المسلماني: نمتلك تراثا دراميا وإذاعيا نادرا ونعمل على إحيائه عبر خطة تطوير شاملة لماسبيرو

منذ 7 ساعات
المسلماني: نمتلك تراثا دراميا وإذاعيا نادرا ونعمل على إحيائه عبر خطة تطوير شاملة لماسبيرو

نظمت كلية الإعلام والاتصال الجماهيري بالجامعة البريطانية في مصر حلقة نقاشية حول “تعزيز قيم الخدمة العامة في استراتيجيات الإعلام الوطنية بين الأكاديميين وصناع السياسات”.

حضر العشاء الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، والدكتور محمد لطفي رئيس الجامعة البريطانية، والدكتورة ودودة بدران نائب رئيس الجامعة، والدكتور عادل صالح عميد كلية الإعلام بالجامعة، بالإضافة إلى نخبة من خبراء الإعلام والعلوم السياسية وأساتذة من جامعة القاهرة والجامعة الأمريكية وأساتذة الجامعات الأخرى.

 

-الجامعة البريطانية: الشراكة المجتمعية ودعم الإعلام الوطني

في كلمته، أكد الدكتور محمد لطفي أن الجامعة البريطانية تأسست بهدف خدمة المجتمع، مؤكدًا تعاونها مع الهيئة الوطنية للإعلام لتحقيق هذا الهدف المشترك. وأشار إلى شركات إعلامية ناجحة استندت استقلاليتها إلى دعم المجتمع، مثل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في لندن، وشركات إعلامية أخرى في دول أخرى، مثل شبكة فينيكس في الصين، التي كانت مملوكة سابقًا لروبرت مردوخ. وقد أدركت الحكومة الصينية نهج الشبكة، وقرر البنك المركزي الصيني الاستحواذ عليها للوفاء بمسؤوليته الاجتماعية.

أكد أن الإعلام يتحمل مسؤولية اجتماعية، وأن المصداقية أساس هذه المسؤولية. وأشار إلى أننا شهدنا انهيار العديد من القنوات التلفزيونية نتيجة افتقارها للمصداقية في نقل الحقيقة للمجتمع. وأكد أن استقلالية الإعلام تضمن خدمة المجتمع، بعيدًا عن المصالح الشخصية. وأعرب عن تفاؤله بالتزام الكاتب أحمد المسلماني باستقلالية الإعلام الرسمي، وأشاد بالخطوات الملموسة التي اتخذها لتطوير مختلف جوانب ماسبيرو فور توليه رئاسة الهيئة الوطنية للإعلام.

أكدت الدكتورة ودودة بدران أن العلوم الاجتماعية كالسياسة والاقتصاد والقانون والإعلام والعلوم الإنسانية جزء لا يتجزأ من الحياة الاجتماعية. وأوضحت أن الجامعة البريطانية تسعى جاهدةً لمعالجة القضايا الاجتماعية، وتؤمن بمسؤوليتها التربوية والاجتماعية. وأشارت إلى نهج رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، الذي جمع في دراسته بين الاقتصاد والعلوم السياسية والإعلام.

 

-قيم ومعايير الإعلام العام: رؤية كلية الإعلام

في كلمةٍ بعنوان “قيم ومعايير الإعلام العام”، أكّد الدكتور عادل صالح، عميد الجامعة، أن المؤتمر يُعقد بهدف إشراك جميع الأطراف المعنية الأربعة: مراكز البحوث والدراسات، والمجتمع المدني، والجهات الحكومية. وأشار إلى أن النهضة التنموية ترتكز على ثلاثة عناصر: التعليم، والإعلام، واللامركزية.

وأكد أن الجامعة ستواصل مناقشة الحوار واستكشاف العلاقة بين الإعلام والمجتمع. تأسست الجامعة البريطانية كمشروعٍ للراحل محمد فريد خميس لخدمة المجتمع. وأشار إلى أن المرحلة الثانية من تأسيس الجامعة تتجلى الآن في دورها في الحوار الاجتماعي وانخراطها في القضايا الاجتماعية ذات الصلة. وبذلك، تسعى الجامعة إلى تجاوز حدود قاعة المحاضرات والتواجد في المجتمع لتحقيق أهدافها.

أكد على دور الإعلام في بناء الأنظمة السياسية، مشيرًا إلى أن العديد من هذه الأنظمة كانت حاضرة في أذهان الإعلام، بل كانت شريكًا أساسيًا فيها. وأضاف أن الإعلام الرسمي ضرورة سياسية تنموية، مرتبطة بتحقيق نهضة اجتماعية وسياسية واقتصادية.

وأشاد بالتجربة الألمانية في قطاع الإعلام الخدمي العام والتي بدأت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وأشار إلى الاهتمام الكبير من قبل كلية الإعلام في الجامعة البريطانية بالمشاركة في التحول الذي يشهده قطاع الإعلام الخدمي العام حالياً والمتمثل في دور الهيئة الوطنية للإعلام.

وقال: “نسعى لدعم محتوى هذا الحوار وترجمته إلى مشاريع تعاونية مع الهيئة الوطنية للإعلام وشركاء آخرين. وبهذه الطريقة، سنساهم في بناء نموذج إعلامي وطني أكثر شمولية وقادر على مواكبة التغيير. وسنتخذ من هذه التجربة نقطة انطلاق لحوار وطني مستدام”.

 

المسلماني: خطة مدتها أربع سنوات لتطوير ماسبيرو وإطلاق ماسبيرو بلس.

من جانبه، شكر الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجامعة البريطانية على مبادرتها بهذا الحوار، وأكد على أهمية التعاون المقرر بين الهيئة الوطنية للإعلام والجامعة في مختلف المجالات الإعلامية، ومنها تدريب الطلاب وإيفاد محاضرين متخصصين في الإعلام من خلال أكاديمية ماسبيرو.

أوضح أنه عند توليه رئاسة الهيئة الوطنية، وضع خطةً رباعية لتطوير ماسبيرو. بدأت هذه الخطة بحملة لتطوير عدة قنوات، مثل القناة الأولى، ونايل نيوز، ونايل إنترناشونال؛ وإعادة بث عدة قنوات مصرية عبر الكابل في أمريكا، ومحطات إذاعية مثل إذاعة القرآن الكريم؛ وإنشاء محطات إذاعية جديدة مثل إذاعة دراما إف إم.

قال: “لدينا تراث مسرحي غني، يضم أكثر من 2000 مسلسل إذاعي لنجوم وكتاب ومخرجين معروفين. ولدينا حاليًا أكثر من 1000 تلاوة قرآنية نادرة لقراء معروفين لم تُبث من قبل. ونعمل على تحسين جودتها لتُعرض على الشبكة القرآنية”. وأشار إلى أن الخطة تشمل، إلى جانب التطوير، مجال الإنتاج المسرحي، مؤكدًا أن هناك إنتاجات تلفزيونية قيد الإعداد، منها مسلسل عن طلعت حرب وآخر عن حياة الدكتور مجدي يعقوب.

أعلن المسلماني عن إطلاق منصة “ماسبيرو بلس” كأحد الفروع الجديدة التي تواكب تطورات العصر. وأكد أن ماسبيرو تمتلك الموارد المالية والبشرية اللازمة لتشغيل الإعلام العام بنجاح. فإلى جانب نايل سات والشركة المصرية للقنوات الفضائية، تمتلك الشركة فروعًا إنتاجية مثل مدينة الإنتاج الإعلامي، التي تمتلك فيها الحصة الأكبر، وشركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات. وأضاف أن القيادة الجديدة للشركة تتكون من شباب وأبناء ماسبيرو. وقد بدأت بالفعل خطوات نحو طرح إعلام عام يعكس التغيرات الراهنة، وسيتم إطلاق أكثر من برنامج جديد خلال الأيام المقبلة.

 

المناقشات والتوصيات النهائية

عُقدت حلقة نقاشية أدارتها الدكتورة أماني مسعود، رئيسة قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة. ناقش عدد من خبراء الإعلام وأساتذة الجامعات مفهوم الإعلام العام، وقدّموا آراءهم حول الضمانات اللازمة لتقديم خدمة اجتماعية.

في ختام حلقة النقاش، أعلن الدكتور حسن عماد مكاوي، رئيس قطاع الإعلام بالمجلس الأعلى للجامعات، التوصيات. كما كرّم الدكتور محمد لطفي، رئيس الجامعة البريطانية، والدكتور عادل صالح، عميد كلية الإعلام والاتصال الجماهيري، الكاتب أحمد المسلماني، ومنحه شارة الجامعة.

 


شارك