مناورة و9 مواقع سرية.. إسرائيل تستعد لـ”هجوم إيراني مفترض” من الجولان

منذ 4 ساعات
مناورة و9 مواقع سرية.. إسرائيل تستعد لـ”هجوم إيراني مفترض” من الجولان

أجرى الجيش الإسرائيلي أحد أكبر مناوراته العسكرية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول في مرتفعات الجولان، محاكياً هجوماً برياً مفاجئاً من قبل حزب الله والجماعات المسلحة المدعومة من إيران على عدة جبهات.

استمر التدريب يومين وانتهى الخميس الماضي. واختبر جاهزية الجيش الإسرائيلي للتعامل مع سيناريو بالغ الخطورة دون سابق إنذار استخباراتي.

وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن المحاكاة دارت حول تسلل آلاف المسلحين من الحدود السورية إلى داخل إسرائيل تحت نيران صاروخية مكثفة وعمليات تسلل منسقة.

1

واختبرت المناورة قدرة الجيش على التنسيق على الأرض وفي المجال اللوجستي، وبدء التدابير الطارئة، وتوفير الرعاية الطبية للمدنيين في مناطق الصراع.

اختبارات المواقع السرية والهياكل الدفاعية

وشملت المناورات تسع قواعد عسكرية سرية تم إنشاؤها حديثا على الحدود السورية، حيث يتمركز مئات الجنود.

وتعتبر هذه المواقع حساسة سياسيا لأن النظام السوري الجديد يطالب بانسحاب إسرائيل منها كشرط لاستئناف اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1975 الذي فشل خلال الحرب الأهلية السورية.

واختبرت القيادة الشمالية ما إذا كانت هذه المواقع قادرة على توفير الوقت لنشر التعزيزات الإسرائيلية وزيادة جاهزية القوات المسلحة.

وأكد كبار الضباط أن هذه المواقع توفر ساعات حاسمة لتعزيز الدفاعات الجوية والبرية وتفعيل وحدات الطوارئ.

2

التقدم من الجنوب وتحديات تضاريس الجولان

وأُجريت التدريبات على امتداد 65 كيلومتراً من الحدود – وهي مسافة أطول من الحدود مع قطاع غزة – وتضمنت العديد من نقاط الاختراق حيث يمكن لوحدات العدو اختراقها وتفعيل بروتوكولات الإنقاذ والاستجابة السريعة.

وركز التدريب على الجنوب لأن التضاريس الصعبة، مثل مجاري الأنهار، تجعل عمليات المراقبة أكثر صعوبة مقارنة بالشمال المفتوح.

وتضمن التدريب محاولات تسلل قرب قرية الخضر الدرزية، مقابل مجدل شمس، وهي منطقة تخضع لحماية إسرائيلية بسبب التهديد الذي تشكله الميليشيات على الدروز.

3

التعاون المدني والعسكري مع الشعب السوري

وفي خطوة غير عادية، تواصل ضباط عسكريون إسرائيليون بشكل مباشر مع شخصيات بارزة من القرى السورية المحيطة لطمأنتهم بأن الأنشطة العسكرية كانت مناورة وليست عمليات قتالية فعلية.

وبالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، قامت القوات المسلحة الإسرائيلية أيضاً بمحاكاة سيناريوهات لتوفير إمدادات الإغاثة للمدنيين السوريين المصابين.

تضمنت المناورة سيناريوهات تتضمن اختطاف مدنيين إسرائيليين ونقلهم عبر الحدود. وقد تطلب ذلك نشر وحدات إنقاذ طارئة جديدة شُكِّلت بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول. بالإضافة إلى ذلك، كان لا بد من تفعيل الوحدة الخاصة “جيش السماء”.

ومن التطورات المهمة تدريب وحدات المشاة النظامية ــ وليس فقط القوات الخاصة ــ على التعامل مع حالات احتجاز الرهائن في المناطق المدنية.

جاء ذلك بعد أن رصدت الفرقة 210 تزايدًا في عدد الخلايا الإرهابية المدعومة من إيران جنوب الجولان، وألقت القبض على مسلحين اثنين داخل الأراضي السورية دون أي مقاومة. ونُقلا لاحقًا إلى إسرائيل للتحقيق.

تتجلى أهمية جنوب سوريا في استمرار وجود جماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش، ورفض سكان المنطقة تسليم أسلحتهم. في المقابل، سلّم سكان الشمال أسلحتهم للجيش الإسرائيلي.

4

استراتيجية دفاعية متعددة الطبقات

قال ضابط كبير في القيادة الشمالية الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي ينتهج حاليا استراتيجية دفاعية متعددة الطبقات لمواجهة الهجمات المعقدة، استنادا إلى الدروس المستفادة من الحرب الأخيرة.

وأشار إلى أن أي عنصر مسلح في قطاع غزة هو هدف مشروع طالما لم تصدر تعليمات سياسية بخلاف ذلك، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

وأوضح أن التمرين تضمن أيضاً التدريب على التعامل مع الإصابات الجماعية والمفقودين، فضلاً عن تطوير بروتوكولات جديدة للرعاية الطبية والتنسيق مع النظام السوري لتجنب التصعيد أو سوء التقدير.


شارك