فلسطين: نرفض تبعية المسجد الإبراهيمي لإسرائيل وسنتحرك لإحباط ذلك

منذ 2 أيام
فلسطين: نرفض تبعية المسجد الإبراهيمي لإسرائيل وسنتحرك لإحباط ذلك

مدير المسجد الأقصى: إسرائيل تحاول تمرير خطة تفرض واقعاً جديداً على المسجد، وهذا انتهاك صارخ. رئيس بلدية الخليل: إسرائيل تسعى للسيطرة على الحرم الإبراهيمي منذ اليوم الأول لاحتلالها الضفة الغربية.

رفض مسؤولون فلسطينيون رفضا قاطعا، وأعربوا عن قلقهم العميق، إزاء ما ورد في وسائل إعلام عبرية بشأن قرار إسرائيلي بنقل سلطة وإدارة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة من المجتمع الفلسطيني إلى مجلس استيطاني يهودي.

وقالت السلطات الإسرائيلية إن هذه الخطة “ستفرض واقعا جديدا على المسجد وتؤدي إلى السيطرة على الموقع”، ضمن سياسة التهويد التي يعاني منها المسجد منذ احتلال الضفة الغربية.

وفي تصريحات لوكالة الأناضول، نفى مدير الحرم الإبراهيمي الشريف معتز أبو سنينة، ورئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة، علاقة الحرم الإبراهيمي الشريف بالسلطات الإسرائيلية، وهددا بتصعيد الأمر وإثارته مع المؤسسات الدولية، بما فيها اليونسكو.

وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، الأربعاء، قرار إسرائيل نقل إدارة المسجد الأقصى إلى مجلس استيطاني، ووصفت الخطوة بأنها “غير مسبوقة” وتهدف إلى “تهويد الموقع وتغيير هويته”.

كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية، الثلاثاء، أن تل أبيب نقلت إدارة الحرم الإبراهيمي من مدينة الخليل الفلسطينية إلى المجلس الديني لمستوطنة كريات أربع.

وفي حين لم تقدم الصحيفة تفاصيل حول طبيعة هذه الصلاحيات (لم تصدر تعليمات رسمية)، إلا أنها ذكرت أن هدف هذا الإجراء هو “تعزيز تنفيذ التغييرات الهيكلية في الموقع”.

وتأتي هذه الخطوة الجديدة نحو التهويد في وقت ترتكب فيه إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، إبادة جماعية في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفي الوقت نفسه تشن هجوما عسكريا مدمرا على الضفة الغربية المحتلة.

فرضية الواقع الجديد

من جانبه، اعتبر مدير المسجد أن القرار يأتي في إطار محاولات إسرائيل “فرض مخطط يفرض واقعا جديدا على المسجد”. وقال إن القرار “اعتداء صارخ على المسجد والمقام المقدس الذي يعد رمز مدينة الخليل وقلبها النابض وتوأم المسجد الأقصى”.

وأضاف أبو سنينة: “إن القرار يشكل سابقة خطيرة وتعديا على صلاحيات وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية وبلدية الخليل”.

وأشار إلى أن المسجد، كما المسجد الأقصى، يتعرض لاعتداءات إسرائيلية متزايدة، خاصة منذ اندلاع حرب الإبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

إلا أنه أكد أن القرار الأخير سبقته “خطوات عديدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي للتهويد، كان آخرها تركيب أجهزة إنذار للحريق خلال إغلاق المسجد الأقصى لمدة 12 يوماً خلال الحرب مع إيران (يونيو/حزيران الماضي)”.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال قامت أيضاً “بأعمال حفر وتركيب مصعد”، حيث تهدف كل هذه الإجراءات إلى “تغيير مظهر المسجد لخدمة الاحتلال ومستوطنيه”.

وأشار أبو سنينة إلى أن إسرائيل “تغلق الأبواب والمقامات والأقبية في المسجد ضمن انتهاكاتها المتكررة”.

وعن مخاوفه من تأثير هذا القرار، قال: “إن الاحتلال الإسرائيلي في الواقع يحاول السيطرة على المسجد وتوسيع نفوذه عليه بعد أن قسمه عام 1994 إثر مجزرة نفذها متطرف إسرائيلي، ما أعطى تل أبيب السيطرة على 63% من المسجد”.

جاء التقسيم عقب مذبحة نفذها المستوطن باروخ غولدشتاين، قُتل فيها 29 فلسطينيًا أثناء صلاة الفجر. وقررت لجنة إسرائيلية لاحقًا إغلاق المسجد تمامًا أمام المسلمين عشرة أيام سنويًا في الأعياد اليهودية، وأمام المستوطنين عشرة أيام سنويًا في الأعياد الإسلامية.

وأضاف: “هناك بالفعل مخاوف من فرض واقع جديد على المسجد، رغم أننا نقول إن الموقع معترف به من قبل المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية، بما في ذلك اليونسكو، كأصل إسلامي بحت لا حق لليهود فيه”.

وأشار إلى أن الجهات الرسمية الفلسطينية المختصة “ستسعى جاهدة إلى إحالة هذا الأمر إلى الجهات الدولية والقانونية لمنع تهويد المسجد”.

في يوليو/تموز 2017، أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو الحرم الإبراهيمي “تراثاً ثقافياً فلسطينياً”.

مقاومة القرار

من جانبه، أعرب رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة عن رفضه “المطلق” للقرار الإسرائيلي، وقال إن كافة الأطراف الفلسطينية، بما فيها مدينة الخليل، “ستقاوم بكل الوسائل الممكنة”.

واعتبر القرار تأكيداً على أن “السلطات الإسرائيلية تسعى للسيطرة على الحرم الإبراهيمي منذ اليوم الأول لاحتلالها للضفة الغربية، بزعم أنه مكان مقدس لوجود قبر النبي إبراهيم عليه السلام”.

وأضاف: “ليس لهم أي حق في المسجد، فهو مؤسسة إسلامية بحتة. سنعارض القرار إذا أُعلن رسميًا، وسنتابعه مع اليونسكو”.

وفي هذا السياق أكد رئيس البلدية أن “قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل انتهاك كافة المواثيق الدولية، لأنه بسبب الدعم الأمريكي اللامحدود لا يوجد من يحاسبها على هذه الجرائم، خاصة في ظل المجازر التي ترتكبها في قطاع غزة”.

وبحسب صحيفة “يسرائيل هيوم”، فإن هذه هي المرة الأولى منذ قرارات ما يسمى “لجنة شمغار” في عام 1994، التي يتم فيها إجراء تغييرات جذرية في الحرم الإبراهيمي.

وأوصت اللجنة في ذلك الوقت بتقسيم الحرم الإبراهيمي إلى 63% لليهود و37% للمسلمين.

وبحسب الصحيفة فإن الإدارة المدنية تسعى منذ فترة طويلة إلى إجراء تغييرات جوهرية في الحرم الإبراهيمي.

وتضمنت هذه التغييرات إعادة تسقيف الحرم وبناء سقف لساحة يعقوب، حيث يصلي اليهود 90% من أيام السنة، بحسب الصحيفة.

يقع الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة بمدينة الخليل، الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية. ويؤوي حوالي 400 مستوطن، يحرسهم حوالي 1500 جندي إسرائيلي.

وبموجب اتفاقية الخليل لعام 1997 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، تم تقسيم المدينة إلى منطقتين H1 وH2، ومنحت القوة المحتلة السيطرة الكاملة على البلدة القديمة، بما في ذلك الحرم الإبراهيمي.

أصدرت وزارة الأوقاف الفلسطينية عدة بيانات قالت فيها إن الانتهاكات الإسرائيلية ضد الحرم الإبراهيمي “تصاعدت” منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو بداية الإبادة الجماعية، وبدأت بإغلاق المسجد “حتى إشعار آخر”.

وشملت المخالفات أيضًا “عددًا من الأعمال التي من شأنها تغيير معالم المسجد، مثل سقف قبة الصحن، بالإضافة إلى الحفريات”.

وبالتزامن مع هذه الانتهاكات، نفذ مستوطنون إسرائيليون برفقة وزير الأمن القومي اليميني إيتمار بن جفير، اقتحامات واسعة للمسجد، حيث أقاموا احتفالات ورقصات تلمودية.


شارك