الصحة: إطلاق المؤتمر العلمي السنوي لنظم الغذاء لمواجهة التحديات الصحية.. وملف التغذية على رأس الأولويات

أكدت الدكتورة عبلة الألفي نائب وزير الصحة والسكان، أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تضع التغذية على رأس قائمة أولوياتها باعتبارها ركيزة أساسية لبناء شعب مصري قادر على المساهمة والمشاركة الفعالة في عملية التنمية الشاملة.
جاء ذلك في كلمتها الافتتاحية للمؤتمر العلمي السنوي الرابع للمعهد القومي للتغذية، التابع لهيئة المستشفيات والتعليم المصرية. انعقد المؤتمر، صباح الثلاثاء، تحت عنوان “تحويل النظم الغذائية لمواجهة التحديات الصحية”، واستضافه الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان. وهدف المؤتمر، الذي استمر يومين، وحضره خبراء أجانب ومديرو مؤسسات تعليمية ونخبة من الأطباء، إلى مناقشة أحدث الاستراتيجيات العالمية للتغذية الصحية.
أكدت نائبة الوزير على أهمية الألف يوم الذهبية في حياة الإنسان، معتبرةً إياها فترةً حرجةً يبدأ فيها الاستثمار في حياته حتى قبل ولادته. وأشارت إلى أن 95% من النمو الغذائي والبدني والنفسي يبدأ في هذه المراحل المبكرة. لذا، من الضروري رفع الوعي الصحي لدى الأسر المصرية بأهمية اتباع نظام غذائي صحي لتنشئة أجيال قادرة على المنافسة والإنتاج.
وأضافت الألفي أن التغذية ليست مسؤولية فردية، بل مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود جميع الجهات الحكومية المصرية وكل أسرة. وأوضحت أن مصر كانت من أوائل الدول التي استجابت لنتائج قمة الأمم المتحدة لنظم الغذاء 2021، وأطلقت الخطة الوطنية لتنفيذ نظم الغذاء والتغذية 2025-2030، وخارطة طريق وطنية لخفض معدلات السمنة وفقر الدم بحلول عام 2030. ويأتي ذلك في إطار جهد متكامل مع المبادرات الرئاسية لضمان صحة المواطنين.
قال الدكتور محمد مصطفى عبد الغفار، رئيس هيئة المستشفيات والمؤسسات التعليمية، إن المؤتمر يُمثل منصةً مهمةً لبناء أنظمة غذائية أكثر مرونةً وعدالةً واستدامةً. وأكد على أهمية تضافر الجهود وتكامل التخصصات المختلفة لمواجهة التحديات الصحية، وخاصةً السمنة، التي تُعدّ من أهم التحديات الصحية الراهنة، والتي لا يقتصر تأثيرها على الأفراد فحسب، بل يمتد ليشمل النظم الصحية والاقتصادات ونوعية الحياة واستدامة المجتمع.
وأكد عبد الغفار أن الهيئة ستدعم جهود وزارة الصحة بشكل كامل وتوفر الأدوات اللازمة لتحويل الغذاء والتغذية إلى أدوات فعالة لمواجهة التحديات الصحية، مما يساهم في مستقبل تتمتع فيه الأجيال بالاستقرار الصحي والبيئي.
وأشارت الدكتورة سحر خيري، مديرة المعهد الوطني للتغذية ورئيسة المؤتمر، إلى أن مؤتمر هذا العام يمثل منصة علمية مهمة، تتضمن جلسات نظرية وعملية تهدف إلى تبادل الخبرات والمعرفة، مما يؤدي إلى توصيات عملية تعزز التحول إلى نظم غذائية مستدامة وعادلة.
أشاد جان بيير، ممثل برنامج الأغذية العالمي في مصر، بجهود الحكومة المصرية في توسيع نطاق نظامها الصحي وتوفير رعاية صحية شاملة لمواطنيها منذ الصغر. وأكد التزام البرنامج بالعمل مع مصر لتنفيذ برامج لمواجهة التحديات الصحية، وخاصةً السمنة وعواقبها الصحية طويلة المدى.
أشادت ناتاليا ويندر روسي، ممثلة اليونيسف في مصر، بالتزام الحكومة المصرية بحملات التوعية والتثقيف المجتمعي التي تركز على التثقيف الغذائي، والوقاية، والكشف المبكر، وتعزيز نمط حياة صحي. وأكدت أن التعاون بين المؤسسات المحلية والدولية يُسهم في بناء مجتمعات صحية وتنافسية.
وفي ختام المؤتمر تم تكريم الدكتورة عبلة الألفي وعدد من القيادات والمسؤولين من المستشفيات والمؤسسات التعليمية لجهودهم في تعزيز الصحة والتغذية.
على هامش المؤتمر، افتُتح “مطبخ التعلم”. يهدف هذا المطبخ إلى تعليم الأطفال أساسيات التغذية الصحية في سن مبكرة، وتعريفهم بالمكونات والأدوات الأساسية التي لا غنى عنها في الأسرة المصرية. ويهدف إلى تهيئة بيئة صحية تُسهم في تنشئة أجيال قوية تُسهم في بناء المجتمع.