانتوميم عام ١٩٦٠، حين عرّفني مدير مكتبة الإسكندرية على هذا الفن وأهداني كتبًا مترجمة عنه. وبدأتُ أمارسه بجدٍّ حتى حصلتُ على منحة دراسية في الخارج، وحصلتُ على المركز الثالث بين فنانين من ٤٣ دولة”.روى أحمد نبيل أول لقاء له بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر وهو طفل. ابتسم له عبد الناصر ومدّ يده لضبط قبعته. حرّكها ذهابًا وإيابًا حتى ابتسم أخيرًا. قال نبيل، متذكرًا ابتسامة جمال عبد الناصر بعد 71 عامًا: “أحببته حبًا جمًا، وأحببناه جميعًا وما زلنا نحبه. شعرنا بالحزن لقرار تأميم قناة السويس، وغضبنا من محاولة اغتياله في ميدان المنشية. كنا نشاركه في طفولتنا مشاعر المقاومة ضد العدوان الثلاثي، وشاركنا في المظاهرات في شوارع وأزقة الإسكندرية”.تحدث الفنان أحمد نبيل أيضًا عن منزله في الإسكندرية، الذي كان بمثابة “بيت عائلي” لفنانين مثل سعاد حسني وفريد شوقي وغيرهما. كلما زاروا الإسكندرية، كانوا يأتون إليه أو إلى والدته، حتى لو لم يكن موجودًا، ويأكلون السمك الذي أعدته لهم خصيصًا. خلال الندوة التي أدارتها الإعلامية هبة محمد علي، روى الفنان أحمد نبيل كواليس اختياره للكاتب محمود التميمي لسيرته الذاتية. وأوضح أنه التقى به صدفة في الإسكندرية، وبعد قراءة العديد من المقالات عنه، قرر أن يضع ثقته الكاملة فيه ويكتب عن رحلة حياته. وقال: “أوكلت إليه أرشيفي الشخصي بالكامل وكل ما كُتب عني طوال حياتي. كان بمثابة ابن لي، وأردتُ أن يكون الكتاب صادقًا وعميقًا”. أوضح محمود التميمي أن كتاب “الضاحك الصامت” لا يوثق تجارب أحمد نبيل مع فن المايم فحسب، بل يتتبع مسيرته الفنية كاملةً منذ طفولته في الإسكندرية حتى اعتزاله، متتبعًا جميع المحطات الفنية والإنسانية التي شكّلت شخصيته وأعماله. وقد دفعه حبه لأحمد نبيل منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى تأليف هذا الكتاب، إذ كان يراه دائمًا استثنائيًا في إنجازاته وتكوينه، ويمثل تجربة فنية وإنسانية تستحق التوثيق.


شارك