مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين يبحث الأوضاع الإنسانية في غزة

منذ 2 شهور
مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين يبحث الأوضاع الإنسانية في غزة

عقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعًا طارئًا على مستوى المندوبين، الثلاثاء، برئاسة الأردن، وحضور السفير حسام زكي، نائب الأمين العام للجامعة، لبحث خطورة الوضع الإنساني في قطاع غزة.

وفي كلمته خلال الاجتماع، الذي عُقد بناءً على طلب فلسطين، قال السفير أمجد العضايلة، سفير الأردن لدى القاهرة وممثله لدى جامعة الدول العربية: “نجتمع اليوم في ظل تصاعد انتهاكات وسياسات القوة المحتلة، إسرائيل، ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي عانى الظلم والاعتداءات والجوع والحصار على مدى سبعين عامًا. إنها أسلحة حرب غير شرعية، ونتاج الصمت الدولي وغياب المحاسبة الدولية”.

وأضاف العضايلة أن إسرائيل تواصل مخططاتها لتهجير الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم ومصادرة أراضيهم وتقويض حقهم التاريخي والديني في إدارة المقدسات الدينية والإشراف عليها من خلال فرض واقع غير قانوني عليهم قائم على العدوان وتغيير الوضع القانوني القائم.

وأكد أننا نواجه أطماعًا توسعية، وآخرها ما تخطط له حكومة الاحتلال من حرمان مدينة الخليل من سيطرتها على الحرم الإبراهيمي ومحيطه في البلدة القديمة. وهذا أمر مرفوض ومدان، ولا يعكس إلا السياسة الأحادية الجانب التي تنتهجها إسرائيل، القوة المحتلة. جميع أفعالها تنتهك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بهدف توسيع سيطرتها على الحرم الإبراهيمي بأكمله، وتغيير هويته الإسلامية والعربية.

وأكد أن الأردن يدين ويرفض هذه الخطط بشكل قاطع، ويؤكد مجددا موقفه الثابت والواضح بأن إسرائيل ليس لها سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن كل الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية وغير قانونية.

أعرب السفير العضايلة عن أمل بلاده في أن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته القانونية والأخلاقية، وأن يُلزم إسرائيل وحكومتها وجميع الكيانات الاستيطانية بسحب هذه المخططات، والكف عن أي سلوك ينتهك المبادئ والحقوق التاريخية لفلسطين أرضًا وشعبًا. كما دعا إلى وقف جميع الأنشطة التوسعية غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة، وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، وتمكينه من ممارسة حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وفقًا للقرارات الدولية ومبدأ حل الدولتين، الذي يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967.

قال السفير الأردني: “يجب ألا ننسى قطاع غزة الصامد، الذي ينزف أهله ويعانون ويجوعون منذ واحد وعشرين شهرًا جراء اعتداءات وحشية ومتواصلة أدت إلى القتل والدمار والتشريد. واليوم، وصل الوضع الإنساني إلى أسوأ مستوياته بسبب سياسة التجويع التي أصبحت سلاحًا بيد الاحتلال، والتي حوّلت قطاع غزة إلى أرض غارقة في الدماء، وبيئة غير صالحة للعيش، ومنطقة مجاعة تصدمنا يوميًا بصور معاناة تصل إلى حد الموت الجماعي”.

وأضاف العضايلة أن هذه المعاناة تكتسب اعترافًا دوليًا متزايدًا. فقد أصدر وزراء خارجية 25 دولة، أمس، بيانًا أكدوا فيه على ضرورة الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني، ورفض جميع محاولات التهجير القسري والتغييرات الديمغرافية والجغرافية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما رفض البيان الأنشطة الاستيطانية التي تقوض حل الدولتين، ودعوا إلى حماية المدنيين، وتقديم المساعدات الإنسانية، ورفع القيود التي تعيق عمل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.

وأكد أن هذه الخطوة الدولية، التي لاقت ترحيبًا من الأردن والدول العربية الشقيقة، تعكس حجم الأزمة الراهنة ومخاطرها الكارثية، وتتوافق مع الدعوات إلى تحرك دولي فاعل لإنهاء المأساة الإنسانية في قطاع غزة، بما في ذلك وقف إطلاق نار فوري ودائم، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

وأشار أيضاً إلى أنه أمام هذا الواقع الذي لم يشهد التاريخ مثيلاً له، والمأساة التي لم يشهد لها شعب مثيلاً، والكارثة التي لم تشهدها البشرية من قبل، فإن على مجلس الجامعة أن يبحث عن سبل اتخاذ الإجراءات السياسية والقانونية والدبلوماسية على المستويين العربي والدولي لوقف هذه المذبحة المروعة، ومواجهة هذه الغطرسة والعدوان الوحشي المنقسم في العالم بين مراقبين صامتين ومتعاطفين لا يفعلون شيئاً.

وأكد أن اجتماع اليوم يجب أن يكون من أجل تحديد خطوات عملية متفق عليها لدعم الشعب الفلسطيني، وتحفيز المجتمع الدولي وإلهام القوى والمنظمات والأطراف الدولية للضغط بكل الوسائل اللازمة لإنهاء هذه الحرب ووقف العدوان وإنقاذ غزة وشعبها من مجاعة لا تطاق.

ودعا الدكتور أحمد أبو هولي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين إلى ممارسة كافة أشكال الضغط على الاحتلال الغاشم وأعوانه لوقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية العاجلة وتمكين إعادة الإعمار دون ترهيب.

أكد أبو هولي أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم كل الوسائل الممكنة لحل الصراع، بما في ذلك الاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى، والاعتداءات على المصلين، وإغلاق جميع مرافق المدينة المقدسة، بما فيها مدارس الأونروا ومقرها في الشيخ جراح، ومنع الموظفين الدوليين من دخول فلسطين. وهذا يؤكد أن الصمت العربي والدولي شجع الاحتلال على التقدم نحو الخليل، حيث يقع الحرم الإبراهيمي.

وأشار إلى أن دولة الاحتلال نقلت كامل الصلاحيات الإدارية على الحرم الإبراهيمي ومحيطه من مدينة القدس إلى أكثر المستوطنين تطرفًا في الخليل، وهو مجلس الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي. وهذا يعني أن المسجد الأقصى أصبح محتلًا أيضًا بعد احتلاله.

ودعا أبو هولي إلى وقفة جادة ومسؤولة تجاه هذه الاعتداءات، لإجبار الاحتلال على سحب ذراعه من هذا المكان المقدس.

كما دعا الدول العربية إلى تقديم الدعم السياسي والمالي للأونروا في ظل الأزمة المالية الحادة التي تهدد عملها. وأشار إلى أن المنظمة تتعرض لهجوم ممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى قرار الاحتلال إغلاقها بسبب تعرضها لهجوم عسكري، حيث دُمر 80% من مقراتها، واستُشهد 330 من موظفيها. كما أشار إلى قوانين الاحتلال العنصرية التي تمنع الأونروا من العمل في القدس، وتهاجمها باستمرار.


شارك