توقعات بتراجع أسعار النحاس عالميا مع تفعيل الرسوم الأمريكية بـ50% على المعدن

عزام: فجوة تاريخية في أسعار النحاس بين بورصتي نيويورك ولندن حنفي: الرسوم ستضغط على الصادرات المصرية.
يعتقد بعض الخبراء والمصنعين أن الرسوم الجمركية البالغة 50% التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على واردات النحاس ستؤدي إلى ارتفاع أسعار النحاس في السوق الأمريكية، وتعطيل سلاسل التوريد، وارتفاع الأسعار العالمية. إلا أن تطبيق القرار سيؤدي إلى زيادة العرض، في ظل تراجع الطلب الأمريكي، وتوقع انخفاض الأسعار العالمية.وفي الأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الأميركي فرض تعريفات جمركية بنسبة 50% على النحاس، اعتبارا من الأول من أغسطس/آب.أدت تهديدات ترامب إلى تفاقم المخاوف بشأن نقص النحاس في الولايات المتحدة، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار هناك وزيادة تحويلات الأسهم من بورصة لندن للمعادن إلى الولايات المتحدة. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار النحاس العالمية بأكثر من 23% منذ بداية عام 2025. وارتفع سعر النحاس لأجل ثلاثة أشهر 0.07 بالمئة إلى 9667.5 دولار للطن في بورصة لندن للمعادن، في حين انخفض العقد الأكثر تداولا في بورصة شنغهاي للعقود الآجلة 0.37 بالمئة إلى 78240 يوان (10915.03 دولار).قال أحمد عزام، رئيس قسم الأبحاث في مجموعة إكويتي، إن فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس يمثل تصعيدًا جديدًا في قطاع حساس يُمثل مؤشرًا على النشاط الصناعي. وأضاف أن مضاعفة تكاليف دخول السوق الأمريكية تتطلب إعادة تقييم سلاسل التوريد الصناعية، من المركبات الكهربائية إلى شبكات الطاقة المتجددة، مما يدفع الشركات إلى مراجعة خططها الاستثمارية.وأشار إلى أن القرار خلق فجوة تاريخية بين أسعار النحاس في بورصتي نيويورك ولندن للمعادن. ارتفعت عقود سبتمبر في نيويورك بينما انخفض سعرها الفوري في لندن. واتسع الفارق إلى أكثر من 700 دولار للطن، وهو أعلى مستوى مسجل على الإطلاق. وهذا أتاح إمكانية المراجحة، أي شراء النحاس في لندن وبيعه في نيويورك. يتوقع عزام ارتفاع أسعار النحاس. ومن المتوقع أن يتراوح سعر عقود سبتمبر في بورصة نيويورك التجارية بين 11,900 و13,000 دولار للطن، مع تسارع الطلبات المسبقة على شحنات النحاس إلى الولايات المتحدة قبل تطبيق الرسوم الجمركية في الأول من أغسطس. ومع ذلك، بمجرد دخول القرار حيز التنفيذ، من المتوقع أن ينخفض سعر المعدن إلى ما بين 10,800 و11,400 دولار للطن بنهاية الربع الثالث، وسيتقلص فارق المراجحة مع بورصة لندن.أوضح ميشيل صليبي، كبير محللي السوق في FxPro، أن فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس سيزيد التكاليف ويعزز الطلب في السوق الأمريكية. سيؤثر ذلك على سلاسل التوريد ويرفع الأسعار العالمية، حيث ستُؤخذ المخاطر الجيوسياسية والتجارية، بالإضافة إلى سلوك المضاربين، في الاعتبار في الأسواق. وأضاف صليبي أن الصناعات المعتمدة على النحاس، مثل البناء والطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية، ستواجه ارتفاعًا في تكاليف الإنتاج. وقد يُجبر هذا الشركات الأمريكية إما على تحميل المستهلكين بعض التكاليف أو خفض الإنتاج، مما سيؤثر سلبًا على فرص العمل والنمو الاقتصادي.من المرجح أن يُقلل تطبيق القرار من الطلب الأمريكي على المعدن، مما قد يؤدي إلى زيادة المعروض وانخفاض الأسعار. ويعتمد ذلك على قدرة الدول المُصدّرة على تحويل صادراتها إلى أسواق أخرى. وإذا لم تتمكن الأسواق البديلة من استيعاب الكميات الفائضة، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض مؤقت في الأسعار بسبب فائض المعروض.وأكد أن أسعار النحاس تتأثر بالتوقعات المستقبلية وسلوك المضاربين. فإذا ظهرت بوادر فائض في المعروض، فسيكون الاتجاه نحو البيع، مما سيفاقم الاتجاه الهبوطي. ومع ذلك، هناك عوامل قد تعكس هذا السيناريو، مثل انقطاعات مفاجئة في الإمدادات أو زيادة غير متوقعة في الطلب من الصين، وخاصةً من قطاع الطاقة المتجددة. وهذا قد يساعد على امتصاص الفائض ومنع انخفاض كبير في الأسعار.صرح محمد حنفي، المدير التنفيذي لغرفة الصناعات المعدنية بجمعية الصناعات المصرية، بأن فرض الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات النحاس سيكون له أثر إيجابي على أسعار السوق العالمية. وتوقع انخفاض الطلب الأمريكي على النحاس، وزيادة المعروض العالمي، وبالتالي انخفاض الأسعار. وأكد أن القرار لن يؤدي إلا إلى زيادة أسعار النحاس في الولايات المتحدة.وأشار إلى أن التأثير السلبي للقرار سينعكس على حجم الصادرات المصرية من منتجات النحاس إلى السوق الأمريكية، بما في ذلك صناعة الكابلات.وأكد أن أسعار النحاس العالمية مستقرة حاليًا، وإن كانت مرتفعة، وتتراوح بين 9500 و9600 دولار أمريكي للطن، بينما تتراوح الأسعار المحلية بين 500 و600 ألف جنيه مصري للطن، حسب نوع المنتج. وأوضح أن الأسعار المحلية مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالأسعار العالمية، لا سيما في ظل اعتماد الصناعة المحلية على المواد الخام المستوردة نظرًا لقلة الإنتاج المحلي.أوضح محمد المهندس، رئيس غرفة المهندسين الميكانيكيين باتحاد الصناعات المصرية، أن مصر ليست منتجًا للنحاس، وبالتالي لا تتأثر مباشرةً بالرسوم الجمركية الأمريكية. ومع ذلك، تتأثر بعض المنتجات التصديرية المحتوية على النحاس.أشار المهندس إلى أن حالة عدم الاستقرار العالمي الراهنة تُصعّب التنبؤ بتطورات الأسعار في الفترة المقبلة. وأوضح أن الأسعار في السوق المحلية حافظت على استقرارها حتى الآن. ويتساءلون عن نتيجة القرار ومدى تفاعل السوق معه خلال الفترة المقبلة، وتأثيره على سلاسل التوريد العالمية. وأضاف أن الأسعار المحلية مرتبطة باتجاهات الأسعار العالمية، سواءً في الارتفاع أو الانخفاض.ارتفعت أسعار النحاس في السوق المحلية بنسبة 28% خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث وصل سعر الطن إلى 510 آلاف جنيه، مقابل 367 ألف جنيه بنهاية العام الماضي. يُستخدم النحاس في العديد من الصناعات، وخاصةً الاستراتيجية، مثل الهندسة الميكانيكية، والأجهزة الكهربائية، وتكييف الهواء. كما يُعدّ المادة الخام الأهم في إنتاج الكابلات الكهربائية.