حوادث الطرق.. الحزب المصري الديمقراطي يوصي ببرنامج قومي لتحسين البنية وتغيير تشريعي لإنقاذ الأرواح

منصور: هناك عيوب إنشائية في الطرق وليست مطابقة للمواصفات.
الجزار: ناقشنا الأدوات التشريعية المناسبة ونطالب بتعديل قانون المرور لسنة 1973
واتفق ممثلو الحزب المصري الديمقراطي على ضرورة إدراج السلامة المرورية ضمن أولويات سياسة الدولة، إلى جانب تفعيل الاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية.
أوصى الحزب بإصدار مرسوم حكومي بإنشاء هيئة وطنية للسلامة المرورية تابعة لرئاسة الوزراء. كما أوصى بإنشاء هيئة انتقالية لتتولى مهام المجلس الوطني الحالي حتى اكتماله، وإطلاق برنامج وطني لتحسين جودة البنية التحتية للطرق.
ويأتي ذلك في إطار مشاورات الحزب مع السلطات التشريعية والتنفيذية والمجتمع المدني لترجمة التوصيات المقترحة في أعقاب حوادث الطرق السريعة المميتة المتكررة إلى تدابير عملية قابلة للتنفيذ.
صرح النائب إيهاب منصور، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي بمجلس النواب، لصحيفة الشروق، بأن أسباب الحوادث تعود إلى مشاكل إنشائية في الطريق نفسه، منها عدم مطابقة مواد البناء للمواصفات، أو رداءة المواد، أو قلة مهارة المعدات أو العمال.
أوضح منصور أن العامل الثاني المؤثر على السلامة المرورية وأسباب الحوادث هو جودة المركبات، فكثير منها يقود بدون لوحات ترخيص أو فرامل سليمة، مما يُصدر عوادم سامة. ودعا إلى إيقاف هذه المركبات فورًا.
وأوضح منصور أن العامل الثالث هو تعاطي المخدرات بين السائقين، والذي تم رصده من خلال حملات مكثفة. وأكد على ضرورة تكثيف الحملات التوعوية للحد من معدلات تعاطي المخدرات، التي تتجاوز الآن 50% بين سائقي الشاحنات ومركبات النقل الثقيل.
نظم الحزب الديمقراطي المصري ورشة عمل موسعة جمعت عددا من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ وممثلي المجتمع المدني البارزين وخبراء في الموضوع لمناقشة التدابير الوطنية اللازمة لضمان نظام متكامل ومستدام للسلامة على الطرق في مصر.
استندت المناقشات إلى ورقة استراتيجية شاملة أعدتها مؤسسة ندى، التي تعمل على الحد من حوادث المرور. تناولت الورقة حجم الأزمة الحالية، والحاجة إلى تغيير جذري في معالجة هذه القضية الحرجة، وتطبيق نهج “نظام آمن” يركز على منع الإصابات الشخصية الناجمة عن حوادث المرور وتجنبها.
وقالت النائبة سميرة الجزار عضو مجلس النواب عن الحزب إن ممثلي الحزب ناقشوا خلال الورشة الأدوات القانونية المناسبة لمواجهة حوادث المرور وقدموا عدة توصيات.
وأضافت في تصريحات لـ”الشروق” أن الكتلة البرلمانية للحزب ستقدم هذه الأدوات إلى البرلمان عند انعقاده في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
صرحت الجزار بأن من أهم توصيات الورشة ضرورة إعادة هيكلة المجلس الوطني للسلامة المرورية، نظرًا لتوقفه عن العمل. كما أكدت على ضرورة مواءمة مواصفات بناء الطرق والجسور مع الكود المصري، الذي يضع معايير البناء. وأضاف الجزار أن التوصيات تضمنت من بين أمور أخرى ضرورة التزام المركبات بالسرعات المحددة حسب نوع الطريق، وتركيب أنظمة مراقبة إلكترونية على الطرق السريعة لتقليل عدد الحوادث، وإدخال الرقابة في ترسية مشاريع الطرق والكباري لتقييم مدى التزامها بالكود المصري.
وأكدت على ضرورة تطوير برامج تدريب وإعادة تأهيل السائقين، وإجراء اختبارات المخدرات، وتركيب علامات واضحة على الطرق السريعة والتقاطعات، ونشر طائرات الإنقاذ المروحية.
كما أكد الجزار على ضرورة إرساء منظومة جديدة للسلامة المرورية تُكمّل منظومة الطرق الحديثة في الدولة. وأشار إلى أن ذلك يمكن تحقيقه مبدئيًا بتعديل قانون المرور الصادر عام ١٩٧٣.