شهداء الجوع في غزة.. البطون الخاوية آلية الاحتلال لقصف الأبرياء

وبحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة ضحايا المجاعة في قطاع غزة إلى 101 قتيل، بينهم 80 طفلاً.
حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة تضاعف بين شهري مارس/آذار ويونيو/حزيران نتيجة الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة.
وأضافت أن المراكز الصحية والمراكز الطبية التابعة للأونروا أجرت خلال هذه الفترة ما يقرب من 74 ألف فحص لسوء التغذية بين الأطفال، وتم تحديد ما يقرب من 5500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل وأكثر من 800 حالة من سوء التغذية الحاد الشديد.
في مايو الماضي، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى رسميًا عن مجاعة في غزة. وتستمر التحذيرات الدولية من انهيار الوضع الإنساني في قطاع غزة، بينما تواصل إسرائيل إغلاق المعابر الحدودية ومنع وصول المساعدات. ومنعت إسرائيل مؤخرًا دخول الغذاء والدواء ومواد البناء وغيرها من السلع، حتى مع شنها موجات من الغارات الجوية والعمليات البرية. كما لم يستجب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لطلب التعليق على تقرير التصنيف المتكامل للأمن الغذائي، الذي أدى إلى مجاعة شديدة تهدد حياة سكان غزة.
ماذا تعني المجاعة؟
المجاعة هي حالة من انعدام الأمن الغذائي الحاد في بلد أو منطقة، مما يؤدي إلى معدلات وفيات أعلى من المتوسط. وتشمل الأسباب نقص الغذاء أو عدم القدرة على الحصول على ما يكفي من الغذاء بسبب الجفاف أو المرض أو الحرب أو الصراع. وقد وضعت الأمم المتحدة إطارًا شاملًا لتصنيف الأمن الغذائي، يتضمن خمسة مستويات محتملة لانعدام الأمن الغذائي للدول والمناطق التي تواجه مشاكل. تبدأ هذه المستويات بتوفر الأمن الغذائي وتنتهي بالمستوى الأخير، وهو المجاعة، وعندها يُعتبر الوضع “كارثة إنسانية”.
ولكن هل هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها سكان قطاع غزة مثل هذا الأمر؟
عانت غزة في كثير من الأحيان من الجوع ونقص الغذاء بسبب قوات الاحتلال. في عام ١٩٩٦، أعلن برنامج الغذاء العالمي عن أول عملية إغاثة طارئة له بعد أن فرضت إسرائيل حصارًا دام ٧٠ يومًا، مما أدى إلى انتشار البطالة وانعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع. مع بداية الألفية الثالثة، أدى تصاعد العنف أيضًا إلى بقاء مليون فلسطيني في حلقة مفرغة من انعدام الأمن الغذائي.
في عام ٢٠٠٧، عانى قطاع غزة من أزمة غذائية مزمنة. اتبعت إسرائيل سياسة الترشيد القسري، حيث استوردت كميات محدودة من الغذاء إلى القطاع لتخفيف المعاناة دون التسبب في مجاعة. حدث هذا بعد فوز المقاومة في الانتخابات البرلمانية عام ٢٠٠٦.
الطوفان في الأقصى والمعاناة المستمرة
في عام ٢٠١٠، وصل معدل الفقر إلى ٧٩٪، وفي عام ٢٠٢٠، أفادت الأمم المتحدة أن أكثر من ٧٥٪ من الأسر تعاني من انعدام الأمن الغذائي. علاوة على ذلك، في عام ٢٠٢٣، ومنذ انتفاضة الأقصى، ردّت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدوان شامل على غزة، شمل حصارًا خانقًا ومجازر وتدميرًا ممنهجًا للبنية التحتية، بما في ذلك الموارد الغذائية والزراعية والسمكية. أدى ذلك إلى تفاقم أزمة الغذاء. صنّفت منظمة الصحة العالمية نصف سكان غزة في حالة طوارئ، وربعهم في حالة كارثية.
وبالمثل، أعلنت اليونيسف عام ٢٠٢٤ أن واحدًا من كل ستة أطفال دون سن الثانية يعاني من سوء تغذية حاد. وفي مارس ٢٠٢٥، حذرت الأمم المتحدة من اختناق كامل لجهود الإغاثة، واعتبرت استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح لإجبار الناس على الفرار انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي. بل وصل الأمر إلى حد إعلان رئيس الوزراء الفلسطيني صراحةً أن غزة “منطقة مجاعة”.
الوضع يزداد سوءا.
لكن هذا ليس كل شيء. فوفقًا لتقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، يواجه سكان غزة، البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، خطر المجاعة بحلول سبتمبر/أيلول؛ حيث يواجه 22% منهم، أي 460 ألف شخص، خطر انعدام الأمن الغذائي. ويشير التقرير إلى أن ما يقرب من نصف مليون فلسطيني معرضون لخطر المجاعة، بينما يعاني مليون آخرون من جوع حاد.