قرار إسرائيلي بالاستيلاء على عقارات فلسطينية في القدس

أعلنت محافظة القدس، الأحد، رفضها للقرار الخطير الذي اتخذه وزير الثقافة الإسرائيلي المنتهية ولايته، مئير بروش، في آخر أيامه في منصبه، بمصادرة ممتلكات فلسطينية، من منازل ومحال تجارية، في شارع باب السلسلة بالبلدة القديمة من القدس المحتلة. ووصف بروش القرار بأنه “عملية تهويد استعمارية تُقوّض جوهر الوجود العربي والإسلامي في المدينة”.
وقالت محافظة القدس في بيان نشرته اليوم على صفحتها على فيسبوك: “إن هذه الخطوة التي تأتي دون مبرر قانوني واضح أو رأي من الجهات القضائية الإسرائيلية، تمثل تصعيداً خطيراً في محاولات الاحتلال حسم قضية القدس من خلال التهجير القسري وسرقة الممتلكات وتشويه التاريخ والجغرافيا، خاصة وأن المنطقة المتضررة تقع على الطريق المؤدي مباشرة إلى المسجد الأقصى المبارك وتضم معالم إسلامية ومبانٍ تاريخية من العصرين المملوكي والعثماني”.
وأوضحت المحافظة أن “هذا القرار لا ينفصل عن سلسلة إجراءات تهويدية متسارعة في المدينة، كتوسيع الاستيطان، وتنفيذ مشاريع البنية التحتية كخط السكة الحديد الإسرائيلي المار بالأحياء الفلسطينية، وخطط تسجيل الأراضي وتحويلها من ملكية خاصة إلى ما يسمى “أملاك دولة” لخدمة المشروع الاستعماري”.
حذرت محافظة القدس من أن “تنفيذ هذا القرار سيؤدي إلى إخلاء باب السلسلة، أحد المداخل الرئيسية للمسجد الأقصى، من سكانه الفلسطينيين، وتحويله إلى ممر استيطاني مغلق يُستخدم حصريًا لاقتحامات المستوطنين. وهذا يهدد الحرية الدينية والوصول إلى المسجد الأقصى، ويهدف إلى قمع الوجود الإسلامي والمسيحي في البلدة القديمة”.
ذكرت المحافظة أن ما يُسمى “الحي اليهودي” بُني في الأصل على أراضٍ وممتلكات فلسطينية صودرت قسراً منذ عام ١٩٦٨ بذريعة “المصلحة العامة”. قبل نكبة عام ١٩٤٨، لم تتجاوز مساحته خمسة دونمات؛ ثم وُسِّعت إلى ١٣٠ دونماً على حساب ممتلكات مقدسية تعود لعائلات فلسطينية مرموقة.
وحذرت المحافظة من أن “الحديث عن مصادرة نحو 20 عقاراً في هذا الوقت يمهد الطريق لإخلاء شامل للمنطقة ويكمل خطة الاحتلال لربط ما يسمى بـ”الحارة اليهودية” بالبؤر الاستيطانية المحيطة بها ضمن خطة شاملة لتغيير هوية البلدة القديمة وفصلها عن محيطها الفلسطيني”.
أكدت محافظة القدس أن “هذه الخطوة تُمثل تصريحًا سياسيًا خطيرًا يجب أن يُقابل برفض واسع النطاق من الفلسطينيين والعرب والمسلمين”. ودعت المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة واليونسكو، إلى تحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية والضغط الفوري لوقف هذه القرارات، التي تُهدد بزعزعة استقرار المدينة، وتُمثل “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة بشأن وضع القدس”.
دعت المحافظة أهالي المدينة الصامدين، ومؤسساتها الوطنية والدينية، إلى التوحد والتصدي لهذه المخططات بالوسائل الشعبية والقانونية، والتمسك بأرضهم وهويتهم وتاريخهم. كما دعت إلى تحرك سياسي ودبلوماسي عاجل لمواجهة هذا التطور الخطير، الذي يهدد أحد أهم جوانب الوجود الفلسطيني في القدس.