المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تنصف سيمينيا

قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأن المحكمة السويسرية فشلت في منح العداءة الجنوب أفريقية كاستر سيمينيا فرصة عادلة لبحث ما إذا كان ينبغي لها خفض مستويات هرمون التستوستيرون لديها للتنافس كامرأة.
لم تتمكن البطلة الأولمبية مرتين، التي تم تشخيصها بـ “إعاقة جنسية”، من المنافسة في سباق 800 متر منذ عام 2018 لأنها ترفض تناول أدوية خفض هرمون التستوستيرون بعد أن قدم الاتحاد الدولي لألعاب القوى قواعد جديدة للمنافسات الإناث.
كانت تأمل أن تُصدر المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان حكمًا بأنها كانت ضحية تمييز. إلا أن الدائرة الكبرى للمحكمة ذكرت أنها لا تستطيع تحديد ما إذا كانت العداءة الجنوب أفريقية قد تعرضت للتمييز.
سبق أن حاولت سيمينيا، البالغة من العمر 34 عامًا، الطعن في تغيير القواعد أمام محاكم أخرى. وحكمت محكمة التحكيم الرياضي في لوزان ضدها عام 2019، وأيدت المحكمة الفيدرالية العليا السويسرية في لوزان الحكم عام 2020.
حكمت المحكمة الفيدرالية بأن الرياضيات سوف يتمتعن بـ”ميزة لا يمكن التغلب عليها” إذا كانت مستويات هرمون التستوستيرون لديهن مماثلة لتلك الموجودة لدى الرجال.
لكن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان خلصت يوم الخميس إلى أن القضية تتطلب “مراجعة قضائية صارمة تتناسب مع أهمية الحقوق الفردية”.
وبناء على ذلك، قضت المحكمة بأن سيمينيا “لم تستفد من ضمانات المحاكمة العادلة المنصوص عليها في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان”.
وأمرت المحكمة سويسرا بدفع مبلغ 80 ألف يورو لجنوب أفريقيا كمصاريف.
وقالت سيمينيا للصحفيين إن حكم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان كان “نتيجة إيجابية”، مضيفة: “يتعين علينا احترام الرياضيين وإعطاء الأولوية لحقوقهم”.
وقالت إن القرار كان بمثابة تذكير للمسؤولين بأن “حماية الرياضيين هي الأولوية القصوى”.
في عام 2023، قضت إحدى غرف المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأن سيمينيا كانت ضحية للتمييز من قبل محكمة التحكيم الرياضية.
لكن قرارها كان رمزيا إلى حد كبير، لأنها لم تشكك في قرار الاتحاد الدولي لألعاب القوى ولم تسمح لسيمنيا بالعودة إلى المنافسة دون تعاطي المنشطات.
واستأنفت السلطات السويسرية، بدعم من الاتحاد الدولي لألعاب القوى، الحكم أمام الغرفة الكبرى المكونة من 17 عضوا في محكمة العدل الأوروبية، وهي هيئتها الاستئنافية، مما أدى إلى صدور الحكم يوم الخميس.
وأثارت سيمينيا، التي فازت بميداليتين ذهبيتين أولمبيتين في عامي 2012 و2016 وثلاثة ألقاب عالمية في سباق 800 متر (2009 و2011 و2017)، العديد من الأسئلة حول زيادة الأندروجينات التي تؤدي إلى زيادة مستويات هرمون التستوستيرون.
بعد فوزها المذهل في بطولة العالم 2009 عندما كانت تبلغ من العمر 18 عامًا فقط، قدم الاتحاد الدولي لألعاب القوى بعد عامين قواعد تسمح للرياضيات اللاتي يعانين من فرط الأندروجين بالمنافسة لأول مرة، بشرط أن تكون مستويات الأندروجين لديهن أقل من تلك الموجودة لدى الرجال.
ومع ذلك، في عام ٢٠١٨، ألزم الاتحاد الدولي لألعاب القوى (IAAF) الرياضيات بخفض مستويات هرمون التستوستيرون لديهن إلى أقل من ٥ نانومول لكل لتر من الدم من خلال علاجات دوائية لمدة ستة أشهر للمشاركة في المسابقات الدولية من ٤٠٠ متر إلى ميل. بعد ذلك، خُفِّض المستوى إلى ٢.٥ نانومول لكل لتر لجميع المسافات.
وقد قوبل القرار باستياء واسع النطاق في جنوب أفريقيا، حيث تم تفسيره على أنه محاولة لإبطاء سيمينيا، التي باءت بالفشل استئنافها ضد القرار.