مؤتمر بوجوتا الطارئ.. دعوات لعقد قمة سلام عالمية لدعم فلسطين ونزع السلاح النووي من إسرائيل

اجتمع ممثلو أكثر من 30 دولة، الثلاثاء، في بوغوتا بكولومبيا، لحضور مؤتمر طارئ لمدة يومين لدعم غزة ووقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.
تم عقد المؤتمر الطارئ في بوغوتا من قبل كولومبيا إلى جانب جنوب أفريقيا كجزء من مجموعة لاهاي، وهي مجموعة مكونة من تسع دول ملتزمة بدعم القضية الفلسطينية من خلال القانون الدولي والمحاكم الدولية.
• مصر تحضر مؤتمرا طارئا في بوغوتا لدعم غزة
شاركت مصر في المؤتمر الطارئ في بوغوتا، وحضر السفير المصري في بوغوتا الجلسة الافتتاحية، ورُفع العلم المصري إلى جانب أعلام الدول المشاركة تضامنًا مع أهالي قطاع غزة، وللمطالبة بوقف الجرائم الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
• قطع العلاقات مع إسرائيل
وفي أثناء المؤتمر، تعهدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي، بمواصلة عملها، قائلة إن “القانون الدولي يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه خيار انتقائي، مفروض على الضعفاء ويتجاهله الأقوياء”.
دعت ألبانيز جميع الدول إلى “مراجعة وقطع جميع علاقاتها مع إسرائيل فورًا”. كما دعت الحكومات إلى مراجعة علاقاتها العسكرية والاستراتيجية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، بما في ذلك الواردات والصادرات. وأفاد موقع دروب سايت نيوز: “يجب إنهاء هذه العلاقات فورًا. وبكل وضوح، أعني قطع العلاقات مع إسرائيل ككل”.
قالت لموقع دروب سايت نيوز في مؤتمر صحفي عُقد يوم الثلاثاء ردًا على سؤال حول المفاوضات بين حماس وإسرائيل: “لا يوجد ما يمكن التفاوض عليه. يجب على إسرائيل الانسحاب الكامل وغير المشروط من غزة. هذا هو الأهم. ويجب على إسرائيل أن تدفع للفلسطينيين تعويضات ضخمة عن أفعالها”.
• اتخاذ إجراءات جماعية فعالة لإنهاء العدوان المستمر
وفي كلمته، قال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو إن هذه الخطوة تمثل انتقالا من “الإدانة اللفظية” إلى “العمل الجماعي الفعال” لإنهاء “العدوان المستمر”.
• فنزويلا تدعو إلى عقد قمة سلام عالمية لدعم فلسطين
أعرب رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية، نيكولاس مادورو، عن تضامن بلاده مع الشعب الفلسطيني، وأدان ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية المستمرة” التي تُرتكب بحقه. ودعا إلى عقد قمة عالمية كبرى للسلام ومقاومة الحرب الإسرائيلية على غزة. والهدف هو إيجاد حل مشترك وحاسم يُنهي مجزرة الشعب الفلسطيني، ويحرم النظام الإسرائيلي من أسلحته النووية، ويُلزمه بالخضوع للنظام القانوني الدولي.
• خطة ممنهجة لتدمير شعب ومحو هويته وذاكرته.
في خطاب ألقاه في مؤتمر الأزمة في بوغوتا، أعلن أن ما يجري في غزة ورفح ونابلس، وفي فلسطين كلها، وخاصة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ليس صراعًا بين طرفين، بل “خطة ممنهجة لتدمير شعب ومحو هويته وذاكرته، وجريمة ضد الإنسانية، يغذيها التدفق المستمر للأسلحة والأموال وتقنيات المراقبة والحماية الدبلوماسية من القوى الغربية”. وأشار إلى مقتل نحو 60 ألف شهيد و138 ألف جريح، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة. وأعرب عن استيائه من “تقاعس العالم في مواجهة أكبر جريمة في التاريخ المعاصر، الإبادة الجماعية المستمرة ضد فلسطين”.
وأضاف: “إن الإبادة الجماعية الحالية ليست ظاهرة جديدة، بل تعود جذورها إلى عام ١٩٤٨، مع بداية الاحتلال الصهيوني وتهجير الشعب الفلسطيني قسرًا من أرضه، وإقامة نظام استعماري إجرامي استخدم التهجير والقمع والحصار والإرهاب سياسةً للدولة”.
وأضاف أن “كل قنبلة تسقط على مستشفى أو مدرسة أو منزل فلسطيني لا تقتل أرواحاً بريئة فحسب، بل تدمر أيضاً أسس السلام العالمي وتقوض الشرعية الدولية وتهدد مستقبل نظام الأمم المتحدة نفسه”، مشيراً إلى أنه “لا توجد شرعية لنظام يمكنه التسامح مع مثل هذا الإفلات من العقاب”.
• فشل المؤسسات الدولية في دعم فلسطين
انتقد الرئيس الفنزويلي فشل المؤسسات الدولية، وخاصة محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، في حماية الإنسانية. وقال إنها تصرفت “ببطء مخجل، إن لم يكن بإهمال مطلق”. وأضاف أنها “استعمرتها المصالح الغربية، وأصبحت أدوات للضغط على الضعفاء بدلًا من محاسبة الأقوياء”. وأضاف: “العدالة الدولية تُختطف اليوم”.
وفي هذا السياق، أكد مادورو على ضرورة إصلاح البنية القانونية الدولية التي وصفها بـ”الاستعمار المؤسسي”، وأكد مجددا أن “فلسطين لها الحق في الوجود والمقاومة والعيش بحرية في دولة ذات سيادة كاملة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي”.
كما أعرب عن دعمه للمقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيزي، مشيدا بشجاعتها في فضح انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأدان “الاعتداءات والتهديدات التي تتعرض لها”.
• القضية الفلسطينية هي صراع أخلاقي عالمي.
دعا مادورو إلى “حلّ عادل ودائم ينبع من الشعب، لا من النخب التي تستفيد من الحروب”، مؤكدًا أن “القضية الفلسطينية ليست قضية إقليمية أو دينية، بل هي صراع أخلاقي عالمي، والدفاع عنها هو دفاع عن الإنسانية نفسها. الصمت في وجه هذا يُعدّ خيانةً لروح جميع الشعوب التي ناضلت من أجل استقلالها وكرامتها”.
وفي الختام، أكد الرئيس الفنزويلي التزام بلاده الثابت بدعم فلسطين، قائلاً: “فلسطين ليست وحدها. لقد كانت فنزويلا وستظل دائمًا إلى جانبها. ستعيش فلسطين. ستنتصر فلسطين”.
• دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير
وبحسب بيانها الأولي، فإن هدف مؤتمر بوغوتا الطارئ هو الرد على انتهاكات إسرائيل المستمرة والمتصاعدة للقانون الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك جريمة الإبادة الجماعية، والتركيز على العمل القانوني والدبلوماسي المنسق لإنهائها.
سيتناول الاجتماع الطارئ، الذي سيضم دولًا من جميع الأعضاء المؤسسين لمجموعة لاهاي وخارجها، الالتزامات القانونية للدول المنصوص عليها في الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر في يوليو/تموز 2024. وتشمل هذه الالتزامات وقف جميع التدابير “التي تساهم في إدامة الوضع غير القانوني الذي أوجدته إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة”، ودعم الإعمال الكامل لحق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير.
ومن المتوقع أن تعلن البلدان في مؤتمر بوغوتا عن تدابير ملموسة لتطبيق القانون الدولي من خلال العمل المنسق بين الحكومات لإنهاء الإبادة الجماعية وضمان العدالة والمساءلة.
أُنشئت مجموعة لاهاي في لاهاي في 31 يناير/كانون الثاني 2025 من قِبل دولة بوليفيا المتعددة القوميات، وجمهورية كولومبيا، وجمهورية كوبا، وجمهورية هندوراس، وماليزيا، وجمهورية ناميبيا، وجمهورية السنغال، وجمهورية جنوب أفريقيا، ردًا على الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي في الأرض الفلسطينية المحتلة. وتتولى كولومبيا وجنوب أفريقيا حاليًا رئاسة المجموعة.