خبراء: طروحات القطاع الخاص بالبورصة تحفز الحكومة على قيد شركاتها

منذ 5 ساعات
خبراء: طروحات القطاع الخاص بالبورصة تحفز الحكومة على قيد شركاتها

ماهر: القطاع الخاص أخذ المخاطرة وعرض شركاته للبيع رغم الظروف الصعبة. • عمارة: الخلافات حول تسعير الشركات تجبر الحكومة على تأجيل برنامجها • باسم أحمد: الحكومة تسعى لتحقيق أفضل النتائج عند طرح عطاءات شركاتها.

بدأت شركات القطاع الخاص بطرح أسهمها في البورصة المصرية، وهي خطوة لاقت استحسانًا واسعًا. ويرى العديد من خبراء أسواق المال، الذين اطلعت الشروق على آرائهم، أن هذا دليل على أن هذه الطروحات دحضت مزاعم الحكومة بأن توقيت برنامج الطروحات العامة للدولة غير موفق، لا سيما وأن هذا الأمر محل نقاش واسع من قبل الأفراد والمؤسسات. ويؤكدون أن نجاح هذه الطروحات سيحفز الحكومة على إطلاق برنامجها.

منذ مطلع عام ٢٠٢٥، لم تُدرج أي شركة حكومية في البورصة المصرية، رغم الحديث الرسمي المتكرر عن استئناف برنامج الطروحات العامة. في المقابل، أدرج القطاع الخاص شركتين في البورصة: فاليو للتمويل الاستهلاكي، وبنيان للتنمية والتجارة، واللتان تجذبان اهتمامًا كبيرًا من مستثمري القطاع الخاص والمؤسسات المالية.

وقد أدى تأخر الحكومة في تنفيذ برنامج الطرح العام الأولي ــ الذي يشكل جوهر وثيقة سياسة ملكية الدولة ــ إلى تأجيل المراجعة الخامسة لصندوق النقد الدولي ودمجها مع المراجعة السادسة في نهاية العام لإعطاء الحكومة مزيداً من الوقت لاستكمال بعض الإصلاحات الرئيسية لتقليص دور الدولة في الاقتصاد.

قال محمد ماهر، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للأوراق المالية، إن نجاح الطروحات الخاصة في عام 2025 قوض مبررات الحكومة بشأن توقيت إدراج شركاتها بسبب التوترات الجيوسياسية في المنطقة.

وقال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي خلال المؤتمر الحكومي الأسبوعي في 9 يوليو/تموز الجاري، إن تأخر برنامج الطروحات العامة يرجع إلى الظروف الجيوسياسية في الشرق الأوسط، حيث رأت الحكومة أن التوقيت غير مناسب لتحقيق الأصول المطروحة قيمتها العادلة.

وتوقع أحمد الشيخ، رئيس البورصة المصرية، أن يبدأ التداول على ست أو سبع شركات بنهاية عام 2024 أو 2025.

“إذا لم يكن التوقيت مناسبًا، فكيف حدثت هذه الطفرة في الطروحات العامة الأولية في القطاع الخاص؟” تابع ماهر سؤاله لـ”الشروق”. وأكد أن القطاع الخاص خاطر وأدرج شركاته رغم هذه الظروف. وكان على الحكومة أن تخاطر لتحفيز نشاط سوق الأسهم.

وأضاف: “التوقيت ليس العامل الحاسم في نجاح الطرح العام الأولي. أي توقيت مناسب، طالما كانت الأسعار جيدة والشركة جذابة للمستثمرين”.

من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة شركة إيجل للاستشارات المالية ياسر عمارة أن تأجيلات الحكومة المتكررة لبرنامج الطروحات الأولية لم تكن بسبب التوقيت غير المناسب، بل بسبب حرص الحكومة على تحقيق أهدافها المالية التي حددتها مسبقاً.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي عن طرح أكثر من عشر شركات في البورصة ضمن برنامج الطروحات العامة، من بينها أربع شركات مرتبطة بالقوات المسلحة، وهي الوطنية، وصافي، وسيلو فودز، وتشيل أوت.

وتشمل العروض الحكومية المستهدفة بنك الإسكندرية، وبنك القاهرة، ومحطة جيل الزيت، وشركة الأمل الشريف للبلاستيك، وشركة سيد للصناعات الدوائية.

وأضاف عمارة أن الحكومة تؤجل الطروحات العامة إذا لم تحقق العوائد المستهدفة من بيع الشركات، لا سيما أنها تُستخدم لتغطية عجز الموازنة. وأشار إلى أن السوق حاليًا أكثر ملاءمة من أي وقت مضى، حيث تتجاوز السيولة 4 مليارات جنيه مصري، مما يجعله مهيئًا لإدراج الشركات الكبرى المملوكة للدولة، ولتغطية الطروحات بالكامل.

وأشار إلى أن الانخفاض المتكرر في قيمة الجنيه أدى إلى خلافات بين الحكومة والمستثمرين حول تسعير الشركات، مما ساهم أيضًا في تأجيل البرنامج. وأضاف أن على الحكومة طرح شركة أو شركتين كـ”بالون اختبار” بخصم مغرٍ. وبعد نجاحهما، يمكنها الحفاظ على السعر المستهدف للعروض المتبقية.

قال مصدران مطلعان لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة المصرية تعتزم طرح أسهم شركتي الوطنية لبيع وتوزيع المواد البترولية (وطنية)، والوطنية لتعبئة المياه الطبيعية (صافي)، في البورصة خلال الشهر الجاري، تمهيداً لإصدار حصص أقلية.

قال باسم أحمد، مدير مبيعات التجزئة بشركة الأهلي فاروس لتداول الأوراق المالية، إن الحكومة تتأنى في طرح شركاتها بالبورصة، رغم أن الأمر يستغرق وقتاً طويلاً لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة.

وتوقع أحمد أن تعمل الحكومة على تسريع برنامج الإصدارات العامة، خاصة بعد نجاح إصدارات القطاع الخاص الأخيرة.


شارك