الجارديان: لماذا يسمح العالم بتجويع أطفال غزة عمدًا؟

يتناول تقرير اليوم عناوين الصحف البريطانية حول الحصار المستمر للمساعدات على قطاع غزة وأثره على السكان. كما يتناول سياسة الهجرة البريطانية ومعاداة الإسلام، بالإضافة إلى قدرة التكنولوجيا الحديثة على كشف الكوارث الطبيعية.
نبدأ جولتنا بصحيفة الغارديان. نشرت الصحيفة تقريرًا لنيك ماينارد، وهو جراح متطوع في مستشفى ناصر جنوب غزة. تحدث فيه عما أسماه “التجويع المتعمد” في قطاع غزة. عنوان مقاله: “أشهد تجويعًا متعمدًا للأطفال في غزة. لماذا يسمح العالم بهذا؟”
ويصف الطبيب حجم المأساة الإنسانية من المستشفى قائلاً: “يعاني المراهقون من سوء التغذية، والرضع ليسوا سوى جلد وعظام، والعمليات الجراحية تفشل ليس بسبب شدة الإصابة، ولكن لأن المريض يعاني من سوء التغذية لدرجة أنه لا يستطيع البقاء على قيد الحياة بعد العملية”.
أشار الطبيب إلى أن أربعة رُضّع ماتوا جوعًا في المستشفى الذي يعمل فيه خلال الأسابيع الأخيرة. وجادل بأن الجوع في غزة “يُستخدم عمدًا كسلاح ضد شعب بأكمله”.
يقول الطبيب: “لا يوجد ما يكفي من الطعام في غزة. نكاد لا نملك حليب أطفال، وكثيرًا ما تعاني الأمهات من سوء التغذية لدرجة تمنعهن من الرضاعة الطبيعية. عندما حاول زميل دولي إحضار حليب أطفال إلى غزة، صادرته السلطات الإسرائيلية”.
ويلخص الطبيب سياسة الجوع في نقطتين: “يتم منع استيراد الغذاء إلى غزة، مما لا يترك للمدنيين اليائسين أي خيار سوى الذهاب إلى نقاط التوزيع العسكرية للحصول على الإمدادات المحدودة”، كما يتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويوضح أن السلطات الإسرائيلية قلصت عدد مراكز توزيع المساعدات الإنسانية من 400 موقع في مايو/أيار الماضي إلى أربع مناطق عسكرية، ووصفها بأنها “مصائد موت لمن يبحثون عن قوت يومهم”.
ويشير إلى أن الأطباء في غرفة الطوارئ “لاحظوا نمطًا مقلقًا من الإصابات، حيث تركزت الإصابات في أجزاء معينة من الجسم مثل الرأس والساقين والأعضاء التناسلية، مما يشير إلى أن هذه المناطق كانت مستهدفة”، على حد قوله.
واختتم الطبيب حديثه قائلاً: “إن استمرار تواطؤ الحكومة البريطانية في الفظائع التي ترتكبها إسرائيل أمر لا يطاق”، مشيراً إلى أن “التاريخ سوف يحاكم ليس فقط مرتكبي هذه الجرائم، بل وأيضاً أولئك الذين وقفوا وشاهدوا”.