3 قوانين في انتظار تصديق الرئيس السيسي.. كيف ناقشها مجلس النواب؟

منذ 4 ساعات
3 قوانين في انتظار تصديق الرئيس السيسي.. كيف ناقشها مجلس النواب؟

أقرّ مجلس النواب عددًا من مشاريع القوانين في جلسته الخامسة، التي اختتمت الثلاثاء الماضي برئاسة الدكتور حنفي جبالي. ولا يزال بعض هذه المشاريع بحاجة إلى تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل نشرها في الجريدة الرسمية ودخولها حيز النفاذ.

يُنظّم النظام الداخلي لمجلس النواب ضوابط إقرار القوانين. تنصّ المادة 177 على أن “لرئيس الجمهورية حقّ إقرار القوانين أو الاعتراض عليها، وفقًا للمادة 123 من الدستور”.

إذا اعترض الرئيس على مشروع قانون أقره مجلس النواب وأعاده إليه خلال ثلاثين يومًا من تاريخ إخطاره، فعليه إخطار رئيس مجلس النواب باعتراضه وأسبابه. فإذا لم يُعِد المشروع إلى مجلس النواب خلال تلك المدة، أصبح قانونًا ويُقرّ.

في حال اعتراض رئيس الجمهورية، يعقد المجلس اجتماعًا طارئًا، وله أن يطلب رأي رئيس مجلس الوزراء. ويحيل المجلس الاعتراض والآراء المصاحبة له إلى اللجنة العامة في الاجتماع نفسه، التي تتولى دراسة المشروع المطعون فيه، والمبادئ والنصوص المطعون فيها، وعند الاقتضاء، الأسباب الدستورية أو التشريعية.

يُرفع تقرير هيئة الرئاسة إلى المجلس للنظر فيه بشكل عاجل. إذا أقرّ المجلس مشروع القانون المعترض عليه بأغلبية ثلثي أعضائه، يُصبح قانونًا ويُصدر.

• أولاً، مشروع قانون الإجراءات الجنائية

في 29 أبريل/نيسان، اعتمد مجلس النواب نهائيًا مشروع قانون الإجراءات الجنائية، الذي أعدته لجنة فرعية عيّنها رئيس المجلس. وشارك في صياغته ممثلون عن النيابة العامة، والسلطة القضائية، ونقابة المحامين، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وجميع الجهات ذات الصلة.

استغرق عمل اللجنة قرابة ثمانية عشر شهرًا لإنجاز مشروع القانون. ناقشته لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، واعتمدته بعد إدخال عدة تعديلات عليه. وبدأت مناقشة مشروع القانون في الجلسة العامة.

ويتضمن مشروع القانون أكثر من 500 مادة تنظم إجراءات التحقيق والمحاكمة وشهادة الشهود والاعتقالات ومراقبة الحبس الاحتياطي وإجراءات المحاكمة.

كان مشروع القانون قد أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الصحفية والقانونية، لا سيما فيما يتعلق ببعض الأحكام المتعلقة بالصحافة. على سبيل المثال، تشترط المادة 266 من التعديل الدستوري الحصول على موافقة كتابية من رئيس الدائرة بعد استشارة النيابة العامة لنقل أو بث وقائع المحاكمة.

وتنص المادة 523 من مشروع القانون على التعويض عن الحبس الاحتياطي: “إذا كانت الواقعة محل النزاع معاقباً عليها بالغرامة أو بجريمة معاقب عليها بالحبس مدة لا تقل عن سنة، وكان للمتهم محل إقامة دائم ومعروف في جمهورية مصر العربية”، تتحمل الخزانة العامة للدولة التعويض.

وشملت قضايا التعويض أيضاً إصدار أمر نهائي يقضي بعدم وجود أساس لبدء إجراءات جنائية بسبب عدم صحة الحادث، وإصدار حكم نهائي بتبرئة المتهم من جميع التهم على أساس أن الحادث لم يكن جنائياً أو غير صحيح، أو لأسباب أخرى غير حالات البطلان أو الشك في صحة التهمة أو أسباب القبول أو الإعفاء من العقوبة أو العفو أو الإعفاء من المسؤولية.

تُنظّم المادة 525 من مشروع القانون إجراءات التحقيق عن بُعد وإجراءات المحاكمة. وتُراعى القواعد والآجال التي يُحدّدها القانون، وتُستخدم تقنيات الاتصال الحديثة لضمان سرية التحقيقات، ونشر المرافعات، وشفافية المواجهة بين الخصوم.

– ثانياً، التغييرات في الإيجار القديم

وافق مجلس النواب على مشروع القانون المقدم من الحكومة لتعديل قوانين الإيجار السكني وغير السكني القديمة للأشخاص الطبيعيين. وقد أثارت هذه التعديلات جدلاً واسعاً لا يزال مستمراً حتى اليوم، ودعوات لرئيس الجمهورية بعدم التصديق عليها.

وقد عدلت الحكومة النسخة الأولى من مشروع القانون بعد حوار عام أجراه المجلس، ضم خبراء قانونيين وممثلين عن الملاك والمستأجرين.

مدّدت التعديلات الأخيرة فترة انتقال عقود الإيجار السكنية من خمس إلى سبع سنوات، وفترة انتقال عقود الإيجار غير السكنية من ثلاث إلى خمس سنوات. كما أضافت الحكومة بندًا يمنح المستأجرين المتضررين من هذا المشروع حق السكن في مشاريع البناء الحكومية.

ووفقاً للمادة الثالثة من مشروع القانون، تنشأ بقرار من المحافظ المختص لجان حصر في دائرة كل محافظة تختص بتقسيم المناطق التي تحتوي على أماكن مؤجرة لأغراض السكن خاضعة لأحكام هذا القانون إلى مناطق محددة ومتوسطة واقتصادية، على أن يراعى في التقسيم معايير الموقع الجغرافي ونوع المنطقة والشارع الذي يقع عليه العقار ومستوى البناء ونوع مواد البناء المستخدمة ومتوسط مساحة الوحدات في المنطقة والمرافق المرتبطة بالعقارات في كل منطقة من مياه وكهرباء وغاز وهاتف وغيرها من المرافق.

على هذه اللجان أن تُنهي أعمالها خلال ثلاثة أشهر من تاريخ نفاذ هذا القانون، ويجوز مد هذه المدة لمدة مماثلة بقرار من رئيس مجلس الوزراء. ويصدر المحافظ المختص قرارًا بنتائج أعمال اللجان، يُنشر في الوقائع المصرية، ويُعلن في الوحدات الإدارية المحلية بكل محافظة.

تكون القيمة الإيجارية للأماكن المؤجرة للسكنى في المناطق ذات السمعة الطيبة عشرين مثل القيمة الإيجارية السارية قانوناً وبحد أدنى ألف جنيه، وعشرة أضعاف القيمة الإيجارية السارية للأماكن في المناطق المتوسطة والاقتصادية وبحد أدنى أربعمائة جنيه للأماكن في المناطق المتوسطة ومائتين وخمسين جنيه للأماكن في المناطق الاقتصادية.

في حين أن القيمة الإيجارية للأماكن المؤجرة للأشخاص الطبيعيين لأغراض غير السكن تزيد بمقدار خمسة أضعاف القيمة الإيجارية الحالية، فإن الإيجار لإجمالي الأماكن المستأجرة يزيد بنسبة 15% سنويا.

ثالثا: قانون التعليم

قبل نهاية الفصل التشريعي الحالي، أقرّ مجلس النواب التعديلات التي اقترحتها الحكومة على قانون التعليم. وقد أثارت هذه التعديلات جدلاً واسعاً داخل البرلمان وخارجه. وقد أدخلت هذه التعديلات شهادة الثانوية العامة (الأبيتور) كنظام اختياري إلى جانب شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة وشهادة إتمام الدراسة الثانوية الفنية. كما نصّت التعديلات على إعادة الامتحانات في كلا النظامين، واشترطت الحصول على درجة لا تقل عن 70% في مادة التربية الدينية.

وبموجب مشروع القانون، يخصص لأعمال السنة الدراسية ما لا يزيد على 20% من مجموع الدرجات التي يحصل عليها الطلبة في نهاية مرحلة التعليم الأساسي، وتحسب النسبة المتبقية لعلامات الامتحانات.

يهدف مشروع القانون إلى تدريب وتطوير المهارات الفنية للفنيين في مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية، كالصناعة والزراعة والضيافة وتكنولوجيا الأعمال، من خلال نظام التعليم الفني والمهني (“التعليم الثانوي الفني”). ويُشترط للالتحاق بالتعليم الفني والمهني إتمام مرحلة التعليم الأساسي.

التسجيل الأولي للامتحان مجاني. ويحدد وزير التعليم والتدريب الفني رسوم الامتحانات اللاحقة، بحيث لا تتجاوز 200 جنيه مصري للامتحان الواحد. ويجوز لوزير التعليم والتدريب الفني، بموافقة مجلس الوزراء، زيادة هذه الرسوم تدريجيًا، على ألا يتجاوز إجمالي الرسوم 400 جنيه مصري للمادة الواحدة.

وينطبق الأمر نفسه على شهادة الثانوية العامة (Abitur)، والتي تستمر لمدة ثلاث سنوات، وعند الانتهاء منها يتم إصدار شهادة تعادل شهادة الثانوية العامة (Abitur).


شارك